مقومات التنمية المستدامة

التنمية المستدامة

التّنمية المستدامة هي فرصةٌ فريدةٌ تُتيح من الناحية الاقتصاديّة إقامة الأسواق العالمية، وفتح أبواب العمل للعديد من الشباب الذي يعاني من البطالة، أمّا من الناحية الاجتماعية فهي تُعنَى بدمجِ المهمّشين في المجتمع، ومن الناحية السياسيّة تُتيح لكلِّ إنسانٍ رجلاً كان أم امرأة صوتاً وقدرةً على الاختيار لتحديد مسار مستقبله.

لقد استطاعت التنميةُ المُستدامةُ أن تشقَّ طريقاً واضحاً بين مجموعة المفاهيم العالميّة المعاصرة التي استحدثت في قاموس العالم، كالعولمة، والموارد البشريّة، والتنمية الاجتماعية، وغيرها ففي أواخر الثمانينات استطاع بعضٌ من حُكّام الدول، ورؤسائها، استنباطَ مفهومٍ جديدٍ للتنمية، لا يقوم على الفصل بين الدُّوَل، ولا على أحقّية كل دولة في التصرف في عائداتها الاقتصادية وحدها، بل يقوم على جمع ودمج الحالة الاقتصاديّة العالميّة في بوتقةٍ واحدة، حيث توزع الثروات بحسب ما تقتضيه الحاجة، لسد النقص الحاصل لديها في العديد من المجالات التي تعود بالفائدة على سكّان العالم.

تعريف التنمية المستدامة

يقصد بمصطلح التنمية المستدامة العمليّة التي تهدف إلى النهوض بالتنمية من الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية في كلّ دول العالم، بحيث تستطيع أن تلبي حاجات سكانه في السنوات القليلة القادمة.

لقد نالت التنمية المستدامة اهتماماً بالغاً في جميع أنحاء العالم، مما يستلزم ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية، وإدارتها في خدمة التنمية، وتغيير أنماط الإنتاج، والاستهلاك غير المُقنّن، والحد من التلوث البيئيّ، بالإضافة إلى الحدّ من الفقر عن طريق تحسين مستويات المعيشة، وإيجاد فرص عمل متزايدة، على أن يراعى في كل ذلك حقُ الأجيال القادمة منها، خصوصاً المياه، والطاقة.

جدول أعمال التنمية المُستدامة

لقد حدد جدول أعمال التنمية المستدامة الذي تمّ بحضور أكثر من مئة وخمسين زعيماً ورئيسَ دولة من شتى أنحاء العالم، وكان ذلك في الثاني من آب لعام ألفين وخمسة عشر، حدد مقوماتِ وأبعاد وأهدافَ التنمية المستدامة، واستطاع أن يقومَ بعملٍ اسثنائيّ هذه المرة بمضاعفة جدول الأهداف من ثمانية أهداف إلى ستة عشر هدفاً، ركّزت على العديد من الجوانب الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة المستحدثة في العالم في الفترة الحالية.

مُقوِّمات التنمية المستدامة

  • النمو الاقتصادي: يُقصَد بهذا المصطلح زيادة المصادر الاقتصادية التي تُعنى بزيادة الدَّخل القوميّ للدُّوَل الأعضاء في المؤتمر وفتح أسواق اقتصادية جديدة تستوعب أعداداً أكبر من العمالة، وتقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء بطُرُق اقتصادية مدروسة، تقوم على تبادل المصالح بين الدول المشاركة في المؤتمر.
  • الشمول الاجتماعي: إنّ سعيَ التنميةِ المستدامةِ إلى جمع كلّ العالم تحت مظلة تنمويّة واحدة ساعدَ على إلغاء الفروقات الاجتماعية بين سكان العالم، وإلغاء التمييز بينهم على أساس عرق، أو طائفة، أو دين، وجَمَعَهم في سبيل هدفٍ واحد وهو تحقيق الأهداف المنشودة من التنمية المستدامة، والتي تعود بالفائدة على الجميع، وبالتساوي، دون وجود أيّ فروقات تذكر.
  • حماية البيئة: لقد شدّد أعضاء مؤتمر التنمية المستدامة على أهميّة المحافظة على موارد البيئة الطبيعيّة، ووضع سياسات مقننة لترشيد الاستهلاك، وخصوصاً في مجالات الماء، والطاقة، كما رمى إلى معالجة مشاكل البيئة المتمثّلة في التلوث البيئي الناتج عن فقر الوعي البيئيّ في العديد من البلاد المشاركة في المؤتمر، وعلاج ما يمكن معالجته من هذه المخاطر، في ظلّ تكاتُفٍ دَوْليّ، وعالميّ.