بحث عن فضل سورة الفاتحة
سورة الفاتحة
سورة الفاتحة سورةٌ مكيّة، وكان نزولها بالترتيب بعد سورة المدثر، وهي السورة الأولى ترتيباً في المصحف، أمّا عدد آياتها فسبعٌ مع البسملة، وتعد سورة الفاتحة من المثاني، وبدأت بأسلوب المدح والثناء، قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).[١][٢]
فضل سورة الفاتحة
وردت العديد من الفضائل والمميزات لسورة الفاتحة، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:[٣][٤]
- أفضل وأعظم سورةٍ وردت في القرآن الكريم، وذلك مصداقاً لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ)،[٥] كما لم يرد أفضل منها في الكتب السماوية، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها).[٦]
- لسورة الفاتحة ميزةٌ مهمةٌ؛ إذ إنّها تشتمل على معاني القرآن بشكلٍ عامٍ فيما يتعلق بالتوحيد والأحكام وأحكام الجزاء، ولذلك سُميّت بأمّ القرآن وأمّ الكتاب كما ورد عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم-، وفي العادة يقال إنّ للشيء أُمّاً إن كان له مرجعاً يرجع إليه، وعلامةً تُقصد ويُتّجه إليها، ولذلك فقد أوجب الله قراءتها في الصلاة.[٧]
- فرض الله على كلّ مسلمٍ قراءة سورة الفاتحة في كلّ ركعةٍ يؤدّيها، وجُعلت ركناً من أركان الصلاة لا تُقبل الصلاة إلّا بها، يكرّرها العبد على الأقل سبعة عشرة مرة كل يومٍ، وذلك مصداقاً لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ)،[٨] وقال رسول الله: (كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صَلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خداجٌ)،[٩] ويُقصد بلفظ خِداج الفساد.
- قراءة سورة الفاتحة في الصلاة تتحقّق فيها المناجاة بين العبد وربه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الحديث القدسي: (قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ).[١٠]
- فإذا قال العبد: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[١١] قال الله: “حمدني عبدي”، وحين يقول العبد: (الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)،[١٢] يأتيه الجواب من الله: أن “أثنى عليّ عبدي”، وأثنى: أي كرّر الحمد مرةً ثانيةً، فالحمد وصفٌ بالكمال والإفضال، مع المحبة والتعظيم، وبقول: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)،[١٣] يقول الله: “مجّدني عبدي”، ممّا يدل على العظمة والملك، وحين يقرأ العبد: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،[١٤] يقول الله تعالى: “هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل”، وكان لا بدّ للعبد من الاستعانة ليتقوّى بها على العبادة المطلوبة منه لله تعالى، ولذلك قُدّمت الاستعانة على العبادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العبادة لا يمكن أن تكون من العبد إلّا لله وحده، أمّا الاستعانة فيمكن أن يطلبها العبد من العبد، وإذا قال العبد: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)،[١٥] قال الله تعالى: “هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”، وعلى المصلّي أن يستحضر المعاني السابقة؛ ليحقّق الصلة بينه وبين ربه.
- سورة الفاتحة رقيةٌ للمريض، وفيها شفاءٌ للناس، ودليل ذلك إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- لجماعةٍ من الصحابة الرقية بالفاتحة، إلّا أنّ الرقية بها لا تنفع إلّا بتحقّق عددٍ من الشروط الواجب أخذها بعين الاعتبار، ودليل ما سبق ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ نَاساً مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَوْا علَى حَيٍّ مِن أحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ، إذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقالوا: هلْ معكُمْ مِن دَوَاءٍ أوْ رَاقٍ؟ فَقالوا: إنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، ولَا نَفْعَلُ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً، فَجَعَلُوا لهمْ قَطِيعاً مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بأُمِّ القُرْآنِ، ويَجْمَعُ بُزَاقَهُ ويَتْفِلُ، فَبَرَأَ فأتَوْا بالشَّاءِ، فَقالوا: لا نَأْخُذُهُ حتَّى نَسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وقالَ: وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ).[١٦]
- تشتمل سورة الفاتحة على أفضل الدعاء؛ بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، كما أنّها تشتمل على آداب الدعاء؛ بالحمد أولاً، ثمّ الثناء، ثمّ التمجيد، وإفراد العبودية لله، والاستعانة به دون سواه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ).[١٧]
أسماء سورة الفاتحة
أُطلق على سورة الفاتحة العديد من الأسماء، وفيما يأتي بيان بعض تلك الأسماء:[٣][٤][١٨]
- الفاتحة؛ وهي مؤنثٌ لفاتح، وسُمّيت بذلك لأنّ الله -تعالى- افتتح بها كتابه العظيم.
- أم القرآن أو أم الكتاب؛ وقد جاءت هذه التسمية من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ إنّ الفاتحة الأصل لما ورد في القرآن الكريم من قضايا رغم قلّة عدد آياتها وقصرها؛ فاشتملت توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات لله تعالى، إضافةً إلى العقائد والرسالات والنبوّات وغيرها من المقاصد.
- الحمد؛ وهو ما ابتدأت به السورة.
- السبع المثاني؛ وهو الاسم الذي أطلقه عليها الله -تعالى- بقوله في سورة الحجر: (وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ)،[١٩] ويُقصد بالمثاني أنّ العبد يُثني فيها على الله بما أمر، وقد يكون المقصود أنّها تُعاد في كلّ ركعةٍ في كلّ صلاةٍ.
- الشافية؛ إذ قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ).[٢٠]
- الكافية؛ وسميت بذلك لأنّ الصلاة لا تتمّ إلّا بها ولا تتم بقراءة غيرها من السور.
- الصلاة؛ لأنّ الصلاة لا تتم إلّا بها.
- الأساس؛ كما قال ابن عباس: “أساس الكتب القرآن، وأساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم”.
- الشكر.
- الدعاء.
- الكنز.
- أم المحامد.
دروسٌ تربويةٌ من سورة الفاتحة
إن لسورة الفاتحة مجموعةً من الدروس التربوية، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:[٢١]
- يستحبّ التأمين فور الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة أو سماعها، أي قول: “آمين”، ودليل ذلك قول الرسول- صلّى الله عليه وسلّم-: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا فرَغ مِن قراءةِ أُمِّ القُرآنِ رفَع صوتَه وقال: آمينَ)،[٢٢] كما يستحبّ ذلك للمصلي سواءً كان منفرداً أو في جماعةٍ، إماماً أو مأموماً، ودليل ذلك ما ثبت عن الإمام مسلم في صحيحه عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تُبَادِرُوا الإمَامَ إذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وإذَا قالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولوا: آمِينَ).[٢٣]
- قسّم ابن القيم- رحمه الله- سورة الفاتحة إلى ثلاثة أقسام؛ فأولها رحمةٌ، وأوسطها هدايةٌ، وآخرها نعمةٌ، وتتمثل الرحمة بالعقيدة الصافية ومعرفة الله تعالى، أمّا الهداية فتكون بالعبادة المذكورة في وسط السورة، واتّباع المنهج السليم والسير على الطريق المستقيم والقيام بأوامر الله من النعم التي أنعم بها الله على عباده.
- تدلّ سورة الفاتحة على أنّ الأصل في التربية الإسلامية أن تكون بصورةٍ جماعيةٍ، وذلك ما دلّ عليه استخدام ضمير الجمع في أكثر من موضعٍ من السورة.
- بيّن الله -تعالى- أن القرآن الكريم أساس الهداية وعمودها، وذلك في بيان العلاقة والرابط في نهاية سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة، إذ ورد طلب الهداية في آخر الفاتحة، وبدأت سورة البقرة في بيان أنّ القرآن هو طريق الهداية، إذ قال: (الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).[٢٤]
لطائف من سورة الفاتحة
نبّهت سورة الفاتحة إلى عددٍ من اللطائف والعِبر، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:[٣][٢٥]
- يُفرّق بين لفظي الله والإله؛ فاسم الله مخصوصٌ به وحده سبحانه، فهو اسمٌ للذات القدسية العليا، ولا يتّصف بها إلّا المستحق للعبادة بحقٍّ، أمّا الإله فلفظٌ يُطلق على من يُعبد على حقٍ أو على باطلٍ.
- لفت النظر إلى أهم عملين من أعمال القلوب؛ وهي: الإخلاص والتوكل.
- بيان أهمية الصحبة الصالحة والقدوة للمسلم، قال تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).[٢٦]
- التنويه إلى ضرورة وحدة الأمة واجتماعها على كلمة الحق.
- ذكر حاجة المسلم إلى الهداية بجميع أنواعها؛ هداية الإرشاد والتوفيق والتثبيت.
- ضرورة الحرص على الأدب في الكلام مع الله -سبحانه-، فعلى العبد أن ينسب النعمة والفضل إلى الله -تعالى-.
المعنى العام لآيات سورة الفاتحة
بدأ الله -تعالى- سورة الفاتحة بالبسملة؛ ليرشد العباد إلى أهمية بدء أعمالهم بها، وطلب العون منه سبحانه، وبيّنت أنّ كمال الإيمان يتحقّق بعبادة الله وحده وعدم الإشراك به، وفيما يأتي شرحٌ وتوضيحٌ لمعاني آيات سورة الفاتحة:[٢٧]
- قال تعالى: (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)[٢٨] يُقصد بالبسملة طلب البركة والمعونة من الله -عزّ وجلّ- وحده، فحرف الباء يفيد الحصر، أي أنّ لا استعانة إلّا بالله.[٢٩]
- قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٣٠] والحمد هو الثناء بجميل محاسن المحمود، مع الرضى القلبيّ والمحبة، فالشكر لا يكون إلّا على النعم أمّا الحمد فيكون على النعم وغيرها، مثل الحمد على الابتلاءات والمصائب والأمراض،[٣١] والرب صفةٌ مشبهةٌ للموصوف، فالله هو المربي، والمالك، والخالق، ومصلح الأشياء، ومتمّمها، والمنعم على عباده، وهو السيد المعبود المُطاع،[٣٢] والعالمين اسمٌ يدلّ على كلّ ما سوى الله تعالى، بدليل قوله تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ*قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ).[٣٣][٣٤]
- قال تعالى: (الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)،[٣٥] وهما صفتان مشتقّتان من الرحمة، فالرحمن صفةٌ على وزن فَعْلَانْ، وهي صيغة مبالغة، أي أنّ الله -تعالى- عظيم الرحمة، أمّا الرحيم فعلى وزن فعيل، وتستعمل للصفات الدائمة، أي أنّ الله -تعالى- عظيمٌ في رحمته الدائمة على الناس.[٣٦]
- قال تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)،[٣٧] أي أنّ الله -سبحانه- الصاحب المتصرف بيوم الجزاء والحساب، وهو وحده المتفرّد بالملك فلا أحد يملك شيئاً.[٣٨]
- قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،[٣٩]فالعبادة محصورةٌ ومقصورةٌ لله، ويُقصد بها كلّ ما يحبّه الله من الافعال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي فعل العابد بتذلّلٍ وخضوعٍ وامتثالٍ للأوامر والنواهي، مع تعظيم المعبود ومحبته، ولا تصحّ إلّا لله -عزّ وجلّ-، والعبادة مقترنة ومجتمعة مع الاستعانة بالله فقط، لأنّ تيسير الأمور بيده، والاستعانة تفويض وتوكيل الأمور له.[٤٠]
- قال تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)،[٤١] طلب المؤمن من ربه أن يدلّه على الطريق الموصل إليه، وبذلك تتحقّق الهداية التي تعدّ الثمرة الناتجة عن الاعتقاد الصحيح، ممّا يؤدي إلى السعادة في الدنيا والآخرة.[٢٥]
- قال تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)،[٤٢] بيّن الله -تعالى- العباد الذين أنعم عليهم؛ وهم أهل الصراط المستقيم مَن علموا الحق وعملوا به، وورد ذكرهم في موضعٍ آخرٍ في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا)،[٤٣] فالرسل والأنبياء في الطبقة الأولى للمُنعم عليهم، والصديقون في الطبقة الثانية، وهم الذين بلغوا في الصدق مع الله ومع العباد درجاتٍ عاليةٍ، ثمّ الشهداء من العلماء والمقاتلين في سبيل الله في الطبقة التالية، ثمّ الصالحون في ظاهرهم وباطنهم، فالعبد يسأل الله أن يكون من المنعم عليهم، وليس ممّن غضب عليهم الذين علموا الطريق الصحيح لكنّهم خالفوه، ولا من الضالين الذين يعبدون الله على جهلٍ وتخبّطٍ.[٤٤]
مراجع
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 2.
- ↑ “تعريف سورة الفاتحة”، www.e-quran.com. اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019 بتصرّف.
- ^ أ ب ت عادل محمد خليل (2017)، أول مرة أتدبر القرآن (الطبعة الثالثة)، الكويت: شركة اس بي حلول اعلامية متكاملة، صفحة 21-25، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد العثيميين (1434)، تفسير سورة الفاتحة (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة الشيخ محمد العثيمين الخيرية، صفحة 16-11، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد بن المعلى، الصفحة أو الرقم: 4474، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 8682، إسناده صحيح.
- ↑ “مناسبة افتتاح القرآن بسورة الفاتحة”، www.dorar.net. اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1788، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 395، صحيح.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 2.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 3.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 4.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 5.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 6-7.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 5736، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن فضالة بن عبيد، الصفحة أو الرقم: 3477، حسن صحيح.
- ↑ الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن رجب (جمادى الثانية 1427)، تفسير الفاتحة (الطبعة الاولى)، المملكة العربية السعودية: دار المحدث للنشر والتوزيع، صفحة 30-34، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية: 87.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2276، صحيح.
- ↑ د. عبد الحي حسين الفرماوي، تفسير سورة الفاتحة، صفحة 16-20. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1806، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 415، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 1-2.
- ^ أ ب عبد الرحمن بن محمد القماش، الحاوي في تفسير القرآن الكريم (الطبعة الاولى)، موقع دار الإيمان: موقع دار الإيمان، صفحة 253-254، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 7.
- ↑ (26-5-2019)، “المختصر في تفسير القرآن الكريم – (1) سورة الفاتحة مقاصد وفوائد”، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 1.
- ↑ محمد حباش (2017-2-16)، “تفسير سورة الفاتحة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-13. بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة ، آية: 2.
- ↑ ابي الفرج بن رجب (1427)، تفسير الفاتحة (الطبعة الاولى)، السعودية: دار المحدث، صفحة 60-64، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ وحيد عبد السلام بالي (2018-1-3)، “معنى اسم الرب”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-13. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 23-24.
- ↑ فتاوى (2002-1-26)، “معنى كلمة (العالمين)”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-13. بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 3.
- ↑ محمد علي الصابوني (1417 هـ – 1997 م)، صفوة التفاسير (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 19، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 4.
- ↑ محمد حباش (16-2-2017 )، “تفسير سورة الفاتحة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 5.
- ↑ محمد بن عثيمين (1434)، تفسير سورة الفاتحة (الطبعة الثانية)، الرياض السعودية: مؤسسة الشيخ محمد بن العثيمين، صفحة 58-68، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 6.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 7.
- ↑ سورة النساء، آية: 69.
- ↑ محمد بن عثيمين (1434ه)، تفسير سورة الفاتحة (الطبعة الثانية)، الرياض – السعودية: مؤسسة الشيخ محمد بن عثيمين ، صفحة 95-119، جزء 1. بتصرّف.