صناعة الفخار في السعودية
الفخّار
تطوّرت الحياة بشكلٍ كبيرٍ في كافّة المجالات العلميّة والتكنولوجية والصناعيّة وغيرها، ممّا أدى إلى ظهور بعض الحِرَف والصناعات التي تسهّل الحياة على البشر واختفاء بعضها الآخر. بعض الصّناعات التي كان يعتمد عليها الإنسان في حياته منذ بدء تطوّره اختفت الآن وأصبحت محض تاريخٍ وتراثٍ ومنها صناعة الفخار؛ حيث كانت معظم الأواني التي يستخدمها الإنسان من الفخّار؛ فالفخّار هو عبارةٌ عن طينٍ يتمّ حرقه (الشوي) في الأفران (القمائن) بعد تشكيله، وبهذه العمليّة يتحول الطين إلى الحالة الصلبة.
انتشار الفخّار في السعودية
ما زالت بعض المناطق في السعودية تعتمد على صناعة الفخّار ومستمرةً في استخدامها ولكن بشكلٍ محدودٍ، منطقة (هجر) الأحساء وبالتحديد قرية القارة والتي تقع على بُعد 15كم من مدينة الهفوف اشتهرت بصناعة الفخّار منذ الزمن القديم بالإضافة إلى بعض الصناعات الحِرَفية الأخرى؛ حيث تُعدّ هذه الصناعة (الفخّار) من الحِرَف التي اهتمّ بها سكّان منطقة (هجر) الأحساء؛ حيث يتوارثونها جيلاً بعد جيل وما زالوا متمسكين بها لأنها موصولةٌ بالتراث الأصيل، والسبب الآخر في أنها ما زالت مستمرةً عندهم هو وجود المواد والأدوات اللازمة لهذه الصناعة.
هناك عوائلٌ معروفةٌ بصناعة الفخار في السعودية وهي عائلة الغراش؛ إذ إنّهم ما زالوا ينتهجون نهج آبائهم وأجدادهم ويحافظون على هذه الحِرفة، وذلك من خلال مصنع المتاخم للجبل الذي يأتيه الكثير من السيّاح بشكلٍ دائمٍ من مختلف الدول مثل قطر، والبحرين.
صناعة الفخّار في السعودية
يختلف الطين المستخدم في صناعة الفخّار من منطقةٍ إلى أخرى، فمثلاً الطين المستخدم في منطقة الأحساء هو الطين الموجود بجانب المصنع وهو بثلاثة ألوانٍ الأصفر والأخضر والأحمر؛ حيث يتمّ عمل خلطةٍ من هذه الأنواع من أجل تكوين عجينة الفخّار، وتوجد ثلاث طرقٍ يمكن من خلالها عمل الفخّار وهي:
- عمل نماذج على اليد؛ حيث تُعمَل كل قطعةٍ وحدها وتُسمّى التشكيل.
- عمل قوالب جاهزة فقط تصبّ العجينة بها.
- استخدام العجلة من خلال وضع العجينة في عجلةٍ تدور وتُشكّل باليد الطين أثناء دورانها.
إنّ تجهيز طين الفخّار يتم كالآتي: في مصنع المتاخم للجبل تتمّ عمليّة صنع طين الفخّار في بركةٍ دائريةٍ يترواح قطرها بين ثلاثة أمتارٍ وثلاثة ونصف وبجانبها ثلاث بركٍ مستطيلة الشكل؛ حيث يُجبَل الطين من الثلاثة أنواعٍ (الأخضر والأحمر والأصفر) بكميّاتٍ محددةٍ في البركة الدائرية يُصبّ عليه الماء ويُترك لمدة ساعتين، وبعدها يدخل العمّال إلى البركة لإزالة الشوائب من الطين وخلطه، ثمّ يوزّع الطين على البركات الثلاث من خلال مصفاةٍ توضع على فتحة البركة ويُترَك حتى يتماسك ثمّ تؤخَذ كمياتٌ منه من أجل تشكيلها وصناعة الأدوات منها.