مكونات حليب الإبل
حليب الإبل
تُعدُّ الإبل واحدة من أهمّ الحيوانات الداجنة أو الأليفة، وغير الضارة بيئيّاً في المناطق الجافة في آسيا وأفريقيا، فهي تمتلك أهميّة اقتصاديّةً كبيرة، ليس كحيوان مجترّ فحسب، بل بسبب إنتاجها الحليب والعديد من المنتجات الثانوية، إذ إنَّها قادرة على إنتاج كمياتٍ كبيرة من الحليب على الرغم من تناولها كمياتٍ قليلة من الأعلاف، ونتيجةً لذلك صُنِّف حليبها على أنّه أكثر مُنتجات الإبل قيمةً، وأطلق عليه بدو الصحراء لقب ذهب الصحراء الأبيض، فهم يستهلكون حليب الإبل الطازج بشكلٍ رئيسي،[١] ومن الجدير بالذكر أنّ حليب الإبل مُتعدد الاستعمالات، إذ يمكن أن يحلّ محلّ أنواع الحليب الأُخرى، إلاّ أنّه قد يصعُب تصنيع الجبن والزبادي والزبدة منه، وبالتالي فإنَّ هذه المنتجات غير متوفّرة على نطاقٍ واسع.[٢]
مكونات حليب الإبل
يُعدُّ حليب الإبل مصدراً للعديد من العناصر الغذائية، إذ يحتوي حليب اللبأ الذي تُتنجه الإبل بعد الولادة، كمتوسطٍ نِسبيّ على 1.079% من الدهون، و0.15% من البروتينات، و17.78% من سُكر اللاكتوز، و0.83% من حمض اللاكتيك،[٣] ومن الجدير بالذكر أنّ الحليب المتوفر في جميع أنحاء العالم ليس مُتشابهاً، إنما يختلف بتركيبتهُ المعتمدة على عدّة عوامل، ومنها: الأصل الجُغرافي للحيوان، وسلالته، والمرحلة الفسيولوجية والجينية التي مرَّ بها، وكذلك ظروف التغذية، وإنتاج الحليب، ومرحلة الرضاعة وعدد الرضاعات، والحالة الصحية للضرع (بالإنجليزية: Udder)،[٤]
وفيما يأتي توضيحٌ لبعض العناصر الغذائية الموجودة في حليب الإبل:
- مصدرٌ غَنيٌّ بفيتامين ج: يرتبط الرقم الهيدروجيني المُنخفض لحليب الإبل بمحتواه العالي من فيتامين ج وطعمهُ الحامض، والذي يُمكن إخفاؤه في حال تناول الإبل العلف المالح أو النباتات المرّة، ومن الجدير بالذكر أنّ الرقم الرهيدروجيني لحليب الإبل الطازج يُعدُّ أقلّ من الرقم الهيدروجيني لكلٍّ من حليب الأبقار الذي يتراوح بين 6.54 إلى 6.8، وحليب الإنسان الذي يتراوح بين 7.03 إلى 7.6، وحليب الأطفال الصناعي.[٤]
- ومن الجدير بالذكر أنّ محتوى حليب الإبل من فيتامين ج يفوق حليب البقر بمرتين إلى 3 مرات، الأمر الذي يساعد على استقرار الحليب، وبالتالي الاحتفاظ به لفتراتٍ طويلة نِسبيّاً دون تكوّن طبقة من القِشدة على سطحه، كما يمتلك حليب الإبل نشاطاً مُضاداً قوياً للأكسدة،[٥] والذي يخفف ضرر الجذور الحرة الذي تتعرّض له خلايا البشرة، والتي تؤدي إلى جفاف الجلد، وظهور التجاعيد،[٥] ومن المحتمل أيضاً أن يساعد فيتامين ج على تحسين وظائف الكبد، بالإضافة إلى إنتاج بروتين الكولاجين، والمساعدة على نموّ الخلايا والأوعية الدموية، مُضيفاً قوةً ومتانةً إلى خلايا الجلد.[٦]
- للاطلاع على المزيد من المعلومات حول أهمية فيتامين ج ومصادره يمكنك قراءة مقال ما فائدة فيتامين c.
- مصدرٌ غَنيٌّ بالحديد: أوضحت إحدى البحوث التي نُشرت في مجلة Comprehensive Reviewsin Food Science and Food Safety في عام 2011، أنّ مُحتوى حليب الإبل من عنصر الحديد يفوق مُحتواه في حليب الأبقار بعشر مرات،[٧][٨] وتكمن أهمية هذا العنصر من خلال دوره الأساسي في تكوين هيموغلوبين الدم الضروريٌّ لعدّة عمليات حيوية في جسم الإنسان، ومنها: نقل الأوكسجين، وعمل الإنزيمات، وتكوين خلايا الدم الحمراء، بالإضافة إلى أهميته لوظائف الدماغ، وذلك وفقاً لما أُشير إليه في دراسةٍ نُشرت في مجلة The Egyptian Journal of Hospital Medicine عام 2005.[٩]
- مصدرٌ غَنيٌّ بالدهون الصحية: يحتوي حليب الإبل على الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، ولكن بكميّةٍ أقلّ من أنواع الحليب الأُخرى؛ مثل: حليب الأبقار، والماعز، والأغنام، والجاموس،[٨] وهو يمتاز بمُحتواه العالي من الدهون الصِحية كالأحماض الدُهنية طويلة السلسلة، وحمض اللينولييك، والأحماض الدُهنية غير المُشبعة التي قد تُعزز من صِحة الدماغ والقلب.[٢]
- مصدرٌ جيّد لفيتامينات ب: أوضحت دراسةٌ نُشرت في مجلة Agricultural Research في عام 2016، أنّ مُحتوى حليب الإبل من فيتامين ب1، وفيتامين ب2، وحمض الفوليك، وحمض البانتوثينيك مُنخفضاً، على عكس مُحتواه العالي من فيتامين ب6 وفيتامين ب12 الذي يتشابه إلى حدٍ ما مع حليب الأبقار ولكنّه أعلى مقارنةً بحليب الإنسان.[١٠]
- كما أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Journal of Camelid Science في عام 2019، إلى أهمية فيتامين ب6 المُتمثلة في مساهمة صيغتهُ النشطة في عددٍ من التفاعلات الكيميائية الحيوية، مثل: تفاعل نزع الكربوكسيل (بالإنجليزية: Decarboxylation)، وتفاعل نقل الأمين (بالإنجليزية: Transamination)، بالإضافة إلى مُشاركته في عمليات أيض الأحماض الأمينيّة، مثل تكوين الهستامين، والهيموغلوبين، والنواقل العصبية مثل السِّيرُوتُونِين، والدوبامين، والإبينيفرين، والنورإبينفرين، وحمض الغاما -أمينوبيوتيريك، ومشاركته أيضاً في عمليات أيض كلّ من الجلوكوز والدهون، كما أنَّه يُعدُّ إنزيماً مرافقاً في عملية أيض الميثيونين والسيلنيوم، كما أوضحت الدراسة أهمية فيتامين ب12 في الجسم من خلال مُشاركته في وظائف الجهاز العصبي متضمنةً الدماغ، وذكرت أنّ نقص السيانوكوبالامين أحد أشكال فيتامين ب12 النشطة، قد يُسبب تلفاً عصبياً.[١١]
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد فيتامينات ب يمكنك قراءة مقال ما هي فوائد فيتامين ب.
- مصدرٌ جيّد لفيتامين أ: يحتوي حليب الإبل على كمية من فيتامين أ أقلّ من تلك الموجودة في حليب الأبقار،[١٠] وتكمن أهمية هذا الفيتامين في دورهُ المُهم في حماية الجلد والرؤية، لذا فإنَّ نقص مستوياته قد يؤثر في الجلد، مُسبباً فرْطُ التقرُّن (بالإنجليزية: Hyperkeratosis)، أو في الرؤية مُسبباً العمى الغَلَسِيّ المُحدد، كما يلعبُ دوراً في حماية الغِشاء المُخاطي.[١١]
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد فيتامين أ ومصادره يمكنك قراءة مقال ما فوائد فيتامين A.
- معادن أخرى: بيّنت دراسةٌ نُشرت في مجلة Agricultural Research في عام 2016، أنّ حليب الإبل يحتوي على بعض المعادن بنسب أعلى من تلك الموجودة في حليب الأبقار، ومنها: الكالسيوم، والمغنيسيوم، والصوديوم، والفسفور، والبوتاسيوم.[١٠]
حليب الإبل وفيتامين د
يُعدُّ حليب الإبل غنيّاً بفيتامين د،[١٢] إذ إنّ محتواه يفوق مُحتوى حليب الأبقار من هذا الفيتامين، والذي ينعكس على تنظيم عمليّة إفراز الكالسيوم والفسفور في الحليب، وتنظيم عمليّة امتصاص كِليهما في الأمعاء، ومستوياتهما في الدم ومساعدته على إعادة تكوين العِظام، ومن الجدير بالذكر أنّ فيتامين د يُساهم في عمليّة أيض المعادن الرئيسيّة في الأمعاء كالكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، وكذلك العناصر الشحيحة كالحديد، والزنك، وبتالي فإنّ أيّ نقصانٍ في مستوياته قد يؤدي إلى اضطراباتٍ في العظام خلال فترة النمو مسبباً تلين في العظام (بالإنجليزية: Osteomalacia) وكساح الأطفال.[١١]
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد فيتامين د يمكنك قراءة مقال فوائد وأضرار فيتامين د.
الفوائد العامة لحليب الإبل
يُعدّ حليب الإبل مصدراً للعديد من المركبات المُضادة للميكروبات والمركبات النشطة بيولوجيّاً، بالإضافة إلى تلك المركبات التي تقاوم الكائنات الحية المُسببة للأمراض، ومن هذه المركبات: الغلُوبولين المَناعِيّ، ومُركب Lactoferrins، وكميّة كبيرة من مركب الليزوزيم. كما يتميز حليب الإبل بامتلاكه مناعة فِطرية قوية تقاوم العدوى مُقارنةً مع الحيوانات الأخرى؛ ويعود ذلك إلى احتوائه على نسبة عالية من إنزيم الليزوزيمال الذي يُوفر نشاطاً مُضاداً للميكروبات، وتجدر الإشارة إلى احتواء حليب الإبل على كميةٍ قليلة من سكر اللاكتوز، ممّا قد يتيح فرصة لتقبّل الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز لحليب الإبل.[١][٢]
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد حليب الإبل يمكنك قراءة مقال فوائد حليب الإبل العامة.
المراجع
- ^ أ ب Rita Rahmeh, Husam Alomirah, Abrar Akbar and others (2019), Composition and Properties of Camel Milk, Page 1, Part 1. Edited.
- ^ أ ب ت Lauren Panoff (27-6-2019), “6 Surprising Benefits of Camel Milk (And 3 Downsides)”، www.healthline.com, Retrieved 16-7-2020. Edited.
- ↑ “III. COMPOSITION OF CAMEL MILK”, www.fao.org, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ^ أ ب A. Al-Juboori, M. Mohammed, J. Rashid and others (2013), “Nutritional and medicinal value of camel (Camelus dromedarius) milk “, WIT Transactions on Ecology and The Environment, Folder 170, Page 222-227. Edited.
- ^ أ ب Rohit Panwar, Chand Grover, Vijay Kumar and others, “Camel milk: Natural medicine – Boon to dairy industry “، www.dairyfoods.com, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ↑ Yaseen Galali, Hanee Al-Dmoor, “Miraculous Properties of Camel Milk and Perspective of Modern Science”, Journal of Family Medicine and Disease Prevention. Issue 1, Folder 5, Page 1-7. Edited.
- ↑ Amy Kraft (14-10-2016), “9 Best and Worst Milks for Your Cholesterol Levels”، www.everydayhealth.com, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ^ أ ب J. Barłowska, M. Szwajkowska, Z. Litwinczuk and others (2011), “Nutritional Value and Technological Suitability of Milk from Various Animal Species Used for Dairy Production”, Comprehensive Reviewsin Food Science and Food Safety, Issue 6, Folder 10, Page 291-298. Edited.
- ↑ Ghada Soliman (12-2005), “Comparison Of Chemical And Mineral Content Of Milk From Human, Cow, Buffalo, Camel And Goat In Egypt.”, The Egyptian Journal of Hospital Medicine , Issue 1, Folder 21, Page 116-130. Edited.
- ^ أ ب ت Raghvendar Singh, Gorakh Mal, Devendra Kumar and others (12-9-2017), “Camel Milk: An Important Natural Adjuvant”, Agricultural Research, Folder 6, Page 327–340. Edited.
- ^ أ ب ت Bernard Faye, Gaukhar Konuspayeva, Mohammed Bengoumi (2019), “Vitamins of camel milk: a comprehensive review”, Journal of Camelid Science, Folder 12, Page 17-32. Edited.
- ↑ Mohammed El Khasmi, Abdelilah Lemrhamed, Farh Mohamed and others (1-2019), “Vitamin D in Camel”، www.researchgate.net, Retrieved 17-7-2020. Edited.