سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم
سورة الحجرات
أنزل اللهُ سبحانه وتعالى القرآنَ الكريم على نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-؛ لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ويحتوي القرآن الكريم على 114 سورةً، فمنها ما هو مدنيّ، ومنها ما هو مكيّ، وفي هذا المقال سوف نتناولُ الحديثَ عن سورة الحجرات، وسبب تسميتها بهذا الاسم.
سورة الحجراتِ إحدى سور القرآن المدنيّة، أيْ أنّها نزلت في المدينة المنوّرة، عدد آياتها ثماني عشرة سورة، وتأخذُ الترتيب التّاسع والأربعين من بين سور القرآن الكريم، وتعالجُ سورةُ الحجرات بعضَ مظاهر التأدّب مع رسول الله محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-، بعدم مناداته باسمه (محمد)، وعدم رفع الصوت فوق صوته، والامتثال لأوامره، واحترام بيوت أمّهات المؤمنين الطاهرات، كما حذرت السورة من نار جهنم والعواقب الكبيرة للذين لم يلتزموا بالتأدّب مع النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-.
سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم
سمّيت سورةُ الحجرات بهذا الاسم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى ذكر فيها حرمة بيوت النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-، وهي الحجرات التي كانت تسكنها أمّهات المؤمنين -رضوان الله عليهنّ-، وفي السّورةِ ذكرٌ لسبب تسمية السّورة بهذا الاسم.
أسباب نزول سورة الحجرات
*الآية رقم (1): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، كان سببُ نزولِها أنّه قدم ركْبٌ من بني تميم على رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم- فقال أبو بكر: أمرَ القعقاع بن معبد، وقال عمر: أمر الأقرع بن حابس، ثمّ قال أبو بكر الصّديق: ما أردت إلا خلافي، وقال عمر: ما أردت خلافك، ومن ثم تماريا حتى ارتفعت أصواتهما أمام الرسول -عليْه الصلّاة والسلام-، فنزلت هذه الآية.
*الآية رقم (2): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ)، نزلتْ هذه الآية في ثابت بن قيس بن شماس؛ حيث إنه كان جهورَ الصّوت وفي أذنه وقر، وكان إذا تكلّم مع أحد يجهر بصوته، وربما كان النبيُّ يتأذّى من صوته إذا تكلّم، وعندما نزلت هذه الآية لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ، جلس ثابت بن شماس في الطريق يبكي، فمرّ به عاصم بن عدي وسأله عن سبب بكائه وقال: أخافُ أن تكونَ نزلتْ فيَّ فيحبط عملي وأكون من أهل النار، فذكر ذلك لرسول الله: هو من أهل الجنة (رواه مسلم).