أسباب نقص المغنيسيوم في الجسم
نقص المغنيسيوم
يُعدّ المغنيسيوم أحد أنواع المعادن والأيونات التي لها مشاركة فعّالة وحضور قوي في سير العمليات الحيوية المهمة في جسم الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أنّ جسم الإنسان غير قادر على تكوين وتصنيع المغنيسيوم داخله، لذلك يجب تزويد الجسم به من خلال الغذاء الذي يتناوله الإنسان بشكل يومي. ووفقاً للمركز الوطني للصحة (بالإنجليزية: the National Institutes of Health) التابع للولايات المتحدة الأمريكية، فإنّ ما يُقارب 50-60% من المغنيسيوم الموجود في جسم الإنسان مُخزّن داخل العظام، وإنّ أقل من 1% تقريباً موجود في الدم. ومن الجدير بالذكر أنّ الكشف عن عوز أو نقص المغنيسيوم (بالإنجليزية: Hypomagnesemia) في الجسم يُمكن أن يكون صعباً؛ لأنّه ليس مشمولاً ضمن بروتوكول الفحوصات الروتينية.[١]
أسباب نقص المغنيسيوم
يحدث نقص المغنيسيوم عندما يكون الجسم غير قادر على امتصاص كميات كافية من المغنيسيوم الذي يأتيه من الغذاء اليومي الذي يتناوله الإنسان، وقد يحدث أيضاً عندما تقوم الكلى أو القناة المعدية المعوية بإطلاق المغنيسيوم بكميات تفوق الحد الطبيعي لخارج الجسم، كما أنّ هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث نقص المغنيسيوم في الجسم، ونذكر من هذه الأسباب ما يأتي:[١]
- التقدم في السن: فكلما تقدّم الشخص بالعمر، صعُبت وقلّت قدرة الجسم على امتصاص المغنيسيوم.
- الإصابة بمرض السكري: (بالإنجليزية: Diabetes)، تؤدي مستويات الغلوكوز المرتفعة في الكلى إلى إطلاق المغنيسيوم إلى خارج الجسم، ويُحتمل أن تتطوِّر لدى الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري والمقاومين للإنسولين حالة من نقص أو عوز المغنيسيوم؛ حيث إنّ الحُماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic ketoacidosis)؛ وهو أحد مضاعفات مرض السكري المهددة للحياة يُمكن أن يؤدّي لانخفاض مستوى المغنيسيوم في الجسم.
- سوء التغذية: (بالإنجليزية: Malnutrition)، وغالباً ما تحدث الإصابة بسوء التغذية بسبب الإصابة بالنهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia)، وفقد الشهية (بالإنجليزية: Anorexia)، والتقيؤ المتكرر، ممّا يؤدي إلى نقصان في كمية المغنيسيوم التي يتم تزويد الجسم بها عن طريق الفم والجهاز الهضمي، ومع ذلك لا تُعتبر حالة سوء التغذية المسؤول الجوهري عن نقص المغنيسيوم لدى الأفراد الأصحاء.
- إدمان الكحول: (بالإنجليزية: Alcoholism) يؤدي تناول الكحول بشكل مفرط إلى إحداث خلل في توازن الأيونات والمواد الغذائية في الجسم، ممّا قد يقود الجسم الواقع تحت التأثير الكحولي العالي للتخلص من كميات كبيرة من المغنيسيوم بمعدل يزيد عن المعدل الطبيعي.
- الرضاعة الطبيعية والحمل: إذ يحتاج الجسم في هاتين الحالتين لتزويده بمعدلات أكبر من المغنيسيوم.
- الإسهال: (بالإنجليزية: Diarrhea) إنّ معاناة الفرد من الإسهال المزمن تقود إلى إحداث خلل في توازن الأيونات في الجسم، وبالتالي حدوث خلل في مستويات المغنيسيوم أيضاً لتصبح أقل من الطبيعي. ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل وحالات مرتبطة بالإسهال مثل: داء كرون أو ما يُعرف بالتهاب الأمعاء الناحي (بالإنجليزية: Crohn’s disease) هم أكثر عرضة للإصابة بنقص أو عوز المغنيسيوم.
- فشل الأعضاء: قد يؤدي فشل الأعضاء في جسم الإنسان، وبالأخص الكليتين لتصريف كمية كبيرة من المغنيسيوم لخارج الجسم.
- تناول بعض الأدوية: إنّ تناول الأشخاص لأنواع معينة من الدواء قد يقود الجسم لخسارة كميات كبيرة من المغنيسيوم، والإصابة بنقص المغنيسيوم، ومن الأمثلة على تلك الأدوية: مدرات البول، وبعض أدوية المضادات الفطرية (بالإنجليزية: Antifungal drugs)، وبعض الأدوية التي تُستخدم في العلاج الكيماوي لمرضى السرطان، وبعض الأدوية المستخدمة في الحد من حموضة المعدة الزائدة، بالإضافة لبعض الأدوية الهرمونية.
أعراض نقص المغنيسيوم
يلعب المغنيسيوم دوراً مهمّاً في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي لإنزيمات الجسم، كما يُساهم بشكل كبير في صحة العضلات والأعصاب، وتنظيم ضغط الدم، وإنتاج الطاقة في خلايا الجسم، بالإضافة إلى دوره المهم في صناعة الأحماض النووية.[١] وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال الإصابة بعوز أو نقص المغنيسيوم تظهر العديد من الأعراض والعلامات المبكرة التي تُشير إلى ذلك، مثل: الشعور بالغثيان، والمعاناة من التقيؤ، وفقدان الشهية، والشعور بالتعب العام. ومع استمرار تطوّر الحالة وازديادها سوءاً تظهر أعراض وعلامات أخرى مثل: الخدر أو الوخز، وتشنج وتقلص العضلات وانقباضها، وحدوث اضطراب في ضربات القلب، إضافة إلى الإصابة بالنوبات التشنجية.[٢]
تشخيص حالة نقص المغنيسيوم
يطلب الطبيب في العادة اختباراً لمستوى المغنيسيوم في الجسم في حال ظهور علامات تُشير إلى احتمالية وجود مشكلة لها علاقة بالمغنيسيوم، وفي حال معاناة الشخص من مرض السكري، أو وجود أيّة مشاكل في الكلى أيضاً. ويُعدّ فحص الدم الطريقة الأمثل والأكثر شيوعاً للدلالة على مستوى المغنسيوم في الجسم، ويُطلق على هذا النوع من فحص الدم اختبار مستوى المغنيسيوم في مصل الدم (بالإنجليزية: Total Serum Magnesium Test).[٣]
علاج نقص المغنيسيوم
عادةً ما يتمّ علاج نقص المغنيسيوم عن طريق تناول المكملات الغذائية التي تحوي عليه، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، ولكنّ ينبغي التنويه إلى أنّه في حال كانت الإصابة بحالة عوز المغنيسيوم خطيرة وحادة قد يحتاج المصاب لتلقي المغنيسيوم عن طريق الوريد.[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الأطعمة التي تُعدّ مصدراً غنياً بالمغنيسيوم لإمداد الشخص بالكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم، مثل: الخضراوات الخضراء، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبقوليات. بالإضافة للمكسرات وبالأخص اللوز والكاجو والفستق، والسبانخ، وزبدة الفول السوداني، وخبز طحين القمح الكامل، وكذلك الأفوكادو، والبطاطا، والبروكلي، والجزر، والأرز، واللبن، والشوفان، والفاصولياء، والطعام المدعم بالمغنيسيوم، ويُضاف إلى ذلك الموز، والتفاح، والزبيب. ومن الأغذية الحيوانية التي تحتوي على مستويات عالية من المغنيسيوم: السمك مثل السلمون، وصدور الدجاج، ولحم البقر، والحليب.[٤]
وفي الحقيقة قد تتداخل بعض عادات الأكل لدى الفرد مع قدرة الجسم على امتصاص المغنيسيوم، لذا فإنّ هنالك العديد من النصائح التي يُساعد اتباعها على تحسين قدرة الجسم على امتصاصه، ومنها:[٤]
- تجنب تناول المكملات الغذائية التي تحتوي عنصر الزنك بشكل مرتفع.
- معالجة عوز أو نقص فيتامين د في الجسم.
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول الخضار نيئة بدلاً من طهيها.
- تجنب تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم قبل ساعتين من تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم أو بعدها.
المراجع
- ^ أ ب ت Zawn Villines (5-5-2018), “What to know about magnesium deficiency”، medicalnewstoday, Retrieved 5-2-2019. Edited.
- ^ أ ب Megan Dix (10-11-2017), “Hypomagnesemia (Low Magnesium)”، healthline.com, Retrieved 6-2-2019. Edited.
- ↑ Carol DerSarkissian (16-1-2017), “What Is a Magnesium Test?”، webmd.com, Retrieved 6-2-2019. Edited.
- ^ أ ب Cathleen Crichton-Stuart (19-6-2018), “How can I tell if I have low magnesium?”، medicalnewstoday, Retrieved 6-2-2019. Edited.