مرضى القلب والجنس: كيف؟
عدد غير قليل من الناس الذين يصابون بنوبة قلبية ويخشون العودة إلى ممارسة الجنس خوفا من حدوثها مره أخرى. ذكرت جمعية القلب الأميركية مؤخرا أنه لا يوجد مانع من العودة إلى النشاط الجنسي بعد الاصابه بالأزمة القلبية – طالما اتخذت الاحتياطات المناسبة.
ذكرت جمعية القلب الأميركية مؤخرا بخصوص مرضى القلب والجنس، وخاصة الأشخاص الذين يصابون بالنوبة القلبية ويتعافون منها، يمكنهم القيام بالنشاط الجنسي دون خوف. ويضيف البيان أنه يجب على النساء تلقى المشورة بشأن وسائل منع الحمل لأن الحمل الغير مرغوب فيه قد يكون له تأثير سلبي على القلب، في حين أن الرجال يجب أن يكونوا حذرين عند أخذ الأدوية لعلاج الانتصاب التي قد تكون خطرة على القلب. تم نشر البيان في مجلة Circulation Journal of the American Heart Association.
وفقا لمعدي البيان، من بينهم خبراء في أمراض القلب، خبراء اللياقة واختصاصي المشورة الجنسية، ان النشاط الجنسي هي قضية هامة وملحه لجودة حياة الرجال والنساء الذين يعانون من أمراض القلب ولأزواجهم\زوجاتهم; لكن لسوء الحظ، فهذه أيضا قضية لا تحظى باهتمام ضمن الاطار السريري ولا يتم طرحها في محادثات المرضى مع اطبائهم نتيجة عدم الراحة والحرج من الحديث حول هذا الموضوع.
يقول الخبراء أنه من المهم طرح القضية لأنه في كثير من الأحيان، فان أمراض القلب تكون مصحوبة بانخفاض في الوظائف الجنسية التي قد تؤدي إلى القلق والاكتئاب. مع ذلك، فالحقيقة هي أن النشاط الجنسي غالبا لا يجهد القلب بشكل كبير وأيضا لا يستمر لوقت طويل مما يؤدي الى مشكلة لمرضى القلب. لذلك، نوبات القلب الناجمة عن النشاط الجنسي عددها قليل جدا.
في الواقع، وفقا لجمعية القلب الأمريكية، ممارسة الجنس تزيد قليلا من احتمال حدوث النوبة القلبية – وهذا ينطبق على الأشخاص الأصحاء ومرضى القلب على حد سواء. وعلاوة على ذلك، على الرغم من أن الأشخاص الذين عانوا من النوبة القلبية في الماضي هم أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أخرى، فلا يوجد دليل على أنهم أكثر عرضة للإصابة بالنوبة القلبية نتيجة لممارسة الجنس، بالمقارنة مع الأشخاص الأصحاء.
ذكر الخبراء أنه على الرغم من أن مرضى القلب والأشخاص الذين أصيبوا بأزمات قلبية لا يفكرون مرتين عند صعود الدرج، فالكثير منهم يخشون من أن النشاط الجنسي قد يؤدي لنوبة قلبية أخرى.
مرضى القلب والجنس: التوصيات ووسائل الحذر
يتضمن بيان جمعية القلب الأمريكية قائمة من التوصيات لمرضى القلب الذين يرغبون في العودة إلى ممارسة النشاط الجنسي، بما في ذلك القضايا التي يجب أن يأخذوها بالاعتبار ووسائل الحذر التي يجب عليهم اتخاذها. وهي:
بعد أن يتم تشخيص الشخص كمصاب بمرض القلب، يوصى الطبيب بأن يجري تقييم لحالته الصحية قبل أن يعود إلى ممارسة النشاط الجنسي المنتظم. فيما يتعلق بالنشاط الجنسي، يوصى مرضى القلب بالتشاور مع الطبيب المعالج.
يمكن ممارسة الجنس بعد اسبوع من الإصابة بالأزمة القلبية الخفيفة، شريطة أن يكون الشخص قادر على صعود عدد من الدرجات دون أن يشعر بسوء أو ألم.
إعادة تأهيل القلب والنشاط البدني المنتظم يمكن أن تقلل من خطر حدوث المضاعفات المرتبطة بالقلب الناتجة عن ممارسة النشاط الجنسي، لدى الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب أو النوبات القلبية.
يجب على النساء المصابات بأمراض القلب تلقي المشورة حول السلامة والحاجة الى استخدام وسائل وقاية ووسائل اخرى لمنع الحمل، استنادا إلى تاريخهم الطبي.
التوصية بشأن الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة في القلب والذين يعانون من بعض الأعراض السلبية أثناء ممارسة النشاط الجنسي البسيط أو أثناء الراحة، هي عدم ممارسة الجنس حتى يتم استقرار الأعراض لديهم بواسطة العلاج المناسب.
يوصى مرضى القلب الذين يعانون من مشكلة العجز الجنسي بإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة ما إذا كانت المشكلة مرتبطة بمرض القلب أو الأوعية الدموية، القلق، الاكتئاب أو عوامل أخرى.
يجب عدم منع مرضى القلب من أخذ الأدوية التي قد تحسن أعراض مرض القلب أو تحسن فرصة بقائهم على قيد الحياة فقط بسبب أن هذه الأدوية يمكن أن تؤثر على الوظائف الجنسية.
أدوية علاج ضعف الانتصاب عادة ما تكون آمنة للاستخدام لدى الرجال الذين تكون حالتهم غير مستقرة تماما. ومع ذلك، المرضى الذين يتلقون النيترات لعلاج آلام الصدر الناجمة عن مرض الشريان التاجي لا يمكنهم استخدام ادوية علاج الانتصاب، بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن يعطى علاج النيترات لؤلائك الذين يستخدمون أدوية علاج الانتصاب قبل 24-48 ساعة (اعتمادا على نوع الدواء المستخدم).
النساء بعد سن اليأس (انقطاع الطمث) اللاتي تعانين من الآلام عند ممارسة الجنس يمكن إعطائهن علاج بواسطة هرمون الاستروجين ما دام العلاج يعطى بشكل موضعي (على الجلد) أو يتم إدخاله عن طريق المهبل.
حدوث النوبة القلبية بسبب ممارسة الجنس: ما هو مدى انتشار هذه الظاهرة؟
بين الناجين من النوبات القلبية، متوسط نسبة خطر تكرر الاصابة بالنوبات القلبية أو الموت المفاجئ هي 10 من مليون في الساعة; ممارسة الجنس تزيد من الخطر الى 20-30 من مليون ساعة من النشاط الجنسي. هذا وفقا للتقرير المصاحب للبيان. الاشخاص الاصحاء معرضون لخطر أقل للإصابة بالنوبة القلبية، ولكن من ناحية أخرى، فاحتمال إصابتهم بنوبة قلبية نتيجة النشاط الجنسي مماثلة جدا لتلك التي لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب.
ومع ذلك من هم المعرضون لخطر كبير للإصابة بالنوبة القلبية الناجمة عن النشاط الجنسي؟ الرجال المتزوجين الذين يمارسون الجنس مع النساء الأصغر سنا (ليس زوجاتهم) في بيئة غير مألوفة. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن العوامل التي تنطوي عليها مثل هذه الحالات يمكن أن تؤدي الى الإجهاد الذي من شأنه أن يزيد من فرص الاصابة بالنوبة القلبية.
المرجع : webteb.com