أين يقع سد ذي القرنين
من أكثر الشخصيّات التي أشكلت على المختصّين والمؤرّخين، شخصيّة الملك الصّالح ذو القرنين. ورد ذكر ذو القرنين في كتاب الله تعالى الكريم؛ حيث أورد هذا الكتاب العظيم المعجز في أخباره قصّته كاملةً، وكيف جاب الأرض سعياً وراء إرساء قواعد الخير والحق والعدالة بين البشر، كما وذكر هذا الملك في العهد القديم.
من هو ذو القرنين؟
ذو القرنين هو ملك صالح مؤمن ورد ذكره في كتاب الله تعالى في سورة الكهف، إلّا أنّ شخصيّته الحقيقيّة كانت ولا زالت محلّ نزاع بين المتخصّصين والمؤرّخين، فهناك من قال إنّه الإسكندر المقدوني، وربّما يكون هذا القول هو أكثر الأقوال شيوعاً. وهناك أيضاً من قال إنّه واحد من ملوك الفراعنة، وهناك من قال إنّ ذي القرنين هو واحد من ملوك حمير.
ذهب العالم الهنديّ المسلم أبو الكلام آزاد في العصر الحديث إلى القول بأنّ ذي القرنين هو كورش الأكبر، وقد بدأ أبو الكلام بالاستدلال على هذه الفرضية مستعيناً بما أوردته التوراة من أنّ ذي القرنين هو ذاته كورش. العجيب في الموضوع أنّ تمثال كورش في إيران يؤكّد ما توصل إليه أبو الكلام، ومن قبله ما ورد في التوراة؛ حيث تظهر صورة كورش في هذا التمثال وعلى رأسه قرنان.
أين يقع سدُّ ذي القرنين؟
بحسب البحث الّذي قام به أبو الكلام آزاد، فإنّ موقع السدّ هو بين البحرين الأسود وقزوين. طبيعياً يُفصل هذان البحران من خلال سلسلة جبلية كبيرة وهي سلسلة جبال القوقاز، وهذه السلسلة تفصل ما بين الأراضي التي تقع إلى الشمال منها وما بين الأراضي التي تقع إلى الجنوب منها إلّا عند نقطة كانت النقطة التي استطاع من خلالها سكّان الأراضي الشماليّة أن يغيروا على الأراضي الجنوبيّة، ومن هنا كانت الحاجة ملحةً إلى بناء الرّدم للحيلولة دون هجمات الشماليين على الجنوبيين.
من أسماء هذا السدّ ” بهاك غورائي”؛ وهذه التسمية تعني مضيق كورش، وممّا يزيد من احتماليّة أن تكون هذه النقطة هي النقطة التي بني فيها السدّ، أنّ اسم هذا المضيق باللغة الجورجيّة هو ” الباب الحديدي”.
نبذة عن كورش الفارسي
يعتبر الملك كورش الفارسي المؤسّس الفعلي للإمبراطوريّة الفارسيّة، وهو واحدٌ من أهمّ وأعظم الملوك الّذين انحدروا من الأسرة الإخمينيّة، وقد حكم هذا الملك الفارسيّ في الفترة ما بين عامي 560 قبل الميلاد و529 قبل الميلاد، وقد اشتهر هذا الملك بفتوحاته العظيمة وبسيرته العطرة، إلّا درجة ذاع فيها صيته في كافّة أصقاع العالم.