ان الدنيا حلوة خضرة

ان الدنيا حلوة خضرة

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم ( إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خَضِرة، وإنَّ الله مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟ فاتقوا الدُّنيا، واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء) رواه مسلم

شرح الحديث الشريف :

" إن الدنيا حلوةٌ خضرة " أي أن الدنيا حلوة المذاق وهي خضرة للعين والشيء الذي يكون حلو المذاق وخضر المرأى فإن العين ستطلبه اولا وثانيا ستطلبه النفس واذا اجتمع الامران في طلب العين وطلب النفس فيخشى على الانسان من ان يقع فيه فيغتر الانسان وينهمك في الدنيا ويجعلها أكبر همه .

” إن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ” أي ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول للمسلم ان الله تعالى استخلف الانسان في الارض ليقوم بطاعته وأن ينهى نفسه عن الهوى ويقوم بما أمره به الله ولا يغتر بالدنيا وأن يعمروا الارض ليقدروا على العيش فيها ولا يقومون بتخريبها والسعي لنشر الاسلام فيها والمبادئ السليمه والاخلاق الرفيعه التي أمر بها الله تعالى والابتعاد عن محرماته .

” فاتقوا الدنيا ” أي ان الانسان يجب عليه ان يقوم بما أمره الله ويترك ما نهى عنه ولا يغتر بالحياة الدنيا فقد قال تعالى في كتابه العزيز ” فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ” لقمان:33 ” . و احْذَرُوا من الحياة الدنيا لأنَّها تظهر لكُم بمظاهر تستهويكم ولكن حقيقتها غير ذلك ، وأنَّها دار مَمَر وعُبُور وليست دار مَقَر ، فعلى المسلم ان يكون في الدُّنيا كأنَّه غريب أو عابر سبيل ، ودار البقاء هي الاخره في جنة الله التي عرضها السموات والارض .

“واتقوا النساء ” اي احذروهن لانهم فتنة و المرأة لا يجب ان تكُون سبباً في إضلالِ النَّاس وإغْوَائِهِم ، وإذا خَرَجَتْ أنْ يكُون خُرُوجُها لِحَاجة، و عدا ذلك فالأصل هُو القرار في البيت، كما قال الله -جل وعلا ” وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ” سورة الأحزاب 33 ” و تخرج غير مُتَطَيِّبَة لِئَلاَّ تَفْتِن النَّاس، وعلى الرَّجُل أنْ يَغُضَّ بَصَرَهُ عن النِّساء .

” فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء” اي ان بني اسرائيل افتتنوا بالنساء فضلوا وأضلوا،