سبب نزول سورة الشرح
سورة الشَّرح
سورة الشَّرح أو كما يُطلق عليها سورة الانشراح أو سورة ألمْ نشرح واحدةٌ من السُّور المكيّة التي نزلت على النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد سُورة الضُّحى، والخطاب في هذه السُّورة موجّهٌ للرَّسول الكريم؛ ففيها تذكير بنِعم الله تعالى على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، كما أنّ فيها البِشارة بالفرج بعد كُلِّ شدَّةٍ وكَربٍ يمر به المسلم وهذا وعدٌ حقٌّ من الله تعالى، والله لا يخلف الميعاد.
سورة الشَّرح تحتل الرَّقم أربعاً وتسعين في ترتيب سُور القرآن الكريم، وتقع في الجزء الثَّلاثين، ويبلغ عدد آياتها ثمانية، وابتدأت السُّورة بالاستفهام الذي لا يُقصد به طلب الإجابة وإنما هو استفهام معنويٌّ للتذكير وتعداد نِعم الله على الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
سبب نزول سورة الشَّرح
إنّ ما تواتر إلينا في سبب نزول سورة الشَّرح على قولين هما:
- قيام كفّار قريش بمعايرة المسلمين في مكّة بالفقر والحاجة، فنزل قوله تعالى:”إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً”؛ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: أبشروا بالفرج وزوال العسر الذي يعيش فيه المسلمون في مكّة.
- القول الثَّاني ما ذكره ابن كثيرٍ بأنّ النّبي صلى الله عليه وسلم توجّه بالسُّؤال إلى الله عزّ وجلّ بأنّه أعطى الأنبياء والرُّسُل قبله من المعجزات العظيمة كتسخير الرِّياح وإحياء الموتى، وغيرها؛ فنزلت هذه السُّورة بتذكير النَّبي صلى الله عليه وسلم بنِعم الله عليه؛ فهو الذي شرح له صدره للحقّ، والذي آواه وحماه وهو غلامٌ يتيمٌ، ثُمّ أنعم عليه بالمال والغِنى بعد الفقر، ودلَّه على طريق الهداية.
في رحاب سُورة الشَّرح
قال الله تعالى:﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ، وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾.
- الآية الأولى: خطابٌ موجَّهٌ للنَّبي صلى الله عليه وسلم أي يا محمَّد قد شرحنا لك صدرك لقبول النُّبوة، وهو السَّبب وراء قدرتك على القيام بالدَّعوة، وتحمل أعباء النُّبوة وحفظ الوحي.
- الآية الثَّانية: أي حططنا وأنزلنا عنك ما سلف منك في الجاهلية.
- الآية الثَّالثة: أي الذي أثقل عليك حِمله؛ فمن كرم الله أنّه وضع عنك هذه الأوزار التي لو بقيت لسُمع نقيض ظهرك من ثِقلها.
- الآية الرَّابعة: من نِعم الله على رسوله رفع ذِكره في الدُّنيا والآخرة؛ فعلى سبيل المِثال: قول أشهد أنّ لا إله إلا الله يجب أنْ يُتبع بقول: أشهدُ أنّ مُحمَّداً رسول الله، كذلك ذِكر الرَّسول في الأذان، والأمر بالصَّلاة والسَّلام عليه.
- الآية الخامسة: أي أنّ كلَّ عُسرٍ سوف يتبعه اليُسر، وهذا وعدٌ حقٌّ من الله تعالى.
- الآية السَّادسة: توكيدٌ على ما جاء في الآية السَّابقة من اتباع اليُسر لكل عُسر، وقد قال النّبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: لن يغلب عُسرٌ يُسريْن.
- الآية السّابعة: أي إذا انتهيت من صلاتك وعبادتك أو انتهيت من التَّبليغ والدَّعوة لله؛ فاجتهد في الدُّعاء والسَّعي لطلب الرِّزق واطلب حاجتك من الله.
- الآية الثَّامنة: الأمر بالتَّوجّه إلى الله تعالى بالتَّضرع إليه رهبةً منه ومن عذاب النَّار ورغبةً فيما لديه من المغفرة ودخول الجنّة.