معرفة درجة صحة الحديث
صحة الأحاديث
يتداول الناس في وقتنا الحاضر كثيراً من الأحاديث النبوية الشريفة التي لم تثبت صحة روايتها إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وترى كثير من تلك الأحاديث يكون سندها ضعيفاً أو موضوعاً أو منكراً، مما يؤدي إلى انتشار الأحاديث التي لا تثبت والتي قد يؤدي الاحتجاج بها على إثبات مواضيع معينة أو إنكارها سبب فتنة كبيرة بين المسلمين، ولذلك دعت الحاجة والضرورة إلى وجود تخريجٍ لتلك الأحاديث حتى يتبين المسلمون ما صحّ منها وما لم يصحّ.
معنى الحديث الصحيح
الحديث الصحيح حسب تعريف علماء الحديث هو ما اتصل اسناده برواية العدل الضابط من أول السند إلى منتهاه، من غير شذوذٍ أو علة، ومعنى ما اتصل اسناده أي أنّ سنده يكون متصل بسماع كلّ راوي عمن روى الحديث عنه، دون أن يكون هناك انقطاع، والعدل هو الذي توفر فيه صفات معينة تحمله على ملازمة التقوى والعدالة والصدق، والضبط هو الحفظ والاتقان في رواية الحديث بحيث يكون قادراً على روايته عن ظهر قلب كما يقرؤه، ومن غير أن يكون هناك شذوذ أي مخالفة رواية راوي الحديث الثقة لمن هو أوثق منه، والعلة تكون علّة خفية تقدح في صحة الحديث.
معرفة درجة صحة الحديث من الكتب
إنّ أول طريق معرفة درجة صحة الحديث الشريف تكون عن طريق كتب الصحاح، وأشهر هذه الكتب على الإطلاق وأصحها سنداً ورواية صحيح الإمام البخاري والإمام مسلم، وقد كان سبب شهرة صحيح الإمام البخاري ذلك المنهج الذي اعتمده في تصحيح الأحاديث حيث اشترط دون غيره من علماء الحديث شرط الاستماع وهو أن يكون الراوي معاصراً لمن روى عنه، وأن يكون سمع عنه، بمعنى أنّه لم يكتفي بمجرد المعاصرة لقبول الحديث، بل اشترط السماع، وقد عرف كذلك كثير من علماء الحديث الذين عنوا بجمع الأحاديث الصحيحة منهم ابن حبان، وابن خزيمة، والحاكم في المستدرك، ومن العلماء المتأخرين الإمام الألباني الذي برع في تخريج الأحاديث وله مصنفات في ذلك يمكن الرجوع إليها لمعرفة درجة صحة الأحاديث وهي صحيح الجامع، والسلسلة الصحيحة.
معرفة درجة صحة الحديث من مواقع معينة
قد أفاد التطور التكنولوجي كثيراً في معرفة درجة صحة الأحاديث النبوية الشريفة، فالشبكة العنكبوتية تحوي في طياتها صفحات إسلامية أخذت على عاتقها خدمة طلاب العلم والباحثين والعلماء من خلال تيسير الوصول إلى الأحاديث، ومعرفة درجة صحتها، وتمييز الحسن والضعيف من الأحاديث، ومن المواقع التي اشتهرت في ذلك موقع الدرر السنيّة الذي يشرف عليه عدد من العلماء الأجلاء.