كيف تحفظ سورة البقرة
سورة البقرة
سورة البقرة هي سورة مدنية أي أنّها نزلت على رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة ويبلغ عدد آياتها 286 آية، وهي تعد من أطول سور القرآن الكريم، فالإقبال على حفظها ليس بالأمر السهل، ولكن إن وضع الشخص خطة جيدة لحفظها سيتمكن من ذلك بإذن الله تعالى، ولمن قال في نفسه لم يعد لدي القدرة على الحفظ وأني تعديت الأربعين أو الخمسين أو الستين، فنذكره بأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم نزل عليه الوحي وهو في الأربعين من عمره، كما أنّ غالبية الصحابة رضوان الله عليهم حفظوا القرآن الكريم بعد بلوغهم سن الأربعين، فالأمر يحتاج إلى همة عالية، على أن تكون النية خالصة لوجه تعالى، وغاية الإنسان من ذلك أن يكون من أهل القرآن ليشفع له يوم القيامة، وليعمل به ويطبق أحكامه في الدنيا وفق إرادة الله عزّ وجلّ.
كيف نحفظ سورة البقرة
الحفظ مع التكرار والتدبر؛ هذه الطريقة مجرّبة في حفظ القرآن الكريم كاملاً المكوّن من 114 سورة، فما بالكم بسورة البقرة التي هي سورة واحدة فقط، وهي مكوّنة من 48 صفحة، فإن حفظ الإنسان كل يوم صفحة واحدة يستطيع أن يحفظ سورة البقرة خلال شهرين أو أقل، ولكن لا بدّ بداية وحتى ينجح الأمر أن يحدد الانسان وقت معين للحفظ، كما لا بدّ له من توفير مكان وجو وبيئة مناسبة لحفظ السورة، بحيث يكون المكان بعيد عن الناس والهاتف وقواطع الحياة. والآن دعونا نتعرف على آلية الحفظ، وهي مكونة من عدّة نقاط كالتالي:
- ابدأ بقراءة آية واحدة، محاولاً فهم معنى الآية، ومتدبراً لمعناها، ولا مانع إن صعب عليك الأمر أن تلجأ إلى تفسير الكلمات، ذلك أن الحفظ مع الفهم أمكن وأمتن من الحفظ دون الفهم.
- اقرا الآية ذاتها عشرين مرة، مع مراعاة مسألة هامة، وهي أنك وفي نهاية الآية تضع عينيك على أول كلمة من الآية التي تليها، وذلك يساعد ويمتّن عملية الربط بين الآيتين.
- تستمر على هذا المنوال حتى نهاية الصفحة، وفي آخر الصفحة تحاول حفظ الكلمة الأولى من الصفحة التي تليها، للمحافظة على عملية الربط التي ذكرناها آنفاً.
- بعد حفظ الصفحة تحاول سماع الآيات التي حفظتها من أحد المقرئين، ويُفضّل أن لا يكون من القراء الذين يقرأون بشكل سريع، أنصح بالاستماع للشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ثم بعدها حاول في هذا اليوم أن تراجعها بينك وبين نفسك، وراجعها كذلك اثناء أداء الصلاة.
- حاول أن تترك يوم لمراجعة الصفحات التي حفظتها، وأنصح بأن يكون يوم الجمعة، بحيث يشْغل الشخص نفسه طيلة الأسبوع بحفظ الصفحات، ولكنه يأتي في يوم الجمعة ويراجع جميع ما حفظه وهذا حتى يثبت ما حفظه ولا ينساه.