ما وسائل التبريد قديماً
مفهوم التبريد
يُقصد بالتبريد تخفيض درجة الحرارة وجعل الجو يمتازُ بدرجةِ حرارةٍ مُنخفضة، ويُعدّ من أهمّ متطلبات الحياة العصرية، ويشمل في عموميته جانبين الأول يتمثل بتقنية التبريد الخاصّة بحفظ الطعام والمنتجات الغذائية، والآخر يخصّ تكييف المباني والمنازل عبر جهاز المُكيف الحديث وأنظمة التبريد الأُخرى، وتعدّ هذه الوسيلة من السبل التي سعى إليها الإنسان منذ القدم؛ لتوفير الراحة والترفيه، وسنذكر في هذا المقال أنواعها قديماً.
وسائل التبريد قديماً
- لتبريد الطعام والشراب:
- تبريد الماء: كانت المرأة عند العرب قديماً تضع الماء في (القربة) وهي عبارةٌ عن قطعةٍ جلديةٍ، أو وعاءٍ مصنوعٍ من جلد الماعز، ويتمّ دبغه، وتنظيفه، ثمّ خياطته، وبعدها يوضع الماء فيها، وتركها في مكانٍ يصل إليه تيار الهواء؛ وذلك للحفاظ على برودة القربة، ومع ظهور صناعة الفخار استخدم الإنسان الجرة أو الزير في حفظ الماء، أمّا بخصوص السمن والحليب فكان حفظهما يتمّ في وعاءٍ جلديٍّ شبيهٌ بالقربة، لكن يُطلق عليه اسم (الشكوة).
- تبريد الطعام لحفظه: حيث كان الطعام يُعلّق في سقف المنزل، أو في بعض القطع الحديدية المتدلية من منتصف السقف؛ حيثُ تتوفّر الإمكانية لوصول الهواء إليها لتبريدها، أمّا بخصوص اللحوم فقبل أن تُعلّق في السقف كان يتمّ تمليحها وتجفيفها.
- لتبريد الجوّ المحيط والمباني:
- المراوح الورقيّة: وهي أبسط وسائل التبريد وأكثرها شيوعاً في الماضي، حيثُ توضع قطعةٌ ورقيةٌ مُثبتةٌ على بعض العيدان على شكلِ نصف دائرة، ويُمسكُ بها أسفل الوسط، وتُحرك لدفع الهواء نحو الوجه؛ وذلك لتخفيف الشعور بدرجات الحرارة العالية وتلطيف الجو، وكان بعض الملوك يخصّصون أشخاصاً للوقوف حول مجلس الملك أو العرش الملكيّ، والإمساك بمراوح كبيرة الحجم، وتحريكها نحو الأعلى؛ لتجنب شعور الملك بدرجات الحرارة المرتفعة.
- إحاطة جدران المباني بقنوات المياه: باستخدام هذه الطريقة تنخفض حرارة المباني والمنازل، ويبقى الجو فيها رطباً خلال مواسم الحر، وقد اتّبع هذا الأُسلوب الأثرياء الرومان قديماً، أمّا في إيران فقد كان الناسُ يستخدمون أحواضاً كبيرةً مفتوحةً في وسط أفنية المباني، إلى جانب أبراجٍ لها نوافذ تجعل الهواء متدفقاً إلى داخل المبنى ماراً فوق أحواض الماء، فيتبخر فيها، ويبرد هواء المبنى.
- استخدام الطين، واللبن، والفخار، والجبس: وكانت هذه المواد تُستخدم كعوازل خارجيةٍ للحرارة في عملية بناء المنازل قديماً، ولا سيّما في الدول العربية، وفي تصميم البيوت السورية القديمة، حيث تمّ الاعتماد على تصميم الفناء الداخليّ المكشوف؛ ممّا يسمح بدخول التيار الهوائي إلى كلّ غرف المنزل، وقد اعتمد الناس في بناء المنازل على اعتباراتٍ عديدةٍ أهمها أماكن هبوب الرياح واتجاهها.