طرق قراءة القرآن

قراءة القرآن

لا بُدَّ لآيات القرآن الكريم من أن تُقرأ مُرتَّلةً مُجوَّدة، كما أُنزلت دون حذفٍ أو إضافة، مع مراعاة أحكام الوقف والابتداء، وعلى القارئ أن يُلمَّ بقدر ما يستطيع من علوم القرآن؛ فهو من أجلِّ العلوم وأرقاها، ولمّا كانت الأحكام الشرعية والأوامر والنواهي القرآنية لا تُفهم حقَّ الفهم إلّا بالقراءة السليمة المُرتّلة، فإنَّ هناك ثلاث طُرقٍ لقراءة القرآن الكريم، ويُقصد بالطرق كيفيّة القراءة من حيث السرعة والبطء، لا من حيث تغيير الكيفيات، فعن علي بن مالك أنَّه سأل أمّ سلمة -رضي الله عنها- عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم – فوصفتها أنها قراءة مفسّرة حرفاً حرفاً.

طرق قراءة القرآن

التّحقيق

  • التحقيق في اللُّغة هو المبالغة فى الإتيان بالشيء على حقه، دون زيادة فيه أو نقصان، وهدفه بلوغ حقيقة الشيء والوقوف على ماهيته.
  • التحقيق اصطلاحاً: هو قراءة القرآن الكريم بطمأنينة، بهدف التعلّم، مع مراعاة تدبّر المعاني والأحكام، والتحقيق وهو مذهب حمزة، وكلّ من روي عنه مدّ المنفصل إلى حد الإشباع، بحيث يعطى كلّ حرفٍ حقّه من إشباع المد، وتحقيق الهمز، والتحقيق أشدّ المراتب طمأنينةً، وهو المرتبة المُستحسنة في مقام التعليم، ولكن لا بُدّ من الانتباه من البطء الشديد الذي فيه شيءٌ من التمطيط والإفراط في إشباع الحركات؛ حتى لا يتولّد حرفٌ من حركة كأن تُصبح الضمة واواً.

التّدوير

  • التدوير لغةً هو التوسُّط.
  • التدوير في الإصطلاح سُمّي بذلك لأنَّ القراءة تدور به بين التّحقيق والحدر، أي إنَّها تتوسّطهما، وهي القراءة بحالة متوسطة بين التؤودة والإسراع مع مراعاة الأحكام.

الحدر

  • الحدر لغةً: هو الهبوط، والسرعة.
  • اصطلاحاً: هو إدراج القراءة، والإسراع بها مع مراعاة عدم بترِ الحروف، وذهابِ الغنن، وهي مذهب ابن كثير، وأبي عمرو، وأبي جعفر، ويعقوب، وكلّ من روي عنه قصر المنفصل، ومرتبة الحدر لاتناسب إلاّ القارىء الماهر المُتقن، ويُخشى من مرتبة الحدر أن يدمج القارىء الحروف أي يدخلها ببعضها البعض فيختلّ المعنى.

ترتيل القرآن

المراتب الثلاثة جائزةٌ عند كلِّ الأئمة، فيمكن لمن يمدّ إلى درجة الإشباع أن يقرأ بمرتبة الحدر أو التدوير، إلّا أنَّ أعظم المراتب هي مرتبة التحقيق، ثم تليها مرتبة التدوير، ثم مرتبة الحدر، أمّا الترتيل فهو صفةٌ للقراءة وليس كيفيّةً أو طريقة؛ فهو يشمل التحقيق والحدر والتدوير، ولقد سكت الإمام ابن الجزري في منظومته الطيبة عن مرتبة الترتيل، إلّا أنّه ذكرها في كتابه النّشر في القراءات العشر؛ حيث بيّن أنَّ الترتيل مصدر من رتّل، ونقول رتّل فلانٌ كلامه أي أتبعَ بعضَه بعضاً بتفهّمٍ ومن غيرعجلةٍ.

لا بُدَّ من التنبيه على أنَّ الحركات الثلاث المعروفة في اللغة العربية تمتلك زمناً مُعيّناً للفظها، فإن زاد هذا الزمن تولّدت من الفتحة ألف، والضمّة إن زاد زمن لفظها تولّدت منها واو، والكسرة لها زمن معين إن زاد تولّدت منها الياء.