صفات الله تعالى في سورة الإخلاص

صفات الله عز وجل

تختلف صفات الله تعالى عن أسمائه، حيث إن الصفات أشمل وأوسع من الأسماء، كما أن كل اسم من أسماء الله عز وجل يدل على صفة من صفاته، ومن الواجب على كل مسلم مكلف أن يعرف صفات الله، ومعانيها، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم إمّا لفظاً، أو معنى، وهذه الصفات تتصف بأنها أزلية، وأبدية، فلا تشبه صفات البشر أو المخلوقات الأخرى، وهي: القدرة، والإرادة، والعلم، والبصر، والسمع، والحياة، والكلام، وتنزيهه عن المشابهة، والوجود، والوحدانية، والأزلية، والبقاء، وقيامه بنفسه.

صفات الله تعالى في سورة الإخلاص

الله أحد

الأحد تعني الذي لامثيل له، ولا شريك، ولا ندّ له، وأن الله أحد؛ أي متوحّد بعظمته وجلالته، وليس له مثيل، حيث إنه متفرد بالعظمة والجلال، فهو أحد في صفاته ليس كمثله شيء، وأحد في وجوده، وأحد في ذاته، وأحد في ربوبيته، وفي هذه الآية يخاطب الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام بأن يصفه بأكمل الصفات، وأبلغ العبارات.

الصمد

فسر ابن عباس بأن الصمد الذي لا جوف له، وقال الشعبي بأن الصمد هو الذي لا يأكل ولا يشرب، أما قتادة فقال هو الباقي بعد فناء خلقه، أما التفسير الجامع لصفة الصمد هو الكامل في صفاته والتي افتقرت إليها جميع المخلوقات، حيث إنها تصمد إليه في قضاء مهماتها وحوائجها؛ أي تلجأ إليه، وتستجير به، وتتوكل عليه، وتستعين به، وتقصده بالدعاء والعبادة، فالله اكتمل في عظمته، وقوّته، وحكمه، وجبروته، وهو الكامل في علمه، فلا يعلم الغيب أحد سواه، وهو الكامل في القدرة، فإذا قال للشيء كن فإنه يكون، وكامل في عزته، وحلمه، مما يعني أنه مستغنٍ عن جميع مخلوقاته التي خلقها، وهذه الصفة لا تخص أحداً سواه، فليس له كفؤ، وليس كمثله شيء.

لم يلد ولم يُولد

أي أنه عزّ وجل لم يتفرع عنه شي، ولم يتفرع هو عن شيء، ولأنه كذلك فإنه لا مثيل له، فالولد يكون مشتقاً من والده وجزء منه، والولد يكون إمّا لحاجة بقاء النسل، أو للحاجة إليه لمعاونة أبويه على مشاق الدنيا، والله عزّ وجل مستغنٍ عن ذلك، فلم يلد لأنه لا مثيل له، كما أنه مستغنٍ عن الجميع، ونزلت هذه الآية ترد على المشركين الذين جعلوا الملائكة التي تعبد الله إناثاً، وادّعوا بأنها بنات الله، كما ترد على اليهود الذين قالوا بأن عزيز ابن الله، وترد على النصارى أيضاً، والذين قالوا بأنّ المسيح ابن الله، فكذبهم الله بقوله: ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) [الإخلاص: 3].

لم يكن له كفواً أحد

المقصود بقوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد) [الإخلاص: 4] أي أنه لا يوجد أحد مساوٍ لله عزّ وجل في جميع صفاته، وأفعاله، وأسمائه.