الفرق بين الحديث النبوي و الحديث القدسي

السنة النبوية

لا زالت السنة النبوية تمثل المصدر الذي لا تختلف الآراء على قبوله والالتفاف حوله عند ثبوت النص في صحته وسنده إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ولا زالت سنته الشريفة هي المعين الطيب الذي يستقي منه المسلم فكره، وعقيدته وثقافته؛ حيث إنّ فهم السنة يمثل الأساس الأهم في بناء عقل المسلم وتصحيح مسيرته وإعادة الفقه المعرفي والثقافي والحضاري للأمة.

تعدّ السنّة شارحةً ومفصّلةً للقرآن الكريم والأحاديث القدسية، في هذا المقال سنوضّح تعريف كلٍّ من القرآن الكريم والحديث القدسي ،وأهم الفروقات بينهما، وعناية السلف الصالح بحفظ الحديث القدسي.

مفاهيم

  • القرآن الكريم: هو كلام الله تعالى المنزل على نبيّه لفظاً والمعنى والمتعبّد بتلاوته، والمتحدّي المنقول إلينا بالتواتر (نقل جمع عن جمع) بما تحيل العادة تواطؤهم على الكذب
  • الحديث القدسي: هو الحديث الذي رواه الرسول عن ربه عزّ وجل؛ فالمعنى من الله واللفظ من الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو غير متعبد في التلاوة ولا متحدّى به.

شرح التعريف مفصلاً

  • القرآن الكريم: إن القرآن منقول إلينا متواتراً، رواه جمع عن جمع في كلّ صفة يستحيل تواطؤهم وجمعهم في طبقة تؤمن على الكذب عادةً، وبهذا فلا تسمى القراءة الشاذة قرآناً، وهو لفظ مؤلّف باللغة العربية، ومنزّل على سيّدنا محمد، أي بلفظه ومعناه، فخرج ما نزل على غيره، كالتوارة والإنجيل، وتسميتهم بالقرآن، والقراءة الشاذة لا يثبت لها حكم القرآن؛ لأنها وصلت إلينا بالآحاد، لا بطريق التواتر، أمّا المتعبد بتلاوته، فهو ما شرع الله تلاوته عبادةً لا نثاب عليها، وعلى هذا فما نسخت تلاوته لا يسمّى قرآناً، والمراد بالمتحدّي بأقصر سورة منه، فعجزوا عن ذلك!
  • الحديث القدسي: هو ما يقوله الرسول حاكياً عن الله مع إسناده له عن ربّه؛ فهو كلام الله تعالى حيث يضاف إليه، فنسبته إلى النبي نسبة إخبار؛ لأنّ المخبر به عن ربّه عن طريق السلف.

انتصار السلف للأحاديث القدسية

  • النقل عن العلماء الثقات الذين اصطلحت الأمة على صلاح عقيدتهم وابتعادهم عن الدّخن والزلل.
  • الابتعاد عن التأويلات الفاسدة خاصة في أحاديث الصفات.
  • تجميع أكبر قدر ممكن من الروايات للأحاديث القدسية والتي صحّحها العلماء بلا اختلاف بينهم.
  • حشد أكبر قدر ممكن من أقوال السلوك لشرح الأحاديث.
  • تبسيط المعنى قدر الإمكان بما لا يحلّ بالمعنى أو يهبط مفهوم بالناس.

منهج الصحابة في حفظ القرآن

  • جمعه على أدّق وجوه البحث والتّحري والإتقان.
  • أهمل في هذا الجمع ما نسخت تلاوته من الآيات.
  • إنّ هذا الجمع كان بالأحرف السّبعة التي نزل عليها القرآن الكريم.
  • ترتيب الآيات باتفاق، بخلاف السور فقد اختلف العلماء هل تمّ ترتيبها في هذا العهد أم في عهد عثمان – رضى الله عنه-.
  • اتّفق العلماء أنّ القرآن كتبن=ت منه نسخة واحدة حفظها الخليفة الراشد الصدّيق رضي الله عنه .
  • أجمعت الأمّة على هذا الجمع المبارك للقرآن وتواتر ما فيه.

نماذج أحاديث قدسية وآيات قرآنية

  • عن أبي ذَرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عن اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قال: يا عِبَادِي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلا من هَدَيْتُهُ فاستهدوني أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلا من أَطْعَمْتُهُ فاستطعموني أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلا من كَسَوْتُهُ فاستكسوني أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وأنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جميعًا فاستغفروني أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ما زَادَ ذلك في مُلْكِي شيئا، يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ما نَقَصَ ذلك من مُلْكِي شيئا، يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ما نَقَصَ ذلك مِمَّا عِنْدِي إلا كما يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يا عِبَادِي إنما هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَ “
  • قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَاب وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). سورة غافر الآيات (17-20).

الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم

من حيث القرآن الكريم الحديث القدسي
الإعجاز القرآن الكريم لفظ معجز لفظ غير معجز
الواسطة القرآن منزل بواسطة الوحي الحديث القدسي من دون واسطة؛ فقد كان بالإلهام والرؤيا في المنام
المضاف إليه القرآن مضاف إلى الله ومروي عنه هو ما نقل آحاداً عنه مع إسناده إلى الله فينسب إلى الله، وقد يضاف للنبي لأنه المخبر به من الله
اللفظ هو لفظ منزّل به جبريل على النبيّ، لفظه ومعناه من الله بوحي جلي لفظه من الرسول ومعناه من الله يكون بالإلهام أو المنام
ما شرعه الله فيه هو أشرف الكتب المنزلة بإعجاز لفظه، باقٍ على مر الدهور، محفوظ من التغيير والتبديل، ويحرم مسه للمحدث وتلاوته للجنب ولا يجوز روايته بالمعنى، وكل حرف منه بعشر حسنات، ويمتنع بيعه عند ابن حنبل ويكره عند الشافعي لا ينبني عليه شيء من ذلك فيجوز مسه وتلاوته للحائض والجنب، وتجوز روايته بالمعنى، ولا يعطي قارئه عشر حسنات، ولا يمتنع بيعه ولا يكره باتفاق.
التعبد فيه لا تصح الصلاة إلا بالقرآن وهو متعبد بتلاوته لا يجوز فيه الصلاة ولا يتعبد به كذلك قراءته في الصلاة فهو يبطلها
الصيغة في القرآن الكريم يقال: قال الله تعالى في الحديث القدسي له صيغتان: فيقال له قال رسول الله فيما يرويه عن ربه، وأيضاً: قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ما يبعث بهيبعث بالوحي المتلو يبعث بالوحي المروي عنه
العدد عد سور القرآن مئة وأربع عشرة سورة(114) الأحاديث القدسية أكثر من مئة
أسماؤه الكتاب، الأمر، التنزيل، الفرقان أحاديث إلهية، الحديث الرباني
حكم منكره جاحد القرآن يكفر بخلاف منكر القرآن فجاحد الحديث القدسي فاسق
الطهارة القرآن لا يمس إلا بالطهارة الحديث القدسي يجوز مسه دون طهارة
طرق الإيحاء يقول- صلى الله عليه وسلم- ” ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله معه”ينحصر الإيحاء بالوحي عن طريق جبريل -عليه السلام- لا تنحصر طريقة الإيحاء بالحديث القدسي بالوحي فقط أو بكيفيّة من الكيفيات؛ بل ينزل بالرؤيا في المنام والإلهام والإلقاء بالروع
صفة التحدي القرآن مقصود به التحدي والإعجاز ويشترط فيه التواتر الحديث القدسي ليس مقصوداً به التحدي ولا يشترط فيه التواتر، ويكون عن طريق الآحاد.