حديث الرسول عن جهاد النفس
حديث الرسول عن جهاد النفس
لا شكّ بأنّ جهاد النّفس عظيم، يتقدّمُ كلّ أنواع، ومراتب الجهاد، ولا تتحقّق تلك المراتب إلا بجهاد النّفس، وقد جاء في بعض الروايات أنّ هناك حديثاً وردَ عن الرسول، فيما يخصّ جهاد النفس، ونصّه ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنّه قال للصحابة عند رجوعهم من الغزو: ((رجعنا من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر)، قالوا: وهل هناك جهاد أعظم من جهاد الكفار؟ قال: (نعم . جهاد النفس))، وهذا الحديث لا يصحّ عن الرسول عليه الصلاة والسلام،[١]وورد هذا النّص في كتاب الأسرار المرفوعة عن ملا علي قاري، وقيل لا أصل له، أو بأصله موضوع.[٢]
حديث الرسول عن جهاد النفس في خطبة الوداع
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّة الوداع: (ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ)،[٣]وفي شرح الحديث الشريف أنّ جهاد النّفس لا يكون محموداً إلا إذا غلبَ هوى النفس، وجهاد النّفس مقدم على جهاد العدو، وإذا لم يجاهد المسلم نفسه، لتفعل ما أمرها به الله، وتمتنع عمّا نهاها عنه لن يتمكن المسلم من جهاد العدو.[٤]
جهاد النفس
قال ابنُ عثيمين في جهاد النفس، إنّه سابق على جهاد الكفّار، حيث إنّ الإنسان لا يجاهد الكافرين إلا بعد أن يجاهدَ نفسه، حيث إنّ القتال غير مُحبّب، ومكروه للنفس، وبالتالي لن يستطيعَ جهادَهم قبلَ مجاهدة النّفس، وجعلها تحتمل هذا الأمر، حيث قال تعالى: (كُتِبَ عليكم القِتَالُ وهو كُرْهٌ لَكُمْ وعَسَى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أنْ تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)،[٥] وقال ابن القيم عن الجهاد، ومراتبه إنّه أربع مراتبَ تبدأ بجهاد النفس، وتنتهي بجهاد المنافقين، وما بينهما هو جهاد الشياطين، ومن ثمّ جهاد الكفّار، وتحدث عن كيفية جهاد النفس بأنّه يكون بمجاهدتها على تعلّم الهدى، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على مشقة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى،[١] وتكون مجاهدة النّفس على كلّ ما يمكن أن يُلحقَ الضّرر بها، مثل سوء الظّن بالخلق، والخالق، الغيرة، و الحسد، والطمع، وكذلك اتباع الأهواء، والغيبة، والنميمة، وغيرها.[٦]
المراجع
- ^ أ ب “10455: الجهاد الأكبر والأصغر”، www.islamqa.info، 22-3-2001، اطّلع عليه بتاريخ 23-8-2018. بتصرّف.
- ↑ “الموسوعة الحديثية”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-8-2018 . بتصرّف.
- ↑ رواه فضالة بن عبيد، في تخريج صحيح ابن حبان، عن شعيب الأرناؤوط، الصفحة أو الرقم: 4862، إسناده صحيح, وله شاهد صحيح من حديث أنس.
- ↑ “202449: حديث: (الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ)”، www.islamqa.info، 7-12-2013، اطّلع عليه بتاريخ 23-8-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 216.
- ↑ نهى فرج (14-5-2017)، “مجاهدة النفس”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-8-2018. بتصرّف.