حق الفيتو
حقّ الفيتو
تُعَدُّ كلمة (الفيتو) ذات أصول لاتينيّة تعني: أنا أمنع، أمّا حقّ الفيتو، أو حقّ النقض فهو: حقٌّ يُتيح لجهة ما أن تمنعَ جهة، أو جهات أخرى من اتِّخاذ موقف، أو إصدار قرار مُعيَّن؛ ممّا يعني أنّه يحقُّ لأيّ عُضو في هيئة ما تملكُ السُّلطة؛ لنقضَ، أو اتِّخاذ قرار ما وِفق إجماع كافّة المُمثِّلين الطعن في هذا القرار، ومَنع اتِّخاذه، وذلك إذا لم يتوافق رأيه مع الآراء الخاصّة بهم، علماً بأنّ الدولة التي تستندُ إلى القانون العُرفيّ في حُكمها، يحقُّ فيها لأيّ عُضو من أعضاء هيئة المُحلَّفين نَقْض القرار؛ حيث إنّ الأحكام في القضايا القانونيّة لا تصدر إلّا بإجماع كافّة آرائهم، وذلك على العكس من الدول التي تتّبع القانون المدنيّ في حُكمها؛ إذ يتمّ التصويت على قراراتها باستخدام الأغلبيّة المُطلَقة. ومن الجدير بالذكر أنّ مجلس الأمن يعتمد في إصدار قراراته على الآراء الخاصّة بأعضاء المجلس الدائمين، باستثناء القرارات الإجرائيّة، ممّا يعني مقدرتهم على مَنع قراراته التي يُصدرُها.[١]
أنواع حقّ الفيتو
يُقسَم حق الفيتو إلى أنواع عدّة، وهي:[٢]
- الفيتو الحقيقيّ: أو ما يُعرَف ب(المُبسَّط) أيضاً، وهو النوع المألوف في مجلس الأمن، حيث يتمثّل بتصويت عُضو من أعضائه الدائمين تصويتاً سلبيّاً في ما يتعلَّق بمسألة موضوعيّة، ممّا يحول دون إصدار القرار.
- الفيتو المُزدَوج: ويتمثَّل بالاعتراض المُزدَوج لعُضو مجلس الأمن؛ حيث تُعرَض مسألة ما يُراد تكييفها أمام مجلس الأمن؛ بهدف معرفة ما إن كانت مسألة إجرائيّة، أو موضوعيّة، ممّا يؤدّي إلى استخدام العضو لحقّ الفيتو في التصويت لصالح المسألة على أنّها موضوعيّة؛ بقَصد تحويلها، وتكييفها من إجرائيّة إلى موضوعيّة؛ وهذا يعني تمكينه من استخدام حَقّ النقض.
- الفيتو المُستتِر: ويتمثّل بإقناع ثُلث أعضاء المجلس بنَقض قرار ما، أو الامتناع عن التصويت لصالحه أمام المجلس.
- الفيتو بالوكالة: ويتمثَّل باستخدام دولة دائمة العضويّة حَقّ الفيتو بالإنابة عن دولة أخرى من الدُّول الدائمة العضويّة.
- الفيتو الجماعيّ: ويتمثّل بنَقض أكثر من 6 دُول من الأعضاء غير الدائمين لقرار ما يتمّ عَرضه أمام مجلس الأمن، حتى وإن صَوَّت كافّة الأعضاء الدائمين لصالح القرار، إلّا أنّه من المهمّ بمكان ذِكر أنّ هذا النوع من الفيتو يندرُ حدوثه.
استخدام الدُّول الأعضاء لحَقّ الفيتو
لجأت خمس دُوَل أعضاء في مجلس الأمن (الولايات المُتَّحِدة، وبريطانيا، والاتِّحاد السوفيتيّ، والصين، وفرنسا) إلى استخدام حَقّ النَّقْض (الفيتو)؛ وذلك انطلاقاً من كونها الدُّول المُنتصِرة في الحرب العالَميّة الثانية، حيث تمثَّل ذلك بعدّة استخدامات، منها:[٣]
- استخدام موسكو حَقّ النَّقْض (الفيتو) 120 مرّة كان معظمها في عهد الاتِّحاد السوفيتيّ.
- استخدام الولايات المُتَّحِدة حَقّ الفيتو 77 مرّة، منها 36 مرّة؛ بهدف حماية الكيان الصهيونيّ.
- استخدام بريطانيا حَقّ الفيتو 32 مرّة، حيث كان بعضها جنباً إلى جَنب مع فرنسا، أو أمريكا، أو كليهما معاً، بينما لجأت إلى استخدام الباقي من هذه المرّات؛ بهدف الدفاع عن رودسيا.
- استخدام فرنسا حَقّ الفيتو 18 مرّة.
- استخدام الصين حَقّ الفيتو 5 مرّات فقط.
المراجع
- ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية : مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 646،647، جزء السابع عشر. بتصرّف.
- ↑ “حق النقض (الفيتو Veto) في مجلس الأمن دراسة من منظور القانون الدولي”، abu.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
- ↑ “حق الفيتو.. تاريخه واستخداماته”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.