أين تقع أرض كنعان

موقع أرض كنعان

لفظ كنعان هو لفظ مأخوذ من كلمة (كنَع)، التي تعني المنطقة المنخفضة من الأرض، والكنعانيّون من القبائل السّامية في منطقة شبه الجزيرة العربيّة، إلا أنّهم رحلوا من تلك المنطقة، وقد أجمع بعض المُؤرّخين على أنّ الكنعانيّين عاشوا في أجزاء واسعة من بلاد الشام هي سوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين؛ ولم تكن تلك البلدان مُقسَّمة في ذلك الحين، إلا أنّ فلسطين هي التي سُمِّيت بأرض كنعان، وبقيت معروفةً بهذا الاسم حتّى عام 1200ق.م حين غزتها القبائل الكريتيّة،[١][٢] كما خاض الكنعانيّون العديد من الحروب مع العموريّين، والهكسوس، والحواريّين، والمصريّين الذين استقرّوا فيها، فتأثّر الكنعانيّون كثيراً بحضارتهم.[٣]

مدينة أور سالم هي عاصمة أرض كنعان، وسُمِّيت بهذا الاسم نسبةً إلى السّلام لدى الكنعانيّين. رأى الكنعانيّون في بلاد الشام أنّها منطقة تجاريّة إستراتيجيّة وأرض خصبة، فأقاموا لهم حضارةً عريقةً لها ذكر وتاريخ،[١] وتعدّ أرضهم منزلاً للحضارة؛ حيث وُجِد فيها أكثر من عشرين مستوطنة مُهيكلة، كما تميّز الكنعانيّون بإتقانهم للكثير من الأعمال، منها: البناء، والأعمال الفخاريّة، والأعمال الزراعيّة، والأشغال المعدنيّة.[٣]

هجرة الكنعانيّين

قُسِم تاريخ الكنعانيّين إلى عدّة مراحل، وهي كما يأتي:[٤]

  • مرحلة الأصول: بدأ ظهور الكنعانيّين في بداية عصور ما قبل التاريخ، في الفترة التي تُعرَف باسم العصر الحجري النحاسي المُمتدّة من عام 4000-3000ق.م، أي أنّ هذه المرحلة استمرّت قُرابة ألف عام.
  • المرحلة الكنعانيّة : هي المرحلة التي بدأت في الفترة المعروفة باسم العصر البرونزيّ، الممتدّة من عام 3000-1200ق.م، وقد بدأت هذه المرحلة بهجرة الكنعانيّين إلى بلاد الشام وبشكل خاص الجهة الشرقيّة من البحر الأبيض المتوسّط؛ حيث استقرّوا جنوب بلاد الشام في أرض فلسطين.
  • مرحلة الفينيقيّين: أصبح الكنعانيّون في هذه المرحلة يُعرَفون باسم الفينيقيّين؛ حيث عاشوا على الشواطئ الشرقيّة للبحر الأبيض المتوسط، وقد وافقت هذه المرحلة العصر الحديدي الذي امتدّ بين عامَي 332-1200ق.م.
  • مرحلة البونيّة والقراطيميّة: هي المرحلة التي هاجر فيها الفينيقيّون الغربيّون من بلاد الشام إلى سواحل وجُزر البحر الأبيض المتوسّط في أوروبا وشمال أفريقيا، وقد كانت هذه المرحلة معاصرةً للمرحلة السابقة مرحلة الفينيقيّين؛ إذ امتدّت بين عامَي 146-1200ق.م.

أسماء عُرِف بها الكنعانيّون

عُرِف الكنعانيّون بهذا الاسم منذ القِدم، لكن تُشير بعض الحقائق إلى أنّه كان يُطلَق عليهم عدّة أسماء قبل أن يُسمّوا كنعانيّين، ومن هذه الأسماء المحتمَلة ما يأتي:[٤]

  • اسم كناجي أو كناخني: معناه الأحمر الأرجوانيّ، وهو الاسم الذي أطلقه البابليّون على الكنعانيّين، وقد ثبت ذلك من المراسلات التي تمّت بينهم.
  • بي كنعان: هو الاسم الذي أطلقه المصريّون على الكنعانيّين، ويدلّ على المنطقة الجنوبيّة من سوريا.
  • كناجي: هو الاسم الذي أطلقه الحوريون على الكنعانيّين، ومعناه الصبغة القرمزيّة.

لغة الكنعانيّين

تحدّث الكنعانيّون بثلاث لغات، وهي كما يأتي:[٢]

  • اللغة الكنعانيّة.
  • اللغة الآراميّة: وهي لغة عيسى عليه السّلام.
  • اللغة العربيّة.

آلهة الكنعانيّين

كان لدى الكنعانيّين العديد من الآلهة، وهي كما يأتي:[٤]

  • الإله إيل: هو كبير آلهة الكنعانيّين، وكان الملك لدى الشعب الشاميّ يُعرَف باسم ابن إيل، والشعب يُعرَفون باسم شعب إيل.
  • الإلهة يم: هي الإلهة الأمّ لدى الكنعانيّين، والسبب وراء كونها الأم هو اعتقادهم بأنّ الماء هو الأمّ الأُولى التي ظهر منها الكون.
  • الإله شم أو شميم: هو إله السماء الأوّل، ومن الممكن أن يكون اسم الإله شام، وهو اسم الكنعانيّين عندما كانوا في وادي الرافدين.
  • الإلهة أديم: هي إلهة الأرض، وتُعرَف أيضاً باسم أدم أو أدمة.

الطقوس الكنعانيّة

عُرِفت الحضارة الكنعانيّة بطقوسها التي لا تختلف عن طقوس غيرهم من الشعوب، وبيانها في الآتي:

الطقوس اليوميّة

هناك العديد من الطقوس اليوميّة التي يقوم بها الكنعانيّون، وهي كما يأتي:[٥]

  • الاغتسال والتطهير: هو من الطقوس الدينيّة المهمّة لكلّ مُتعبّد أو كاهن كنعانيّ، وهو مقسَّم إلى أربعة أنواع:
    • التطهُّربالماء: حيث اعتقدوا أنّ التطهر بالماء يُرضي الآلهة، ممّا يتسبّب في نزول الأمطار، كما كانوا يعتقدون أنّ الاغتسال بعد الحرب أمر واجب؛ وذلك لأنّها جريمة يجب محو آثارها.
    • التطهُّر بالزيت: هو طقس يُؤدّى للإله إيل من أجل منع الشّقاء، وهذا النوع غير مُقتصر على الملوك والكهنة بل هو مُتاح لكافّة الشعب الكنعانيّ.
    • التطهُّر بالنار: عُدّت النار أفضل طريقة للتطهير؛ حيث استُخدِمت في طقوس التدمير.
  • الصّلاة: تؤدّي الصّلاةَ الآلهة والناس العاديون، وتتمّ تلاوتها من خلال تضرّعات صارخة، وتبدأ الصلاة بعرض الحالة، ومن ثمّ ذِكر الصفات الإلهيّة، وهي خالية من الدعوات إلا الدّعوة على الأرواح الشريرة والشياطين.
  • صبّ الخمور على الأرض: يعتقد الكنعانيّون أنّ السماء تتلذّذ بصبّ الخمور، ممّا يتسبّب في إنهاء الجفاف ونزول الأمطار.
  • النّذور: تختلف النذور من إله إلى آخر، ويتمّ وضعها عند أقدام هياكل الآلهة.
  • دقّ الطبول: هو أحد الطقوس التطهيريّة التي يقوم بها الكنعانيّون، والتي تُستخدَم لطرد الأرواح الشريرة.

طقوس المناسبات

إنّ طقوس المناسبات مُتعدّدة لدى الكنعانيّين، وهي كما يأتي:[٥]

  • طقوس الزواج: هو أحد الطقوس الكنعانيّة القديمة التي كانت ترى بأنّ الزواج والحبّ من الأمور التي تساعد على القوّة والنَّماء، وكانت الإلهة عناة هي إلهة الخطوبة والزواج، والإلهة كوثرات هي الإلهة التي ترعى الحمل.
  • طقوس الموت: إن للكنعانيّين طقوساً جنائزيّةً خاصةً، تهدف إلى حماية الميت من قِبل الآلهة عند انتقاله إلى العالم الآخر، وقد كانوا يضعون الميت في قُبور مُزيَّنة بنُصب جنائزيّ.
  • طقوس الحرق: حيث كانوا يقومون بطقوس حرق الأموات وحِفظ الرماد داخل الجرار في المذابح.

المراجع

  1. ^ أ ب علي البتيري (15/3/2017)، “فلسطين أرضُ كنعان… وجهة نظر”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2017. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “فلسطين عربيّة منذ استوطنها الكنعانيّون”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “Canaan”, www.mapsofworld.com, Retrieved 30/11/2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت خزعل الماجدي (2001)، المعتقدات الكنعانيّة (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة: 12-21. بتصرّف.
  5. ^ أ ب خزعل الماجدي (2001م)، المعتقدات الكنعانيّة (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة: 255-274. بتصرّف.