ما هي حدود سوريا
سوريا
تُدعى سوريا رسميّاً الجمهوريّة العربيّة السوريّة، وهي نقطة التقاء القارّات الثلاث: آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، كما تتوسّط مراكز الصّناعة والتجارة الأساسيّة في أوروبا، ومراكز إنتاج النفط في الخليج العربيّ، وهي بذلك تتميّز بموقعها الإستراتيجيّ من مختلف النّواحي. تقع سوريا جغرافيّاً في المنطقة الشماليّة الشرقيّة للبحر المتوسّط، ويمتدّ ساحلها مسافة 193كم، ولها حدود مع خمس دولٍ إذ يبلغ طول حدودها البريّة 2363كم؛ حيث تحُدّها الأردنّ من الجنوب بمسافة 379كم، والعراق من الشرق بمسافة 599كم، ومن الغرب لبنان بمسافة 403كم، ومن الشّمال تركيا بمسافة 899كم، وفلسطين المُحتلّة بمسافة 83كم، وفيما يخصّ موقعها الفلكيّ فهي تقع بين خطّي العرض 32-37 باتّجاه الشمال، وخطّي الطول 35-42 باتّجاه الشّرق.[١][٢]
مساحة سوريا
تبلغ مساحة سوريا 185.180كم2، وهي مُقسَّمة إلى 183.630كم2 يابسة، و1.550كم2 ماء، وتبلغ نسبة الأراضي الزراعيّة فيها 75.8%، وحسب إحصائيّات عام 2011م، فإنّ الأراضي السوريّة مُقسَّمة إلى أراضٍ صالحة للزراعة بنسبة 25.4%، وأراضٍ للرعي الدائم بنسبة 44.6%، وتبلغ نسبة أراضي المحاصيل الدائمة 5.8%، وتنتشر الغابات في سوريا بنسبة 2.7%، أمّا الأراضي ذات الاستخدامات الأخرى فتبلغ نسبتها 21.5%.[١]
عاصمة سوريا ومحافظاتها
يبلغ عدد محافظات سوريا 14 محافظةً، وهي: دمشق، ومحافظات ريف دمشق، والقنيطرة، ودرعا، والسويداء، وطرطوس، وحماة، وحمص، وحلب، ودير الزور، وإدلب، واللاذقيّة، والرقة، والحسكة. عاصمة سوريا هي مدينة دمشق، وهي مدينة تاريخيّة عريقة باعتبارها أقدم عاصمةٍ سُكِنت من قِبَل البشر، فقد كانت تُدعى منذ القِدم بوّابة التاريخ؛ حيث سكنها النّاس منذ 10.000-8000 عامٍ قبل الميلاد.[٢]
كانت دمشق على مرّ العصور عاصمةً لأكثر من دولة، ومركزاً غنيّاً بالثقافات والحضارات الإنسانيّة، وقد خرّجت أعظم العلماء، والمُفكّرين، والأُدباء، ورجال الدّين، وانطلق منها الكثير من قادة التاريخ والسلاطين، وهي من أهمّ المدن الإسلاميّة منذ أن حكمها الإسلام في عام 636م، إلى أن أصبحت عاصمة الدولة الأمويّة التي امتدّت من حدود جبال البرانس في أوروبا وصولاً إلى أواسط آسيا وحدود الصّين.[٢]
عدد سُكّان سوريا
يبلغ عدد سكان سوريا ما يقارب 18.028.549 نسمةً حسب إحصائيات عام 2016م، وبذلك تحتلّ سوريا المرتبة الثالثة والستّين بين دول العالم من حيث عدد السكان، وتكون الكثافة السكانيّة أعلى ما يمكن على طول ساحل البحر المتوسّط، كما يتركّز السكان في المدن الرئيسيّة، مثل: دمشق، وحمص، وحلب التي تعدّ أكبر مدينة في سوريا، ويعيش أكثر من نصف سكان سوريا في السهول الساحليّة، وفي مقاطعة حلب.[١]
أمّا معدل النموّ السكاني في سوريا فتبلغ نسبته ما يقارب 7.9%، ويبلغ معدل الولادات نحو 21.2 ولادة لكل 1000 نسمة، في حين يبلغ معدل الوفيات 4 حالات وفاة لكلّ 1000 نسمة، وتتوزّع الأعمار فيها بالنِّسب الآتية المُتمثِّلة في تقديرات عام 2017م:[١]
- 14-0سنة: تبلغ نسبتهم 31.62%، منهم 2.923.814 ذكراً، و2.777.073 أنثى.
- 24-15 سنة: تبلغ نسبتهم 19.54%، منهم 1.790.360 ذكراً، و1.732.694 أنثى.
- 54-25 سنة: تبلغ نسبتهم 39.22%، منهم 3،522.653 ذكراً، و3.547.540 أنثى.
- 64-55 سنة: تبلغ نسبتهم 5.41%، منهم 482.576 ذكراً، و493.085 أنثى.
- 65 سنة فأكثر: تبلغ نسبتهم 4.21%، منهم 342.407 ذكور، و416.347 أنثى.
اقتصاد سوريا
توجد في سوريا صناعات مختلفة تساهم في دعم الاقتصاد السوريّ، مثل: صناعة النسيج، والأغذية، والتبغ، والتعدين، والإسمنت، والفسفور، وتجميع السيارات، ويُزرَع في سوريا القطن، والزيتون، والقمح، والشعير، والسكر، والبنجر، والعدس، كما يُنتَج لحم الضأن، والبيض، والحليب.[١]
مناخ سوريا
يغلب على معظم مناطق سوريا المناخ الحارّ والجاف صيفاً؛ أي في الفترة المُمتدَّة من شهر حزيران إلى شهر آب، أما في المناطق الساحليّة فيكون حارّاً ورطباً، وهو معتدل في المرتفعات، وفي فصل الشتاء يكون الجوّ بارداً وماطراً مع تساقط الثلوج على المرتفعات في الفترة المُمتدَّة من شهر كانون أول إلى شهر شباط.[٣][١]
نبذة عن تاريخ سوريا
في عام 2300ق.م وقعت سوريا تحت حكم الحيثيّين، والسومريّين، والإكاديّين، ثمّ حكمها الفراعنة في عهد تحتمس الثالث في الفترة 1490-1436ق.م، ثمّ حكمها الآشوريّون، والبابليّون، والكلدانيّون تحت حُكم نبوخذ نصّر الكلدانيّ، وبقيت تحت حكمه إلى أن خضعت للفرس بعد غزوهم لها وكان ذلك في الفترة 539-538ق.م، ثمّ حكمها السلوقيّون، فالرومانيّون، فالفُرس، وأخيراً البيزنطيّون في عام 629م بقيادة هِرقل، ثمّ حكمتها الخلافة الإسلاميّة الأمويّة لمدّة 19 عاماً؛ حينها كانت دمشق هي عاصمة الدولة الإسلاميّة، أمّا في العصر العباسيّ فقد أُهمِلت سوريا بسبب نقل عاصمة الخلافة العباسيّة إلى بغداد، وبقيت مُهمَلةً إلى أن احتلّها الطولونيّون عام 780م، ثمّ الفاطميون عام 969م، ثمّ غزاها صلاح الدين الأيوبيّ، ومن بعده حكمها السّلاجقة وكان ذلك في عام 1070م.[٣]
وفي عام 1146م أنشأ نور الدّين زنكي الدولة النوريّة، وجعل حلب عاصمةً لها، ثمّ عهد إلى ابنه الصالح إسماعيل بحكمها، وحكَمها مُدّة 11 عاماً، وفي عام 1147م أسّس الملك الناصر صلاح الدين الأيوبيّ المملكة الأيوبيّة التي استمرّت إلى عام 1193م وانتهت بوفاته، وفي عام 1260م طُرِد المغول من سوريا على يد سيف الدّين قُطز، وأُخضِعت لحكم المماليك، وفي عام 1561م حكمها العثمانيّون، بقيادة سليم الأول، ثمّ خضعت للاحتلال الفرنسيّ، وبعد مواجهات ومقاومات عديدة شُكِّلت جمعيّة تأسيسيّة برئاسة هاشم الأتاسي، وتولّى رئاسة سوريا الشيخ تاج الدين الحسنيّ الذي توفّي عام 1942م، ثمّ تولى الرّئاسة شكري القوّتلي.[٣]
وبعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى احتلّت فرنسا الجزء الشماليّ من سوريا، واستمرّت سيطرة الفرنسيّين على المنطقة حتّى حلول عام 1946م، فمُنِحت سوريا استقلالها، وقد تعرّضت المنطقة في ذلك الوقت للكثير من الانقلابات العسكريّة؛ لافتقارها إلى الاستقرار السياسيّ، وفي عام 1958م اتّحدت مصر وسوريا تحت مُسمّى الجمهوريّة العربيّة المتّحدة، واستمرّ الاتّحاد إلى عام 1961م؛ حيث أُنشِئت الجمهوريّة العربيّة السوريّة من جديد.[١]