الاقتصاديات الكبرى تتبنى العمل عن بعد .. هل سيصبح نمطاً سائداً رغم إلغاء تدابير كورونا؟
تبنت الشركات أسلوب العمل عن بعد في أغلب الوظائف، حتى أصبحت الدول صاحبة أكبر اقتصادات في العالم تتبنى أسلوب العمل عن بعد، حتى بعد إلغاء تدابير مواجهة كوفيد.
وقالت الصحفية فالنتينا رومي إن موظفي المكاتب في الدول الاقتصادية الكبرى لم يعودوا إلى عادة التنقل للعمل، وبدلا من ذلك، أبقوا على المزج بين العمل من المنزل ومن المكتب باعتباره الواقع الجديد، وفقاً لبيانات على نطاق واسع عن التنقلات.
الاقتصاديات الكبرى
وقالت فايننشال تايمز، في تقرير لها، إن موظفي المكاتب في الدول الاقتصادية الكبرى لم يعودوا إلى عادة التنقل للعمل، وبدلا من ذلك، أبقوا على المزج بين العمل من المنزل ومن المكتب باعتباره الواقع الجديد، وفقاً لبيانات على نطاق واسع عن التنقلات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقاً لتحليل بيانات تتبع هواتف نشرتها جوجل، بقيت حركة التنقلات في سبع دول اقتصادية كبرى حتى منتصف تشرين الأول/أكتوبر في أدنى مستوياتها مقارنة مع بداية عام 2020، قبل انتشار كوفيد.
العمل عن بعد
وأوضحت أن المدن التي تحتضن المناطق المالية والتجارية سجّلت انخفاضاً أكبر في الإقبال على المكاتب، مقارنة مع المناطق السكنية الأخرى، بحسب الأرقام التي نشرتها غوغل.
ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن المحللين الاقتصاديين قالوا إن التحول نحو العمل عن بعد أصبح الوضع الطبيعي الجديد. وأفادت بأن مؤشر فريسبايس، لتتبع استخدام المكاتب في الشركات الكبرى حول العالم، يشير إلى أن الإشغال بلغ نصف المستوى الذي بلغه عام 2019، في كل من أماكن العمل وقاعات الاجتماعات.
أسلوب المزج
وأشارت معلومات، أصدرتها شركة كاستل المختصة بتتبع الوصول إلى المكاتب في الولايات المتحدة، لا سيما شركات الخدمات الكبيرة، إلى أن الإشغال بلغ في منتصف أكتوبر نصف ما كان عليه قبل الوباء.
ونشرت دراسة في ميونخ أظهرت أن ربع الموظفين في ألمانيا في أغسطس لا يزالون يعملون من المنزل، على الأقل لبعض الوقت.
وفي السياق ذاته، أظهر استطلاع لمكتب الإحصاءات الوطني في بريطانيا مطلع أكتوبر اعتماد أكثر من خُمس الموظفين أسلوب المزج بين العمل عن بعد ومن المكتب.
ارتفاع الفرص
وبالتالي، بدلاً من العودة من رحلة السفر مساء الأحد أو صباح الاثنين للتمكن من معاودة عملهم، لم يعد المستخدمون يترددون في حجز مقعد العودة على طائرة الثلاثاء، أو المغادرة في رحلة الخميس لبدء عطلة نهاية الأسبوع، على ما أفادت شركات أمريكان ويونايتد ودلتا في نتائج أعمالها لربع العام.
ووفقاً للمسح الذي أجرته شركة ليدرز، ستكون 25% من جميع الوظائف المهنية في أمريكا الشمالية قائمة على نظام العمل عن بُعد بحلول نهاية 2022، وسيستمر عدد فرص العمل عن بُعد في الارتفاع حتى العام 2023.
وأوضحت كيت سميث، المدربة المهنية عن بُعد، أن تسليط الضوء على مهاراتك في إدارة الوقت يمكن أن يمنحك أيضاً دعماً كبيراً عند البحث عن وظيفة، حيث تعطي الشركات التي تعمل عن بُعد الأولوية للمرشحين الذين يمكنهم إدارة جداول عملهم ومسؤولياتهم ومواعيدهم النهائية بشكل فعال دون أن يظل المدير فوق رؤوسهم.
شركات الطيران
ووفقًا لدويتشه فيله، ساهمت تسهيلات العمل عن بعد في إنتاج عادات جديدة لدى مستخدمي شركات الطيران الأمريكية، مدفوعين برغبتهم في تعويض ما فاتهم من متعة السفر بسبب جائحة كورونا وإنفاق مبالغ أكبر توخيا للمزيد من الرفاهية.
وبفضل المرونة التي بات أصحاب العمل يتيحونها، والتقنيات الجديدة كاجتماعات زوم، لم يعد الموظفون مضطرين إلى التسمّر على كراسي مكاتبهم طوال الوقت، بل باتت لديهم حرية حركة أكبر بفضل تراجع قيود العمل.
تعريف العمل عن بعد
العمل عن بعد، المعروف كذلك بالعمل من المنزل أو العمل عبر الإنترنت، هو تنظيم للعمل يكون فيه الموظف غير مضطر للتنقل لمركز العمل، كالمباني المكتبية أو المتاجر.
الشخص الذي يعمل عن بعد هو الشخص الذي يعمل بدون عقود طويلة الأمد لجهة معينة أو شركة معينة. يعتبر الإنترنت اليوم أحد أكبر أسواق العمل عن بعد، حيث يستطيع ربط شخصين في قطبي الكرة الأرضية دون التقيد بالزمان والمكان.قد لا تتبع الأجور في العمل عن بعد النظام التقليدي في الراتب الشهري مثلا..
ولكن هناك طرق عديدة يتم الاتفاق عليها في العمل مثل حساب الأجر بالساعة أو الأجر اليومي أو الأجر بالمشروع كاملا وهكذا، فهذا الأمر راجع للطرفين.
ويمكن أن يطلب الشخص الذي يعمل عن بعد دفعة مقدمة أو كل المبلغ مقدمة قبل بدء العمل.. كما يفضل البعض الآخر الدفع على مراحل حتى ينتهى العمل على المشروع، وهناك من يطلب المبلغ بعد انتهائه من المشروع.
يلجأ البعض بتوقيع عقود لضمان حقوقهم أثناء العمل عن بعد، إلا أن هناك عدد كبير لا يفضل العمل بعقود ويكتفى بقبول جزء من المبلغ قبل إتمام الشغل وجزء بعد إتمامه.