شرح الآية 40 من سورة التوبة
شرح الآية (40) من سورة التوبة
جاء في محكم التنزيل في سورة التوبة قوله تعالى: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).[١]وقد تكلم الإمام الطبري في تفسيره عن موضوع الآية الكريمة والدروس المستفادة منها حيث نصر الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام على أعدائه في أوقات الشدة والضعف وقلة العدد، فكيف يتخلى عنه في وقت كثرت فيه أعداد المسلمين وقويت شوكتهم، فالله عز وجل يعلم أصحاب النبي الكريم بوجوب نصرة نبيهم على أعداء الدين وإلا تكفل بنصرته سبحانه كما نصره من قبل حينما خرج من بيته هرباً من كفار قريش الذين أرادوا قتله، وقد أخرجه الذين كفروا: أي قاموا بإخراجه من داره عنوة، وثاني اثنين: أي كان عليه الصلاة والسلام أحد الإثنين فقد كان رفيقه في السفر أبو بكر الصديق رضي الله عنه، والغار هو النقب الذي يكون في الجبل وقد كان اسمه غار ثور، وإذ يقول لصاحبه: أي يقول النبي لصحابه أبي بكر لا تحزن فالله ناصرنا ومؤيدنا على الكفار، وقد قالها النبي بعد أن رأى خوف أبي بكر من أن يراهم الكفار، وقد أنزل الله سكينته على رسوله: أي طمأنينته، وأيده بجنود لم تروها: أي جنود من الملائكة، وقد جعل الله كلمة الذين كفروا السفلى: أي جعل كلمة الشرك مغلوبة مقهورة، واعتبرت سفلى لأنها دون كلمة الله الغالبة وهي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، والله عز وجل عزيز حكيم: أي لا يغلبه أو يقهره أحد، وهو حكيم في تدبير شؤون خلقه، وتصريف أمورهم وفق مشيئته سبحانه.[٢]
كيف كان الصحابة ينصرون نبيهم
من صور نصرة الصحابة لنبيهم ودفاعهم عنه موقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم أن رأى عقبة بن أبي معيط وهو أحد صناديد الكفر يقترب من النبي عليه الصلاة والسلام فيخلع ثوبه حتى يخنقه به، فيقوم الصديق بدفع الكافر عن رسول الله دفعاً شديداً وهو يقول: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ).[٣][٤]
كيف ننصر نبينا عليه الصلاة والسلام
تكون نصرة النبي عليه الصلاة والسلام من خلال عدة أمور منها اتباع سنته وهديه في القول والعمل، وتقديم محبته على كل شيء، والإكثار من الصلاة عليه، وبذل الجهد في الرد على الشبهات التي تثار حوله، ونشر سيرته بين الناس، والحرص على تربية الأبناء على محبته.[٥]
المراجع
- ↑ سورة التوبة ، آية: 40.
- ↑ الإمام أبو جعفر الطبري، “تفسير سورة التوبة الآية (40)”، المصحف الإلكتروني لجامعة الإمام سعود ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-24. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر ، آية: 28.
- ↑ عبد الكريم محمد النملة (2012-9-26)، “صور من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم “، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-24. بتصرّف.
- ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق (2015-6-21)، “كيف ننصر نبينا صلى الله عليه وسلم “، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-24. بتصرّف.