ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة
الكونغو ثاني أكبر دولة إفريقيّة من حيث المساحة
تعدُّ الكونغو ثاني أكبر دولة في قارة إفريقيا من حيث المساحة الجغرافيّة؛ إذ تصل مساحتها إلى 2,344,858 كم²، بعد الجزائر التي تُقدّر مساحتها بحوالي 2,381,741 كم²،[١] وكانت دولة الكونغو في الماضي جزءاً من إقليم إفريقيا الاستوائيّة الفرنسيّة، وعُرِفت بكونغو الوسطى، وبعد حصولها على استقلالها أصبحت تُعرف رسميّاً باسم جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، وتُعتبر مدينة برازافيل العاصمة الرسميّة لها وأكبر مدينة بين مدنها، ويتمّ انتخاب الرئيس في كونغو بناءً على استفتاء شعبي لمدة خمس سنوات، وله العديد من الصلاحيّات الإداريّة، ومنها تعيين رئيس الوزراء، وأيضاً مشاركة الشعب في اختيار أعضاء البرلمان الذي يتكوّن من المجلس الوطنيّ ومجلس الشيوخ.[٢]
التضاريس الجغرافيّة
تتميز التضاريس الجغرافيّة في الكونغو بتنوّع طبيعتها، وتشمل ستة أقاليم رئيسيّة هي:[٢]
- السهل الساحليّ: هو سهل يمتدّ حوالي 64 كيلومتراً من جهة المحيط الأطلسي إلى الأراضي الداخليّة، وهو إقليم جافّ ولا يحتوي على الأشجار.
- منحدرات مايومب: هي عبارة عن سلسلة من الهضاب التي يتراوح ارتفاعها بين 490م-790م، فوق مستوى سطح البحر، وتقع خلف إقليم السهل الساحلي، وتغطّيها الغابات، وتوجد في أرضها الأودية النهريّة.
- وادي نياري: هو وادٍ يتميّز بإنتاجه الزراعي، وتنتشر على أرضه سهول السافانا والغابات الخضراء.
- إقليم ماليبو: هو إقليم يقع في الجهة الشرقيّة لوادي نياري، ويحتوي على مجموعة من التلال، وأغلب أراضيه تمّت إعادة استصلاحها من أجل تعزيز الإنتاج الزراعي، أما اسمه فحصل عليه من بحيرة ماليبو التي ظهرت نتيجة لتأثير روافد نهر الكونغو.
- هضبة الباتيكي: هي عبارة عن سهل يتميّز بارتفاعه الجغرافي، وتوجد هذه الهضبة في منتصف الكونغو، وتحتوي أرضها على مجموعة من الحشائش، كما توجد فيها أودية عميقة، وغابات، وروافد لنهر الكونغو.
- حوض نهر الكونغو: هو إقليم يقع في الجهة الشماليّة من الكونغو، ويحتوي على أراضٍ ومستنقعات كبيرة، وأيضاً يوجد فيه الرافد الرئيسيّ لنهر الكونغو والمعروف باسم (الأوبانجي)، والذي يقع بالقرب من الحدود الشماليّة الشرقيّة للكونغو.
المناخ
يُعتبر المناخ العام في الكونغو حاراً واستوائيّاً، ورطباً في المناطق الوسطى والغربيّة، وتتساقط الأمطار بشكل متكرر في الفترة الزمنيّة من شهر تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر) حتى شهر أيار (مايو)، أما في المناطق القريبة من خط الاستواء فتهطل الأمطار في الفترة الزمنيّة بين شهور نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو)، وفي المناطق الشماليّة تتساقط الأمطار في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر)، أما متوسط درجات الحرارة فيصل إلى 24 درجة مئويّة، مع زيادة في نسبة الرطوبة، وتتراوح درجات الحرارة في منطقة المرتفعات الشرقيّة بين 18-24 درجة مئويّة.[٣]
التركيب السكانيّ
يصل العدد التقديري لسكان دولة الكونغو إلى ما يقارب 4,852,412 نسمة، ويتميّز مجتمعها السكاني بالتنوّع العرقيّ، فيشكّل السكان الأصليون من الكونغو نسبة 48%، أما النسب المتبقية فهي موزّعة على القبائل المحليّة، مثل سانغا بنسبة 20%، وتيكي بنسبة 17%، والقبائل والجماعات العرقيّة الأخرى، وتعتبر اللغة الفرنسيّة هي اللغة الرسميّة في الكونغو، وأيضاً تُستخدم مجموعة من اللغات التقليديّة التي تنتشر بين القبائل، ويشكل السكان المسيحيّون من الطائفة الكاثوليكيّة نسبة 33,1%، أما السكان المسلمون فيشكّلون نسبة 1,6%، والنسب المتبقّية موزّعة على الديانات الأخرى.[٤]
الاقتصاد
يعتمد الاقتصاد في الكونغو على مجموعة من القطاعات، وتشمل الزراعة، وصيد الأسماك، والإنتاج الصناعي المرتبط بالنفط، والذي يساهم في توفير حصّة كبيرة من الإيرادات الخاصة بالحكومة، والصادرات إلى الدول الأخرى، كما يُستخدم الغاز الطبيعي كوسيلة لتوليد الطاقة الكهربائيّة، ويحرص الاقتصاد في الكونغو على دعم المشروعات الحديثة، والتي تعتمد على الصناعة والإنتاج، ومن أهمها مشروعات التعدين، وتحويل الحديد الخام إلى مصدر إنتاجيّ، وتوجد العديد من الجهود لتحقيق الإصلاح الاقتصادي، والذي تدعمه المنظمات الدوليّة، ومن أهمها صندوق النقد الدولي، والبنك الدوليّ، وتشكل الديون الخارجيّة المترتبة على الاقتصاد في الكونغو ما يقارب 16% من الناتج المحليّ.[٤]
التاريخ
تشير الدراسات التاريخيّة إلى أنّ تاريخ وجود البشر على أراضي الكونغو يعود إلى عصور ما قبل الميلاد، وقد اعتمدت الشعوب الأولى على النباتات التي تنتجها الغابات في المحافظة على استمرار وجودها، أمّا في العصور المبكّرة فقد عمل السكان في الزراعة والصيد، وكانوا يعتمدون على العيش في جماعات، ويمثّل كل جماعة منها شخصٌ ما يُطلق عليه الرجل الكبير، وساهم ذلك في ظهور المعالم الأولى للحياة الاجتماعيّة في أراضي الكونغو، واعتمد السكان الأوائل في التواصل بينهم على لغة البانتو إحدى اللغات المحليّة التقليديّة، أما السكان في المناطق الشماليّة فانتشرت بينهم لغة أداماوا.[٥]
انتشرت المجتمعات في الكونغو على نطاق أكبر بين عامي 1000م-1500م، وظهرت المناطق القرويّة التي يعيش فيها السكان ضمن قبائل متنوّعة، وأدى هذا التطور إلى ظهور ثلاث ممالك على أرض الكونغو، وهي لونجو التي تقع عند نهر كويلو بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي، والكونغو في الجهة الجنوب غربيّة، وتيو التي ظهرت بسبب تجمع قبائل صغيرة في السهول الشماليّة لماليبو، وكانت التجارة هي النشاط والعمل الرئيسي الذي يجمع بين هذه الممالك.[٥]
وصل الاحتلال البرتغاليّ إلى الكونغو في عام 1483م، وكانت الأوضاع مستقرة بين السكان المحليين والبرتغاليين حتى ظهرت الملامح الاستعماريّة الأولى، والتي أدت إلى فرض السيطرة البرتغاليّة على الموارد الطبيعيّة في الكونغو، وظهور تجارة الرقيق التي أصبحت مظهراً من مظاهر الاحتلال البرتغالي.[٥] وفي عام 1880م حصلت فرنسا على مجموعة من الامتيازات في أراضي الكونغو، مما أدى في عام 1891م إلى الإعلان عن الاحتلال الفرنسي للكونغو من خلال قيام مستعمرة الكونغو الفرنسيّة، وفي عام 1946م أصبحت الكونغو ومنطقة ما وراء البحر تابعة لفرنسا، ولكن حصلت الكونغو على العديد من الحقوق السياسيّة، ونتج عن ذلك قيامها كجمهوريّة ضمن المجتمع الفرنسي في عام 1958م، ولكن في عام 1960م حصلت الكونغو على استقلالها الرسميّ.[٦]
المراجع
- ↑ “Geography Statistics Of Africa”, worldatlas, Retrieved 22-1-2017. Edited.
- ^ أ ب الموسوعة العربية العالمية (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 296، 297، 298، جزء 20. بتصرّف.
- ↑ “Congo, Democratic Republic Of The (DROC)”, Encyclopedia.com, Retrieved 22-1-2017. Edited.
- ^ أ ب “CONGO, REPUBLIC OF THE”, The World Factbook — Central Intelligence Agency, Retrieved 22-1-2017. Edited.
- ^ أ ب ت Dennis D. Cordell, André Fu-Kiau kia Bunseki-L (27-4-2016), “Republic of the Congo CAPITAL AT BRAZZAVILLE”، britannica, Retrieved 22-1-2017. Edited.
- ↑ “Republic of the Congo CAPITAL AT BRAZZAVILLE – The colonial era”, britannica, Retrieved 22-1-2017. Edited.