ما الفرق بين معجزات الرسل ومعجزة القرآن الكريم
الفرق بين معجزات الرسل ومعجزة القرآن الكريم
اختار الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد عليه السلام ليكون آخر المرسلين والأنبياء، وقد أكرمه بأن أنزل عليه القرآن الكريم ليكون بذلك المعجزة الوحيدة الخالدة من بين باقي معجزات الرسل، كما كرّم الله تعالى القرآن الكريم بأن ميّزه عن باقي معجزات الرسل عليهم الصلاة والسلام بعدّة ميّزات اختصّ بها وحده.
الحسية
أي أنّ معجزة سيدنا محمد عليه السلام مشاهدة بالعين، بحيث يمكن لمن شاء لمس القرآن الكريم وقراءته والتمعّن فيه ودراسته للتأكّد من صحّته وإعجازه، أمّا معجزات باقي الرسل عليهم الصلاة والسلام فهي مجرد أخبار ومن أراد صدّقها ومن أراد كذّبها، فمعجزة سيّدنا عيسى عليه السلام في شفاء الأصم والأخرس وإحياء الموتى مجرد خبر سمعناه دون أن نتأكّد من صحّته بشكل ملموس، بالإضافة إلى خروج سيدنا إبراهيم من النار سليماً وتحويل سيدنا موسى لعصاه إلى هيئة أفعى وشقّه لليم ومروره هو ومن معه في حين غرق فرعون وجنوده فيه.
الديمومة
أي أنّ معجزات الرسل فانية وغير دائمة وتنتهي بانتهاء حياتهم عليهم الصلاة والسلام، وذلك لكونها من فعل الله تعالى على أيدي رسله، ويرتبط زوالها بزوال من فعلها الله تعالى على أيديهم من الرسل، أمّا معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام فهي دائمة ولم تنتهِ بانتهاء حياته، وذلك لكونها مرتبطة بصفة من صفات الله تعالى وهي الديمومة والبقاء، فهي دائمة بدوام الله تعالى، وما ساعد على دوامها ملاءمتها لكافّة العصور والأزمان.
المنهجيّة والإعجاز
تختلف الكتب السماوية كالإنجيل، والتوراة، والصحف، والزبر عن القرآن الكريم بعدم كونها معجزة أنزلت من الله تعالى على الرسل، وتقتصر على كونها منهجاً ليسيروا عليه هم ومن اتبعهم من المؤمنين وشرعاً ليحتكموا إليه ويسيرون من اتّبعهم بهديه، كما أكرمهم الله تعالى بأن جعل لهم معجزات أخرى خاصّة، أمّا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فقد كانت معجزته هي نفسها المنهج الذي سار عليه هو ومن اتّبعه من المسلمين، أي القرآن الكريم، فجعل الله تعالى من القرآن الكريم معجزةً ومنهجاً دائماً ليسير المسلمون عليه ويتعلّموا منه شرائع حياتهم.
الحفظ من التحريف والضياع
تكفّل الله تعالى القرآن الكريم فحفظه من الضياع، والتحريف، والتبديل على عكس الكتب السماوية الأخرى، وذلك لكونه بعينه معجزة من معجزات الله تعالى التي أنزلها على رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، على نقيض الكتب السماوية الباقية التي تعرّضت للتحريف والضياع.