الصناعة في الوطن العربي

القطاع الصناعي

يوجد الكثير من القطاعات التي يقوم عليها الاقتصاد في بلد معين أو دولة معينة، منها القطاع الزراعي والتجاري والصناعي، ويعد القطاع الصناعي من أهم القطاعات في الدولة؛ لما له من مردود مالي وفائدة على الدولة، وتعرف الصناعة على أنها عملية تحويل شكل المواد الخام ومضمونها بطرق وأدوات معينة، لجعلها قابلة للاستعمال وإشباع حاجات ورغبات، سواء أكانت بسيطة أو معقدة، ليشكل القطاع الصناعي ركيزة أساسية يقوم عليها الاقتصاد في المجتمع.

ويعتبر أحد أهم مصادر الدخل القومي؛ لأنه يحد من الاعتماد على المصادر التقليدية، ويسد حاجات المجتمع المدني، ويحقق قيمة أكبر للموارد الطبيعية، وبذلك يمكن تعريف الصناعة أيضاً على أنها تقديم خدمة جديدة أو منتج معين ضمن صنف، وهي عبارة عامة تطلق على أي نوع من المنتجات الاقتصادية، ويطلق عليها أسماء ومصطلحات أخرى متنوعة، من أبرزها؛ صناعة المحركات، والصناعات التحويلية، والصناعات النسيجية إضافةً إلى الغذائية.

عوامل قيام الصناعة

هناك مجموعة من العوامل التي تتحكم في تطوّر الصناعة وقيامها، ويجب أخذها بعين الاعتبار ومن أهمها ما يلي:

  • الموقع الجغرافي: حيث إنّ المصانع تقام في مناطق بعيدة عن السكان.
  • الظروف المناخية: بحيث تكون متوافقة مع هذه الصناعات، كما ويجب مراعاة الرياح واتجاهاتها، بحيث لا تتجه على المناطق السكنية.
  • خصائص السطح: فيجب أن تقام المصانع على أرض مستوية.
  • المواد الخام: يوجد العديد من مواد الخام سواء كانت حيوانية، زراعية، معدنية، صخرية أو مصادر طاقة.
  • الأيادي العاملة: ويعد أهم عامل، لأنّ العمال هم من يقوموا بتطوير الصناعة وتشغيلها.
  • رأس المال: وهو الشيء الأساسي لنهضة أي صناعة أو مشروع مهما كان بسيطاً.
  • النقل والمواصلات: بحيث تقام المصانع في مناطق تتوفر فيها وسائل النقل والمواصلات.
  • السوق: حتى تعرض الصناعات فيه، وإلا تكدست في مخازن المصانع وفشلت العملية التصنيعية.

أهمية الصناعة

  • ترفع الصناعة من مستوى معيشة الشعوب لما تدره من مال.
  • توفر للإنسان رفاهية عالية.
  • توفر فرصة عمل للكثير من الأيدي العاملة، وفي مجالات مختلفة؛ لأنّ المصنع لا يقتصر فقط على قسم التصنيع، بل يشمل الإنتاج والمحاسبة والإدارة وغيرها.
  • تساهم في تطوير الأنشطة الاقتصادية؛ كالزراعة، والصناعة، والتجارة والنقل.

الصناعة في الوطن العربي

كانت الصناعة في الوطن العربي حتى القرن التاسع متأخرة إلى درجة كبيرة؛ لأنّها كانت مختصرة على تزايد عدد السكان، وتوفير ما هو ضروري من احتياجات الناس كالملابس والأغذية وبعض الأدوات المنزلية، والتي كانت في مجملها بسيطة، يمكن التحكم فيها بواسطة الأيادي العاملة والقسم الآخر بواسطة الحيوانات، لكن تنشيط الصناعة وخروجها من دائرة التخلف يرجع الى محمد علي الكبير، الذي أدخل العديد من المصانع الى مصر، وأصبحت هي القطر العربي الوحيد المتطور صناعياً، لكن زوال محمد علي سياسياً أدى الى تراجع بعض الصناعات المحلية، وأصبحت عاجزة عن منافسة الصناعات الأجنبية.

وعندما تطورت وسائل النقل والمواصلات وأصبح التواصل بين الأقطار العربية متاحاً، بدأت بإرسال بعثات علمية لتدريب واكتساب الخبرات، بسبب حاجتها الملّحة لبعض الصناعات، علماً بأنّ معظم الصناعات العربية هي صناعات استهلاكية؛ بسبب الحصول على المواد الخام التي تدخل في إنتاجها وتوافر المعدات و المهارات الفنية والإدارية اللازمة لإدامتها.

كما أن المؤسسات الصناعية في الوطن العربي صغيرة الحجم، وهذا يعني انخفاض الإنتاجية الصناعية وعدم اعتمادها على التقنية الحديثة، بالإضافة الى أن أكثر الصناعات العربية تعتمد على المواد الزراعية والحيوانية والقليل منها يعتمد على المواد المعدنية، وهذا يؤثر سلباً على معدل سير التنمية الصناعية، بحيث أنها تختلف من قطر الى آخر في الوطن العربي، بالتالي فإن الناتج الصناعي لا يشكل سوى نسبة قليلة من الدخل القومي.

أنواع الصناعات في الوطن العربي

ومن أكثرها انتشاراً ما يلي:

  • الصناعات البدائية: وهي الصناعات القديمة والبسيطة التي لا تحتاج الى خبرات، ولا معدات ثقيلة وأيادي عاملة قليلة، مثل المواد الغذائية، وصناعة التحف وصناعات الحفر على المعادن.
  • الصناعات المتوسطة: تهدف الى مساعدة الصناعات الحديثة، وهي الصناعات التي تحتاج إلى أيادي عاملة، وخبرات متوسطة وكذلك معدات، مثل الغزل والنسيج والأسمدة الكيماوية.