قانون الإيمان
قانون الإيمان
يعرّف القانون بأنه المقياس الذي يقيس البناؤون من خلاله مدى استقامة الحائط، هذا بالمعنى الأساسي لكلمة قانون، أمّا قانون الإيمان أو ما يطلق عليه (الوصيّة) فيعني الإيمان بالله.
عندما قام الله بإعطاء الوصيّة إلى آدم الذي خالفها فيما بعد، دلّت مخالفته هذه على أنه لم تكن لله قيمة في حياة آدم؛ حيث إنّ الابن – وفقاً للكتاب المقدس – لم يقم بتنفيذ ما طُلب منه ومخالفته لأبيه، الأمر الذي يوجب عقابه، فكيف إن كان هذا الطلب من الله العادل؟
من هنا تكمن أهميّة قانون الإيمان في تأكيد الإيمان بالله وأن يكون هذا الإيمان مستقيماً، ووجوب العقاب نتيجةً لكسر الوصيّة أو القانون على من لا يسير عليها، وفي أعماق هذا القانون يوجد الحكم على المخالفين للوصيّة؛ حيث يحتوي القانون على المشتقات الرئيسيّة الثلاث، فتظهر صفة الأب وصفة الابن وصفة الروح القدس وماهيتها.
قانون الإيمان النيقاوي وظهور آريوس
آريوس هو القائل بأنّ المسيح ما هو إلا خليقةً ثانويّة، ولا يعتبر واحداً مع الله الأب ولا معادلاً له، إبان ظهور آريوس قام بعقد مجمعٍ مسكوني لإيجاد بحثٍ في هذه القضيّة، وقد أطلق على عمله هذا (المجمع المسكوني الأول ” نيقية “)، وبعد فترةٍ طويلة من الأبحاث والدراسات امتدت لأشهرٍ عديدة، تمّ وضع قانون الإيمان لحدود كلمة (ليس لملكه انقضاء).
قانون الإيمان القسطنطيني والمكادونيّة والتروبيك
ظهرت بعد فترة هرطقة (المكدونيّة والتروبيك) ضدَّ الروح القدس، وهي لم ترفض بشكلٍ كامل لاهوت الروح القدس؛ حيث قال أحدهم أنه لا يمكن القول إنّ الروح القدس هو مجرّد ملاك، وأنه لا يمكن القول بأنه هو الله، ومن هنا جاء في المجمع المسكوني الثاني قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني، وهذا جزءٌ من القانون:
نؤمن بإلهٍ واحد، الأب ضابط الكل، خالق السماواتِ والأرض، وكلّ ما يُرى ولا يُرى.
الكاثوليك وباقي الطوائف الأخرى
في بداية الألفيّةِ الأولى للميلاد قام الكاثوليك بإضافة كلمة (المنبثق من الأب والابن)، علماً بأنّ قانون الإيمان الموجود في الفاتيكان والمنحوت باللغتين اللاتينيّة واليونانيّة لا يذكر فيه كلمة (والابن)، بالإضافة إلى أنّ البابا قد قام بتلاوة القانون مرّتين دون أن يذكر هذه الكلمة (والابن).
أضيفت كلمة ابن في الطقس الماروني (يسوع المسيح ابن الله الوحيد).
أما البروتستانت فقد أعلنوا موافقتهم على قانون الإيمان دون إضافة كلمة والابن، أما الأرثوذوكس فهم حتى هذه اللحظة يؤمنون بقانون الإيمان كما هو مكتوبٌ في المجمعين، سواء كانوا خلقدونيين أو لاخلقدونيين، أي دون إضافة والابن.