الضغط العالي الكهربائي

الضّغط العالي الكهربائي

لا شكَّ أنّ الكهرباء أصبحتْ حاجةً ضروريةً ومُلحةً لا يتمّ الاستغناء عنها في وقتنا الحالي؛ فالكهرباء من الأشياء التي يُعتمد عليها في الإنارة وفي الصناعة. يتم التّزويد بالكهرباء عن طريق انتقالها إلى المنازل والمصانع والعقارات بأنواعها من خلال الأسلاك الكهربائية التي تكون فيها شدةُ التّيارِ الكهربائيِ عالية جداً، وتُسمى بخطوط الضّغط العالي، ويتم حملها عن طريق الأبراج العملاقة التي يصل بها شدة التّيار الكهربائي إلى ثلاثمائة وثمانين ألف فولت، وهي طاقة قادرة على تدمير كلّ من يقترب منها خصوصاً الإنسان والحيوان حيث تؤدي إلى وفاته مباشرةً لا محالة.

أبراج وكوابل الضّغط العالي

ظهرت الحاجة لاستخدام أبراج الضّغط العالي نتيجةَ زيادةِ الطّلب على الكهرباء القادم من زِيادة عددِ السّكان والمنشآت الاقتصادية، وتقوم هذه الأبراج بنقل التّيار الكهربائي من الكوابل الرّئيسية إلى الكوابل العادية المُثبتة على الأعمدة الكهربائية، ومن ثم تُوصل للمنازل وغيرها.

يتم استخدام الكوابل الكهربائية المصنوعة من النّحاس والدّراي وكذلك الكوابل المركبة من الألمنيوم والفولاذ، والتي تتميز بتوصيلٍ عالٍ للكهرباء، وهي ذات كثافةٍ منخفضةٍ تَتَحمل البرودةَ الشّديدةَ والحرارةَ العالية.

يعتبر الكيبل الحزمي هو الأفضل في الاستخدام نتيجة تَحملِه الجهد العالي الذي يصل في شدته إلى مائةٍ وعشرة كيلوفولت؛ فالكوابل الحزمية التي تتكون من عدةِ كوابل موصولةٍ بمثبتاتٍ ترفع قُدرة الكيبل وتخفض المجال الكهربائي لما يصل لسبعة عشر كيلوفولت لكل سنتمتر، ومما يسمح بنقل جهد تيار كهربائي شدته تصل إلى ثلاثمائة وثمانين كيلوفولت.

تصل حرارة الكيبل نتيجة التّيار الكهربائي العالي من سبعين إلى ثمانين درجة مئوية، وإذا زادت حرارة الكيبل عن هذا الحدّ يؤثر هذا على ما نسمّيه بصلابة الكيبل وكفاءته، ونذكر بأنّ حرارة الكيبل ترتفع عندما ينقطع ويقع على الأرض في الحالات النّادرة حيث تصل حرارته إلى مائة وستين درجة مئوية.

التّركيب الدّاخلي للكيبل

من حيث التّركيب الدّاخلي للكيبل نذكر أنّ الكيبل المُستخدم يتكون من سبعةِ أسلاكٍ من الفولاذ، حيث تبلغ سماكة السّلك الواحد ما يساوي ستين مليمتراً مربعّاً، ويحيط بها ثلاثون فرعاً من الألمنيوم حيث تبلغ سماكة السّلك الكلية مائتين وسبعةٍ وخمسين مليمتراً مربعاً؛ ولهذا يتفرع من كل برجٍ من أبراج الضّغط العالي من ثلاثة إلى ستة كيبلات؛ حتى تتوزان طاقتها المغناطيسية مع تأثير الأرض عليها، فهي تتبادل بين البرج الأول والبرج الآخر الذي يليه.

الصواعق الكهربائية

لمنع الصواعق وتأثيرها على الكوابل التي تحمل الضّغط العالي الكهربائي، يتم وضع ما يُسمّى بالكوابل الأرضية، وهي كوابلٌ لا تحتوي على تيارٍ كهربائي؛ وإنّما الغاية منها هي لمنع الصّواعق الكهربائية، وتثبت عادةً على قمةِ البرج ويتم توصيلها بالأرض لتفريغ شحنات الصّواعق الكهربائية فيها، وتجدر الإشارة إلى خطورة السّكن قرب هذه الأبراج؛ بسبب صوتها المُزعج جداً، والمجال المغناطيسي العالي الذي يؤثر على صحة الإنسان.