أعراض نقص حمض الفوليك

حمض الفوليك

يُعدُّ فيتامين ب9 أو ما يُعرف بحمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic acid) أحد مجموعة فيتامينات ب، وهو من الفيتامينات الذائبة في الماء، إذ لا يُخزّن داخل الأنسجة الدُهنية، ويُطرح الزائد منه عبر البول، ويؤدي حمض الفوليك العديد من الأدوار المهمة في جسم الإنسان، ومنها: المساعدة على تحليل البروتينات وإعادة استخدامها لبناء بروتينات جديدة في الجسم وذلك إلى جانب فيتامين ب12 وفيتامين ج، بالإضافة إلى المساعدة على تكوين خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء، وإنتاج الحمض النووي الصبغي (بالإنجليزية: DNA) الذي يُعدُّ اللَّبِنة الأساسية في بناء الأجسام، فهو يحمل كافة المعلومات الوراثية الخاصة بالجسم، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استهلاك حمض الفوليك يومياً، إذ إنَّه لا يُخزّن بكمياتٍ كبير في الجسم، وهو متوفّر في العديد من الأطعمة بشكلٍ طَبيعيّ كالخضروات الورقية الخضراء، وفي الكبد.[١]

ويُساهم الفولات في تكوين خلايا الدم الحمراء، ويُسبب نقصه في الدم إلى انخفاضها، ممّا يسبب الإصابة بفقر الدم المتمثّل بعدم توفر كمية كافية من خلايا الدم الحمراء السليمة التي تزود أنسجة الجسم بالأكسجين، ومن الجدير بالذكر أنَّ فقر الدم بسبب نقص الفولات يُعرف أيضاً بفَقْرُ الدَّمِ ضَّخْمُ الأَرومات (بالإنجليزية: Megaloblastic anemia)، إذ تصبح خلايا الدم الحمراء كبيرة بشكلٍ غير طبيعي وتُرى على شكل كُرياتٍ كبيرة أو ضخمة داخل نخاع العظم.[٢]

ولقراءة المزيد حول هذا الفيتامين يمكن الرجوع إلى مقال ما هو الفوليك أسيد.

أعراض نقص حمض الفوليك

تختلف أعراض نقص مستويات حمض الفوليك في الدم عن أعراض الإصابة بمرض فقر الدم، إذ إنّ أعراض نقص حمض الفوليك في الغالب غير ملحوظة، وتوضح النقاط الآتية بعضاً منها:[١][٣]

  • الإعياء.
  • الانفعالية (بالإنجليزية: Irritability).
  • الإسهال.
  • الشعر الرمادي.
  • ضعف في النمو.
  • انتفاخ اللسان، وتقرحات الفم.

أمّا بالنسبة لأعراض فقر الدم التي تحدث نتيجة نقصان مستويات حمض الفوليك فتمثل النقاط الآتية:[٣]

  • الإعياء المُستمر.
  • الوهن، والخمول (بالإنجليزية: Lethargy).
  • شحوب لون البشرة.
  • الانفعالية.
  • ضيق التنفس.

أسباب نقص حمض الفوليك

يُمكن أن يحدث نقص حمض الفوليك لعدّة أسباب، ومنها ما يأتي:[٣]

  • عدم تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بحمض الفوليك: يمكن أن تصبح مستويات حمض الفوليك منخفضة خلال بضعة أسابيع نتيجةً لعدم تناول نظام غذائي غنيّ بحمض الفوليك، كالفواكة والخضروات الطازجة، والحبوب المدعمة، كما تجدر الإشارة إلى أنّ الطهي الزائد للطعام وعلى درجاتِ حرارةٍ عالية يؤدي إلى فقدان الفيتامينات، بما فيها حمض الفوليك.[٤]
  • الإصابة ببعض الطفرات الجينية: يُعاني بعض الأشخاص من طفراتٍ جينية تُعيق كفاءة الجسم في تحويل حمض الفوليك من مصادره الغذائية أو من المكملات إلى شكله النشط الذي يستخدمه الجسم، والمعروف بـ Methylfolate.
  • شرب الكحول: يتداخل استهلاك الكحول مع امتصاص حمض الفوليك في الجسم، بالإضافة إلى أنّه يزيد من طرح هذا الفيتامين عبر البول.
  • الإصابة ببعض الأمراض: يُمكن أن تُسبب بعض الأمراض نقصاً في حمض الفوليك، مثل: داء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، أو مرض حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease)، إذ إنَّها تؤثر في امتصاص حمض الفوليك في الجهاز الهضمي.[٥]
  • تناول بعض أنواع الأدوية: مثل الأدوية المضادة لحمض الفوليك، ومنها: أدوية مضادات الصرع، ودواء نيتروفورانتوين (بالإنجليزية: Nitrofurantoin)، بالإضافة إلى أنواعٍ أخرى قد تسبب سوء امتصاصه، مثل: دواء الكولسترامين (بالإنجليزية: Colestyramine)، والسلفاسالازين (بالإنجليزية: Sulfasalazine)، وميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate)، كما تجدر الإشارة إلى أنّ المضاد الحيوي تريمثوبريم (بالإنجليزية: Trimethoprim) قد يزيد من نقص حمض الفوليك الموجود في السابق، ولكنّه لا يسبب فقر الدم ضخم الأرومات.[٦]
  • حالات أخرى: تحتاج بعض الحالات لكمياتٍ عالية من حمض الفوليك، ومنها ما يأتي:[٦]
    • الحالات الفسيولوجية، مثل: مرحلة الحمل، ومرحلة الرضاعة، وفي حالة الولادة المبكرة، والرضّع.
    • الأمراض الخبيثة، مثل:مرض اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وسرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma).
    • اضطرابات الدم، مثل: فقر الدم الانحلالي (بالإنجليزية: Hemolytic anemia)، وفقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle Cell Anaemia)، ومرض الثلاسيميا المعروف أيضاً بمرض فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط (بالإنجليزية: Thalassemia)، بالإضافة إلى مرض تصلب نخاع العظم المُزمن (بالإنجليزية: Chronic Myelosclerosis).
    • الالتهابات، مثل: مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis)، وداء كرون، ومرض الملاريا (بالإنجليزية: Malaria).
    • الاضطرابات الأيضية، مثل: مرض البيلة الهوموسيستينية (بالإنجليزية: Homocystinuria)؛ وهو اضطرابٌ وراثي يتمثل في عملية الأيض للحمض الأميني مثيونين.
    • غسيل الكلى الصفاقي -والتي تُستخدم لحالات مرضى الفشل الكلوي الحاد- (بالإنجليزية: Peritoneal dialysis)، أو الديال الدموي -أو ما يُعرف بغسيل الكلى- (بالإنجليزية: Haemodialysis).

مضاعفات نقص حمض الفوليك

توضّح النقاط الآتية المضاعفات التي قد تحدث نتيجة نقصان مستويات حمض الفوليك في جسم الإنسان:[٧]

  • إصابة الجنين بعيوب خلْقيّة.
  • ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب.
  • احتمالية حدوث مشاكل في وظائف الذاكرة والدماغ.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض الحساسية.
  • زيادة خطر الإصابة بانخفاض كثافة العظام على المدى الطويل.
  • الإصابة بفقر الدم؛ أي انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء كما ذُكر سابقاً، بالإضافة إلى انخفاض خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في الحالات الشديدة من المرض.[٥]

تشخيص نقص حمض الفوليك

يعتمد الطبيب في تشخيص الإصابة بنقص حمض الفوليك على عدة فحوصات، منها:[٨]

  • التعداد الدموي الشامل (بالإنجليزية: Complete blood count)؛ وهو أحد تحاليل الدم الشائعة التي تُساعد على تشخيص العديد من الأمراض وفي مقدمتها أمراض الدم، إذ إنّه قد يشير إلى فقر الدم، وفقر الدم ضخم الأرومات الذي لا يمكن تمييزه عن مرض نقص فيتامين ب 12.
  • فحص مستويات فيتامين ب12 في الدم.
  • فحص مستويات حمض الفوليك في الدم، فإذا تبيّن أنّ مستوياته تقل من 3 ميكروغرامات لكل لتر من الدم، فتكون هناك احتمالية لحدوث النقص فيه.
  • فحص مستويات الحمض الأميني الهوموسيستئين (بالإنجليزية: Homocysteine) في الدم، إذ إنّ ارتفاعه قد يُشير إلى نقص حمض الفوليك في أنسجة الجسم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الهوموسيستئين يتأثر أيضاً بعدة عوامل كمستويات فيتامين ب12 وفيتامين ب6، والإصابة بالقصور الكُلوي، ووجود عوامل وراثية.
  • فحص مستويات الحمض الميثيل مالونيك (بالإنجليزية: Methylmalonic acid) في الدم؛ وهو من الفحوصات التي قد تُميّز بين نقص فيتامين ب12 وحمض الفوليك، إذ يرتبط ارتفاع مستويات هذا الحمض بنقص فيتامين ب12 فقط، وليس لمستوياته علاقة بنقص حمض الفوليك.

علاج نقص حمض الفوليك

يتمثّل علاج نقص حمض الفوليك بتحديد مُسبّب النقص، ففي حال الإصابة بمرض حساسية القمح يجب التحكم بهذا المرض أولاً، وفي حال الإصابة بمشاكل في الأمعاء قد يحتاج المريض للخضوع لعلاج نقص حمض الفوليك مدى الحياة، والذي يُمكن أن يكون عن طريق تناول مكملات حمض الفوليك الغذائية عبر الفم، أو حقنها في العضلات، أو في حالاتٍ نادرة حقنها في الوريد، ومن ناحية أخرى يُمكن لتعديل النظام الغذائي ليصبح غَنيّاً بحمض الفوليك أن يساعد على زيادة مستوياته في الدم.[٢][٦]

نقص حمض الفوليك للحامل

تحتاج النساء إلى كمياتٍ كبيرة من حمض الفوليك خلال فترة الحمل، فهو ضروريٌّ لتكوين الحمض النووي الصبغي خلال مراحل نمو الجنين، ولذلك أشارت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) إلى ضرورة حصول المرأة التي وصلت لسن الإنجاب على 400 ميكروغرامٍ من حمض الفوليك، بالإضافة إلى استهلاك الأطعمة الغنيّة بهذا الحمض، إذ يُمكن أن يتداخل نقصه مع الانقسام الطبيعيّ للخلايا، وبالتالي يؤثر في نمو الجنين والمشيمة (بالإنجليزية: Placenta)، مؤدياً بذلك إلى حدوث مضاعفات ما قبل عملية الولادة أو خلالها، كما يُمكن أن يؤدي نقصه إلى ولادة الطفل بوزنٍ قليل.[٩]

ويُمكن أن يُسبب نقص حمض الفوليك في دم المرأة الحامل إصابة الطفل بعيوب الأنبوب العصبي (بالإنجليزية: Neural tube defects)، وهي من المشاكل الصحية الخطيرة التي تؤثر في العمود الفقري، أو النخاع الشوكي، أو الدماغ، بالإضافة إلى أنّها قد تسبب الوفاة، وتتضمن هذه المشاكل ما يأتي:[١٠]

  • تشقق العمود الفقري: (بالإنجليزية: Spina Bifida)، والذي يحدث نتيجة عدم انغلاق العمود الفقري لدى الجنين بشكلٍ كامل خلال فترة نموّه في رحم الأم، مؤدياً بذلك إلى بروز الحبل الشوكي، إذ يمكن أن يظهر كيس يحيط بالحبل الشوكي قد يحتوي على سائل شوكي، ونتيجةً لذلك تتعطل الأعصاب التي تتحكم بحركة الساقين والأعضاء الأخرى في جسم الطفل، ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال المصابين بتشقق العمود الفقري غالباً ما يعانون من إعاقات على مدى الحياة، كما أنَّهم قد يحتاجون إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية.
  • انعدام الدماغ: (بالإنجليزية: Anencephaly)، وهو عيب يُصيب الرأس ويحدث نتيجة عدم انغلاق النهاية الرأسية ومسام العمود الفقري لدى الجنين، ممّا يؤدي إلى عدم نموّ معظم أجزاء الدماغ والجمجمة في الرحم أو جميعها، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الأطفال الذين يُعانون من انعدام الدماغ يتوفّون قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.

ويجب على المرأة الحامل أو التي تُخطط لحدوث الحمل أن تحصل على الكمية اليومية الموصى بها من حمض الفوليك يومياً قبل الحمل، وخلاله مدة ثلاثة أشهر على الأقل، إذ ظهر أنَّ ذلك يُقلل من خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي بشكلٍ ملحوظ.[١١] وتُقدّر الكمية اليومية الموصى بها للمرأة الحامل من حمض الفوليك بـ 600 ميكروغرامٍ يومياً، مع ضرورة التنويه إلى وجوب استشارة الطبيب قبل أخذ مكملات حمض الفوليك الغذائية خلال فترة الحمل.[٨]

الكميات الموصى بها من حمض الفوليك

يُبيّن الجدول الآتي الكميات الموصى بها من الفولات وفقاً للفئات العمرية:[١٢]

الفئة العمرية الكمية الموصى بها (ميكروغرام)
الرُّضّع من الولادة إلى 6 أشهر 65
الأطفال من7 إلى 12 شهراً 80
الأطفال من سنة إلى 3 سنوات 150
الأطفال من 4 إلى 8 سنوات 200
الأطفال من 9 إلى 13 سنة 300
من عمر 14 سنة فما فوق 400
الحامل من 14 سنة فما فوق 600
المُرضع من 14 سنة فما فوق 500

المراجع

  1. ^ أ ب Todd Gersten (14-8-2017), “Folate deficiency”، www.medlineplus.gov, Retrieved 7-2-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Richard LoCicero (19-1-2018), “Folate-deficiency anemia”، www.medlineplus.gov, Retrieved 7-2-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Jacquelyn Cafasso (31-7-2019), “Folate deficiency”، www.healthline.com, Retrieved 7-2-2020. Edited.
  4. Kashif M. Khan, Ishwarlal Jialal (3-12-2019), “Folic Acid (Folate) Deficiency”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 7-2-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Todd Gersten (14-8-2017), “Folate deficiency”، www.pennstatehershey.adam.com, Retrieved 8-2-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت Louise Newson (10-6-2016), “Folate deficiency”، www.patient.info, Retrieved 8-2-2020. Edited.
  7. Adam Felman (27-10-2017), “What to know about folic acid”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-2-2020. Edited.
  8. ^ أ ب Larry Johnson (8-2019), “Folate Deficiency”، www.merckmanuals.com, Retrieved 8-2-2020. Edited.
  9. Jennifer Berry (29-5-2019), “What to know about folate deficiency”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10-2-2020. Edited.
  10. “Folic acid”, www.womenshealth.gov,1-4-2019، Retrieved 10-2-2020. Edited.
  11. Armando Fuentes (10-2018), “Folic Acid and Pregnancy”، www.kidshealth.org, Retrieved 10-2-2020. Edited.
  12. “Folate”, www.ods.od.nih.gov,(19-7-2019)، Retrieved 8-2-2020. Edited.