أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم” أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ”
رواه الترمذي.
عامة الحفاظ على أن هذا الحديث لا يصح إلا موقوفاً على علي رضي الله عنه ، ولا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا من حديث علي ولا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقال ابن حبان كما في ( المجروحين1/351) وقال : وهذا الحديث ليس من حديث أبي هريرة ، ولا من حديث ابن سيرين ، ولا من حديث أيوب وهشام ، ولا من حديث حماد بن سلمة ، وإنما هو قول علي بن أبي طالب فقط ، وقد رفعه عن علي الحسن بن أبي جعفر الجعفري ”
وقال الدارقطني في العلل (4/33) ، (8/110) ـ : ولا يصح رفعه ، والصحيح عن علي موقوفاً .
وقال البيهقي ـ ( الشعب5/260) ـ : والمحفوظ موقوف .
وهو رأي الذهبي كما في ( الميزان 3/350) .
وقد جاء هذا الأثر من طرق متعددة عن علي موقوفاً عليه ، ومنها :
ما أخرجه مسدد ـ كما في ( المطالب العالية 12/64ح2735) قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي إسحاق ، عن هبيرة عن علي رضي الله عنه، قال .. وذكره .
ومنها : ما أخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف7/260ح35876) ، والبخاري في (الأدب1/447ح1321) عن مروان بن معاوية ، عن أبي جابر محمد بن عبيد سنان ، قال قال علي لابن الكواء : ( تدري ما قال الأول : أحبب حبيبك ….) ثم ذكره .
وقد جاء هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم
أولاً : من حديث أبي هريرة ، ـ كما عند الطبراني في ( الأوسط3/357ح3395، وفي 6/200ح6185) ـ من طريق عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً .
وقد تفرد عن أبي الزناد هنا عباد بن كثير ، وهو متروك ؛ ولذا قال الطبراني في ( الموضع السابق ) : لم يرو هذين الحديثين عن أبي الزناد إلا عباد بن كثير تفرد بهما .
من حديث ابن عمر رضي الله عنهماأخرجه الطبراني في (الأوسط 5 / 213 ح5119 ) من طريق عباد العوام ، عن جميل بن زيد ، عن ابن عمر ** مرفوعاً .
قال الهيثمي في ( المجمع1/88) : فيه جميل بن زيد وهو ضعيف .
ثالثاً : من حديث عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما .
أخرجه الطبراني في ( الأوسط5/213ح5120) من طريق محمد بن كثير الفهري ، حدثنا ابن لهيعة عن أبي نهشل ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعاً .
قال الهيثمي في ( المجمع1/88) : وفيه محمد بن كثير النهري وهو ضعيف.
وقال ابن حجر في ( الكافي الشاف3/283) : وهذا إسناد واهٍ جداً .
قلت : مهما قيل في هذا الحديث من صحة وضعف ولكن معناه صحيح في الواقع قال الشاعر:
إحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة
أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا ” الْحَدِيثَ . رَوَاهُ سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، وَهِشَامٌ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَسُوَيْدٌ هَذَا يَضَعُ عَلَى الأَسَانِيدِ الصِّحَاحِ الْمُتُونَ الْوَاهِيَةَ . وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ . وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَلِيٍّ وَهُوَ خَطَأٌ ، وَالْحَسَنُ هَذَا مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَسَرَقَهُ مِنْهُ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحٍ ، فَرَوَاهُ بِإِسْنَادِ غَيْرِ هَذَيْنِ ، رَوَاهُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ . وَعَبْدُ السَّلامِ هَذَا كَذَّابٌ .