معنى الحديث القدسي
الحديث القدسي
إنّ من نِعَم الله سبحانه وتعالى على المسلمين أن بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل عليه المعجزة الخالدة القرآن الكريم، وأوحى إليه بأحاديثَ نسبها إلى نفسه، واستندت إليه سمّيت بالأحاديث القدسية، ويقال لها أيضًا الأحاديث الإلهية؛ وهي كلُّ ما رواه النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ربّه تبارك وتعالى من غير القرآن الكريم والسنة النبوية الشّريفة، وهو لا يُجزِئُ في الصّلاة كالقرآن، ولا يُسمّى بعضه سورة أو آية.
صيغ الحديث القدسي
يُعدّ الحديث القدسي من كلام الله سبحانه وتعالى، ومن رواية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنّه مَن أخبر بها عن الله، بخلاف القرآن الذي يُنسب لله سبحانه وتعالى وحده، وممّا جاء من صِيَغ الحديث القدسي الذي اشتُهر وعُرِف بها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( قال الله …)، أو (يقول ربكم …)، أو (أوحى الله أنّ …) أو ما شابه ذلك من الصِّيَغ التي تُثبت القول لله عزّ وجلّ وتُسنده إليه.
مواضيع وأغراض الأحاديث القدسية
لم يتعرّض الحديث القدسيُّ لبيانِ وتفصيلِ أيّ حُكم فقهيّ أو تشريعٍ تعبّديّ، بل جاء مُركّزًا على بناء نفسٍ إنسانيةٍ قويمةٍ مُهذّبةِ الطّباع، يربّيها على المَقاصد الربّانية والشّرعية والمواعظ الإلهيّة، ويُهذّب أخلاقها، ويَدعو إلى الإحسان، والقيام بفَضائل السّلوك، كما نجده يَحضّ النفس على الإقبال على الطّاعات، والابتِعاد عن المعاصي والذّنوب، ويُرغّبها في الجنّة ونعيمِها ويُخوّفها من النّار وعَذابِها، ويُوجّهها إلى حُبّ الله عزّ وجلّ وطلب مرضاته.
ميزة وفضل الحديث القدسي
جعل الله سبحانه وتعالى الحديث القدسيَّ كلامًا مرفوعًا إليه، وأورد فيه ما نستطيع أن نتّخذه دُستورًا للأخلاقِ وفضائل الأعمال، وشرفه من شرف الوحي، وجعله أيضًا منارةً لظلام القلوب، وهدايةً للحيارى، وكرامةً تحمل صاحبها لحُبِّ الله عزّ وجلّ وذكره، فيغدو في مَعيّته سبحانه، فعن أبي هريرة رضي اله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله عزّ و جلّ يقول: (أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحرّكت بي شفتاه) [صحيح ابن ماجه].
الفرق بين القرآن والحديث الشريف والحديث القدسي
- القرآن الكريم: ميّز الله عزّ و جلّ القرآن، وجعله محفوظًا من التّبديل والتّحريف بلفظٍ مُعجِزٍ مُنزلٍ بواسطة جبريل عليه السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولفظ القرآن ومعناه من عند الله تعالى.
- الحديث الشريف: يُعدّ الحديث النبويّ جُزءًا من وحي الله عزّ وجلّ، ومعناه من عنده سبحانه، إلّا أنّ لفظه من عند النبي صلى اله عليه وسلم صاحب أجلّ الكلام وأحسنه وأكثره بلاغةً بين البَشر أجمعين.
- الحديث القدسي: هو من كلام الله سبحانه وتعالى، ولكن اختلف عُلماءُ الأمّة في مصدره من حيث معناه ولفظه، هل هو من عند الله تعالى بكُليّته أم أنّ معناه ومضمونه من عنده سُبحانه واللفظ من عبارات النّبي صلى الله عليه وسلم، ولكلّ فريق منهما دلائله وبراهينه في ذلك، والله أعلم.