أول دولة استعملت النقود
النقود
النقود هي وسيلة تعمل كوسيطٍ وبديلٍ عن المعادن مثل الذهب؛ فمن خلالها يتم تسيير العمليات التجاريّة بين مجموعةٍ من الأشخاص؛ حيث تتميّز بدورها الأساسيّ والمُؤثر في نظام الاقتصاد العالميّ، كما تُساعد على استمرار عمليات تبادل وبيع وشراء المُنتجات وإنتاجها؛ إذ تُشكّل النقود منفعةً للمجتمعات، وتُساهم في تعزيز نموّ وتطور الحضارات، كما من المُمكن تخزين النقود وتوفيرها في المَصارف أو تحويلها إلى عقارات أو شراء المعادن الثمينة بها.[١]
الصين أول دولة استعملت النقود
تُعدّ الصين أوّل دولةٍ استخدمت النقود المصنوعة من المعدن، واستطاعت لاحقاً الانتقال من الاعتماد على العُملات المعدنيّة فقط إلى العُملات المصنوعة من الورق (النقود الورقيّة)؛[٢] حيث استخدم الصينيون السندات الورقيّة في عهدِ حُكم أسرة تانع، وصُنفت هذه الأوراق النقديّة إلى مذكرات صرف وسندات ائتمانيّة، وظلّت الصين تستخدمها وتعتمد عليها أكثر من 500 عام، وفي القرن السابع عشر الميلادي انتقل استخدام النقود إلى قارة أوروبا، واحتاج انتشار المال في كافّة دول ومناطق العالم إلى ما يُقارب القرنين أو القرن.[٣]
عُملة الصين
تُعتبر عُملة اليوان هي عملة الصين الوطنيّة، ويُطلق عليها باللهجة المحليّة اسم الرنمينبي، ويُعدّ هذا الاسم أيضاً اسماً رسميّاً للعُملة الصينيّة، أمّا استخدام اليوان يكون للدلالة على الوحدةِ النقديّة الخاصة بالعُملة، ويُساهم اليوان في المُحافظة على القُدرة الاقتصاديّة للصين من خلال ربطه مع الدولار الأمريكيّ؛ حيث يُساوي الدولار الواحد ما يُقارب 6,25 يوان صينيّ.[٤]
اقتصاد الصين
تحتوي الصين على العديد من الموارد الطبيعيّة؛ إلّا أن تأثيرها في نظام الاقتصاد الدوليّ كان محدوداً حتى نهايات القرن العشرين الميلادي؛ إذ عزّزت الصين من مُشاركتها في قطاع الاقتصاد العالميّ في نهايات السبعينات، وصارت من الدول المؤثرة في التّجارة الدوليّة؛ ممّا أدّى إلى زيادة نموّ وتطور ناتجها المحليّ الإجماليّ؛ حيث إنّ الشركات الفرديّة في القطاع الخاص أصبحت تعتمد على الاقتصادِ الصينيّ في تصدير واستيراد المُنتجات المصنوعة في الأراضي الصينيّة.[٥]
يُعدّ اقتصاد الصين من الأنظمة الاقتصاديّة المُتطورة؛ حيث حرصَ على تقليل الاعتماد على الزراعة فقط، واهتمّ بتوجيه الأنظار نحو قطاع الصناعة، فأصبحت الصناعات التكنولوجيّة والخفيفة من أهمّ الأولويّات الصناعيّة والاقتصاديّة في الصين، كما يُعدّ دعم النموّ والتنميّة الاقتصاديّة من الأولويّات الأُخرى التي تسعى الحكومة الصينيّة إلى تقديم الدعم لها، أمّا القطاع الإنتاجيّ في الصين فيُقدم العديد من المنتجات؛ إذ يوفّر الإنتاج الزراعيّ الأرز الذي تُعدّ الصين من أكبر المُنتجين العالميين له، كما تُنتج وتُصدر القطن، وفول الصويا، والذُرة، والتبغ، والقمح، وأيضاً تُنتج الصين الكثير من المُنتجات المعدنيّة والصناعيّة العالميّة، كما تُعتبر من المُنتجين المُهمين للنفط والفحم.[٥]
تنتشر في الصين العديد من المُؤسّسات المصرفيّة والماليّة، ومن أهمّها وزارة الماليّة وبنك الشعب الصينيّ الذي أصبح في سنة 1950م بديلاً عن البنك المركزيّ الصينيّ، وقد تمكّن بنك الشعب من السيطرة على القطاع المصرفيّ والمصارف الموجودة فيه، كما حرصَ على تنفيذ كافّة الوظائف المصرفيّة الخاصة بالمصارف المركزيّة؛ إذ يُساهم في إصدار اليوان (الرنمينبي) ويتحكّم بعمليات تداوله، ويُتابع النفقات والحسابات الخاصة بالمقبوضات والمصروفات، ويمتلك مسؤوليّة مُتابعة العمليات التجاريّة الخارجيّة.[٦]
تاريخ النقود
تُصنف النقود من ضمن الاختراعات البشريّة المهمّة التي استخدمها الناس في الوصول إلى حلولٍ مُفيدةٍ للمُشكلات الماليّة والاقتصاديّة، وتحديداً في عمليّات التّجارة وبيع المُنتجات المُختلفة، كما تُعدّ النقود من الوسائل التي تعكس هوية الدولة التي أصدرتها، وتوضّح طبيعة حضارتها وتاريخها؛ لذلك تُعتبر من الوثائق والآثار المُرتبطة بالعَديد من الشعوب والأُمم البشريّة.[٧]
ظهرت العديد من أشكال النقود عبر التاريخ؛ حيث أُطلق اسم نقود على الأشياء ذات القيمة كالأحجار الكريمة والمعادن، وفي عهد قارون (كرويسيوس) سُكّت عُملة معدنيّة اعتمدت على استخدام أقراصٍ تُطبع في المعدن، ويتمّ وضعها على سندانٍ وقالب يُنقش عليه الرسم الذي سيُطبع على العُملة، ولاحقاً انتشرت هذه الطريقة في صناعة النقود عند الإغريق، ووصلت مع مرور الوقت إلى الهند وبلاد فارس، وانتشرت النقود في مصر قبل الميلاد بحوالي 4000 سنة، ومن ثمّ استخدم البابليون نظاماً متطوراً للتعامل مع النقود، وانتقل لاحقاً إلى كلٍّ من الرومان واليونان؛ ممّا أدّى إلى انتشار العُملات بشكلٍ كبير بين شعوب العالم؛ بسبب سهولة تداولها، وتجزئتها، وتخزينها، وعدم تعرضها لأي تلف.[٧]
أنواع النقود
استخدمت عبر التاريخ العديد من أنواع النقود في عمليات التبادل النقديّ والتجاريّ المتنوعة؛ إذ شهدت النقود تطوراً مع تطور النشاطات والأعمال الاقتصاديّة، وفيما يأتي معلومات عن أهمّ أنواع النقود التي استخدمها الإنسان:[٨]
- النقود السلعيّة: هي أول نوع من النقود، واعتمدت على استخدام جميع السّلع التي يعرفها الناس؛ حتى تعمل عمل الوسيط المقبول في التبادل النقديّ، فاستخدمت العَديد من أنواع السّلع ذات القيمة، مثل الماشية عند الإغريق، والفيلة في سيلان، والقمح في مصر.
- النقود المعدنيّة: هي استخدام العديد من أنواع المعادن؛ حتى تعمل عمل النقود، مثل البرونز، والرصاص، والنيكل، والنحاس، والحديد، ولكنها لم تنجح مع مرور الوقت؛ بسبب تدهور القيمة الخاصّة بها والتي جعلتها تفقد خصائص النقود، ومن أهمّها ثبات قيمتها.
- النقود الائتمانيّة: هي النوع المُنتشر بشكلٍ كبير في الأنظمة الماليّة والنقديّة الحديثة، ولا يوجد أي رابطٍ بين قيمتها التّجاريّة وقيمتها الإسميّة؛ حيث إنّ قيمتها النقديّة أعلى بكثيرٍ من قيمة المواد التي استخدمت في صناعتها.
المراجع
- ↑ “النقود الورقية.. التاريخ والبداية”، صحيفة الأنباط، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2017. بتصرّف.
- ↑ “تاريخ النقود”، الباحثون السوريون، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2017. بتصرّف.
- ↑ “The First Paper Money”, TIME, Retrieved 12-8-2017. Edited.
- ↑ Kimberly Amadeo (17-7-2017), “China’s Currency: The Yuan or Renmimbi”، thebalance, Retrieved 12-8-2017. Edited.
- ^ أ ب Jack L. Dull, Cho-yun Hsu, Kenneth J. DeWoskin, and Others (9-6-2017), “China – Economy”، Britannica, Retrieved 12-8-2017. Edited.
- ↑ Jack L. Dull, Cho-yun Hsu, Kenneth J. DeWoskin, and Others (9-6-2017), “China – Finance”، Britannica, Retrieved 12-8-2017. Edited.
- ^ أ ب مصطفى عبد العظيم (27-1-2017)، “رحلة النقود.. من المقايضة إلى سك العملات”، صحيفة الاتحاد الإماراتية، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2017. بتصرّف.
- ↑ كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير (2016 – 2017)، محاضرات في الاقتصاد النقدي وأسواق رؤوس الأموال، الجزائر: جامعة باتنة الحاج لخضر، صفحة 15، 16، 17، 18. بتصرّف.