كيف أحصل على المال الحلال

المال الحلال

لا شكّ في أنّ المال يشكّل عصب الحياة الاقتصاديّة للنّاس في حياتنا المعاصرة، وهو الوسيلة والأداة الأهمّ لتلبية متطلّبات النّاس واحتياجاتهم، وعلى الرّغم من أهميّة المال ودوره في الحياة إلاّ أنّه ينبغي ألا يخرج عن كونه وسيلة فقط، وألا يتحوّل إلى غايةٍ أو هدف، كما أنّ هذه الوسيلة ينبغي أن يتم تحصيلها من أوجه الكسب الحلال الطّيب والمشروع والابتعاد عن أوجه الكسب الخبيث المحرّم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يبارك المال الحلال وينمّيه، ويمحق المال الحرام ويجعله سببًا من أسباب دخول جهنّم والعياذ بالله.

منهج الكسب الحلال الطّيّب

لا شكّ في أنّ الحصول على المال الحلال يتطلّب من المسلم أن ينتهج منهجًا في الحياة وطريقة تضمن له كسب المال الحلال واجتناب المال الحرام، وإنّ خطوات هذا المنهج تتضمّن ما يلي:

  • الاعتقاد القلبي الجازم بأنّ الله تعالى هو وحده الرّزاق الذي كتب للإنسان منذ أن كان جنينًا في بطن أمه أجلَه ورزقَه وكلّ ما يتعلق به من أمور مصيريّة في الحياة، وإنّ من شأن وجود هذا الاعتقاد واليقين في قلب المسلم أن يجعله مطمئنًا بقضاء الله له وتقديره، راضيًا بما قسمه الله له من الرّزق الحلال الطّيب، فلا يدفعه الطّمع والشّجع إلى كسب المال الحرام.
  • النّيّة الصّادقة في بذل الجهد من أجل تحصيل المال الحلال، فالإنسان ينبغي له أن تتوفّر عنده النّيّة الصّادقة من أجل تحصيل المال الحلال الطّيب، ولا يكون ذلك من الأماني والأحلام التي لا يتبعها الجهد والمثابرة في الحياة.
  • الحرص على العمل ضمن الفريق وتحت راية الجماعة، فالإنسان مهما كانت عنده من مهاراتٍ فرديّة إلاّ أنّه لا يستطيع العمل بمفرده دائمًا، وإنّما يحتاج إلى من يعينه على أداء الأعمال، وفي ذلك تيسير له، وإعانة على لزوم طريق الكسب الحلال الطّيب، واجتناب الكسب الخبيث.
  • استنفاذ الإنسان لجميع مهاراته في الحياة من أجل تحصيل الرّزق الحلال الطّيب، فقد تكون أوجه الكسب الحرام سهلة تغري النّفوس الضّعيفة لاتباعها، فعلى الإنسان أن يسعى دائمًا إلى تسخير مهاراته في الحياة بما يفتح له آفاق الرّزق الحلال الواسع، ويجنّبه الرّزق الخبيث المحرّم.
  • اجتناب الشّبهات، فالمسلم الحريص على المال الحلال تراه يجتنب طرق الكسب التي تحوم حولها شبهات الرّبا والحرام حتّى يضمن رزقًا حلال طيّبًا نقيًّا من شوائب المحرمة.
  • الاحتكام والرّجوع إلى العلماء المختصّين الذين يبيّنون للنّاس الحلال والحرام في معاملات النّاس الاقتصاديّة، وعدم الانجرار وراء أصحاب الهوى ممّن يسعون إلى الكسب الحرام وبغض النّظر عن مصادره.