مراحل تدوين الحديث
تدوين الحديث
تدوين الحديث ويقصد به كتابة الحديث النبوي الشريف لأسباب متعدّدة، وكان التدوين في عصر الرسول قليلاً جداً، لكن مع الابتعاد عن زمن النبي بدأ التدوين يزداد شيئاً فشيئاً، وقد نهى الرسول عن تدوين الحديث أثناء نزول القرآن لكي لئلا يختلط مع كلام الله، وبعد أن أمن الرسول عدم وجود التباس في القرآن سمح بتدوين الحديث، فكان الصحابة يتناقلون الحديث من خلال السمع، ثم بدأ يدون خوفاً من أن يُنسى، وتعود أسباب التدوين إلى حفظ الدين الإسلامي من التحريف والتبديل.
أسباب تدوين الحديث
- استخراج المعاني واستنباط الأحكام من تعاليمه، ووضع الضوابط التي تمكن المسلم من خلاها الاطمئنان إلى معرفة الحديث المقبول من المردود، والصحيح من الضعيف، والمتصل من المرسل.
- المساهمة في حفظ أصول الدين وسنة محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الدراية والبحث والنقد والتثبت، ومنع أهل البدع والأهواء والإلحاد من وضع الأحاديث وقلب الأسانيد.
- يتم الاقتداء برسول الله من خلاله.
- تنقية وصيانة الأذهان من الخرافات والأساطير التي تفسد العقل.
- معرفة المسلم لقواعد هذا العلم الذي تجنبه خطر الوعيد العظيم.
مراحل تدوين الحديث
مرحلة البدء والتأسيس في عهد الصحابة
بدأت هذه المرحلة بعد وفاة الرسول، وقد انتشر الصحابة في الآفاق لعدم قدرتهم إلى الرجوع إلى الرسول، وبرز الاهتمام بعلم النحو بسبب فساد اللسان العربي، وقد حرص الصحابة على الحذر والتثبت والتحري في نقل الحديث، وبعد مقتل عثمان بن عفان حصلت الفتنة وبأت الفرق الكثيرة تخرج، فقد كانوا يطلبون السند من بعضهم البعض، ويقصد بالسند من هو الصحابي الذي رويَ الحديث عنه أي قائله، فاتسمت هذه المرحلة بـ:
- التثبت في أخذ الأخبار، وكيفية ضبطها، بالانتباه لها، ووعيها، والتدقيق في نقلها للآخرين.
- الاعتدال في الرواية النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من التحذير بالكذب على رسول الله.
- نقد المتن والحذر واليقظة من أهل الفتن والأهواء.
مرحلة البناء والتأصيل والتكامل
يعرف بعصر التابعين وهم اللذين لم يروا الرسول لكنهم آمنوا به، وفيه هذه المرحلة ظهر التثبت من الرواية، ودقق في النقل، بسبب ظهور من يتعمد الكذب والمتعصبون للمذاهب المختلفة، وأبرز ما ظهر في هذه المرحلة الكتابة في الجرح والتعديل، الذي يبحث في أحوال الرواة من حيث القبول والرد، وهذا أدى إلى الاجتهاد في البحث عن الرواة، ونقد الإسناد.
مرحلة النضوج والتدوين
سمّيَ هذا العصر بالعصر الذي لاتسامه بالقوة، والنضوج، والرسوخ، وفي هذه المرحلة دونت الأحاديث، وصنف العلماء علم المصطلح إلى المرسل، العلل، وتاريخ الرجال، والثقات، والضعفاء، والناسخ والمنسوخ.
مرحلة الكتابة والاستكمال
تمت في هذه المرحلة بتدوين الحديث في كتب خاصة، وبدأ الاهتمام في أنواع علم المصطلح المختلفة، وأهم هذه العلوم:
- علم الجرح والتعديل.
- علم رجال الحديث.
- علم مختلف الحديث.
- علم علل الحديث.
- علم غريب الحديث.
- علم ناسخ الحديث ومنسوخه.
مرحلة الجمع والترتيب والتمحيص وما تلاها
اتسمت هذه المرحلة بالضبط والنقد بالرغم من كثرة العلماء، واشتهرت هذه المرحلة بالتأليف لتستفيد من الكتب التي ألفت في المرحلة السابقة، وتلاها كل من المراحل التالية:
- مرحلة الركود والجمود: توقف الاجتهاد في مسائل العلم والابتكار والتصنيف.
- مرحلة البقضة والتنبه: بعد اتصال الغرب بالشرق، ونتيجة الحروب العسكرية والفكرية، تنبهت الأمه الإسلامية لهذه الأخطار، الأمر الذي أدى إلى ابتكار طرق جديدة للتدوين .