حديث عن حسن الخلق
حسن الخلق
حسن الخلق هو كف الشر والأذى وبذل المعروف والخير، وقد أمر الله -عز وجل- به، وأثنى على أصحاب الخلق الحسن، قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)،[١] وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أحسن الناس خلقا، ورُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسَنَ النَّاسِ خُلُقًا)،[٢] ووصفت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: (كان خُلُقُه القُرآنَ)،[٣] ويدخل في بذل الخير صلة الرحم، والصدق، وحسن الجوار، والصدق، والوفاء بالعهد، كما يدخل في كف الشر مقابلة الإساءة بالإحسان، وكظم الغيظ، واحتمال الأذى، والصبر على المكروه.[٤]
أحاديث عن حسن الخلق
وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على حسن الخلق وترغّب فيه، ومن هذه الأحاديث الشريفة:[٥][٦]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا).[٧]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ المؤمنَ ليُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصَّائمِ القائمِ).[٨]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ من حُسنِ الخُلُقِ).[٩]
- رُوي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنه قال: (آخرُ ما أوصاني بهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين وضعتُ رِجْلِي في الغَرْزِ أن قال : أَحْسِنْ خُلُقَكَ للناسِ يا معاذُ بنَ جبلٍ).[١٠]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أكملَ أو من أكملِ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا).[١١]
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو فيقول: (اللَّهُمَّ اهْدِني لأَحسَنِ الأخلاقِ لا يَهْدي لأَحسَنِها إلَّا أنتَ، اصرِفْ عنِّي سيِّئَها لا يَصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ).[١٢]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحَبُّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ أحسَنُهُمْ خُلُقًا).[١٣]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنَا زَعِيمُ بَيتٍ في رَبَضِ الجنةِ، لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ وإنْ كان مُحِقًا، وبَيتٍ في وسَطِ الجنةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وإنْ كان مازِحًا، وبَيتٌ في أعلى الجنةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ).[١٤]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ).[١٥]
- رُوي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنه قال: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا ولَا مُتَفَحِّشًا، وكانَ يقولُ: إنَّ مِن خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلَاقًا).[١٦]
- سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر شيء يُدخل الناس الجنة، فقال: (تَقْوَى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ).[١٧]
وسائل تحصيل الخلق الحسن
هناك العديد من الوسائل التي تساعد المسلم على تحصيل الخلق الحسن، وفيما يأتي ذكر لبعضها:[٤]
- دعاء الله تعالى بحسن الخلق، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
- معرفة عِظم أجر الخلق الحسن، وما أعده الله -تعالى- لأصحاب هذه الأخلاق من النعيم في الجنة.
- مصاحبة الصالحين، والابتعاد عن صحبة أهل السوء.
- تقبّل النصيحة من الناس.
- تأمّل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتعلم منها، والتفكّر في مواقفه العظيمة.
- تطبيق هذه الأخلاق عمليا، بتمرين النفس على ذلك.
- الابتعاد عن الأخلاق السيّئة، ومجاهدة النفس في ذلك.
فضل حسن الخلق
إن الخلق الحسن من أعلى درجات الإيمان، ومن أعظم القربات إلى الله سبحانه، وأصحابه من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى كل داعية إلى الله أن يتحلى بالخلق الحسن، فهو أحق الناس به، ثم يقوم بدعوة الناس إليه، ومن عظم شأنه أمر الله -تعالى- نبيّه به، وأثنى عليه في القرآن الكريم، فقال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)،[١٨] وحسن الخلق من أعظم ما يرغّب الناس ويقربّهم إلى دين الإسلام والهداية، وهو أمنية كل مؤمن، فبه الفوز وبه النجاة، ومن خلاله يتمكّن صاحبه والداعية إلى الله من التقرب للناس وإرضائهم، فلا ينفرون من الدعوة، لأن من طباعهم محبة صاحب الخلق الحسن، قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)،[١٩] ويكفي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تكفّل لمن حسن خلقه ببيت في أعلى الجنة.[٢٠]
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية: 134.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2150، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 24601، صحيح.
- ^ أ ب خالد بن سعود البليهد، “حسن الخلق”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2019. بتصرّف.
- ↑ “أحاديث نبوية تدعو إلى حسن الخلق”، www.islamweb.net، 18-10-2004، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2019.
- ↑ “الأخلاق في الإسلام رابط المادة: ، www.ar.islamway.net، 25-5-2013، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2019.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2018، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2643، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 2641، صحيح.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 3/357، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
- ↑ رواه الألباني، في الإيمان لأبي عبيد، عن عائشة و أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 28، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 803، إسناده صحيح على شرط مسلم.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أسامة بن شريك، الصفحة أو الرقم: 179، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 1464، حسن.
- ↑ رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 24/333، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3559، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الموارد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1615، حسن.
- ↑ سورة الأعراف، آية: 199.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 159.
- ↑ سعيد القحطاني (14-1-2014)، “فضل حسن الخلق”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-2-2019. بتصرّف.