مفهوم الحديث القدسي وأهم سماته

محمد صلى الله عليه وسلّم

بعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم حاملاً رسالته لهداية الناس وإخراجهم من الضلال الذي كانوا يعيشون به، وأيّده بالمُعجزات والدلائل التي تدلّ على صدق نبوته، كما أرشده الله عزّ وجل إلى طريق الإسلام من خلال الوحي سواءً كان عن طريق جبريل عليه السلام أو الرؤيا الصالحة وغيرها.

أنزَلَ عزّ وجل القرآن الكريم والحديث القدسي، كما أنّ أفعال النبي وأقواله وصفاته الخَلقية والخُلقية تُعدّ أيضاً ممّا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم، وقد أصبح لدى بعض المسلمين خلطٌ حول الحديث القدسيّ والفرق بينه وبين القرآن الكريم والحديث الشريف، لذلك سنتحدّث خلال هذا المقال عن الحديث القدسيّ وسماته من أجل إظهار الفرق بينه وبين القرآن الكريم والحديث النبويّ الشريف.

الحديث القدسي

الحديث القدسيّ هو الكلام المنسوب إلى الله تعالى، نسبه سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم إلى ربه عز وجل ، حيث إنّ المعنى من عند الله تعالى ولكن أوحى به إلى سيّدنا محمد، وعلّمه صلى الله عليه وسلّم للمسلمين عن طريق لفظه عليه السلام، ولهذا قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) وقد سمّي بالقدسي لأنه منزّة عن النقص ورمزٌ للطهارة والإجلال والتعظيم، وقد بلغ عدد الأحاديث القدسية حسبما ورد في كتاب المناوي مئتين واثنين وسبعين حديثاً.

اختلَفَ علماء الأمة حول أنّ اللفظ في الحديث القدسيّ من الله تعالى أم من النبي صلى الله عليه وسلّم، ولكن جميع الدلائل تُشير إلى أنّ اللفظ منه صلى الله عليه وسلّم؛ حيث إنّه لو كان اللفظ من الله لكان في منزلة القرآن الكريم، ومصدراً للتشريع ولكن أشار النبي إلى أنّ القرآن الكريم والسنة النبوية هي فقط مصادر التشريع في الإسلام ولا يجوز أخذ التعاليم من غيرهما.

اتّفق العلماء على وجود لفظين للحديث القدسي: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما يروى عن ربّه عزّ وجل)، أو (قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم).

سمات الحديث القدسي

  • لا يُتعبّد بتلاوته، فلا تجوز قراءته في الصلاة ولا التقرّب من الله تعالى عند تلاوته.
  • لا يحتاج إلى طهارةٍ من أجل قراءته، كما يُمكن قراءة الحديث القدسي في كل الأوقات وفي كل الوضعيّات جلوساً أو قياماً ويمكن تناول الطعام والشراب.
  • يجوز نقله بالمعنى فقط وليس المُحافظة على اللفظ والمعنى.
  • لم يُنقل بالتواتر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
  • يخاطب الله تعالى في الحديث القدسي عباده وينصحهم ويرشدهم ويعظهم.