بحث عن سورة الزخرف
سورة الزخرف
سورة الزُّخرف إحدى سُور القرآن الكريم المكيّة النّزول، عدا الآية الرَّابعة والخمسين فهي مدنيّة النُّزول، تحتل الترتيب الثالث والأربعين فيه بعدد آياتٍ يبلغ عددها تسعاً وثمانين آيةً، وتقع في الجزء الخامس والعشرين ونزلت بعد سُورة فُصِّلت، وهي إحدى السُّور التي ابتدأت بقوله تعالى: “حم”، وهي حروفٌ مقطّعةٌ تدُّل على إعجاز القرآن الكريم.
سُورة الزُّخرف كإحدى السُّور المكيّة التي يدور محور آياتها حول العقيدة الإسلاميّة وتدعيم أسسها وقواعدها، كما أنّها تتحدَّث عن إفراد الله وحده بالعبوديّة، والإيمان بالبعث بعد الموت، ووجود الحساب والجزاء يوم القيامة بالجنّة أو النّار كُلٌّ حسْبَ عمله.
سبب نزول سُورة الزُّخرف
اشتملت سُورة الزُّخرف على آيتين كان هناك سببٌ في إنزالهما على الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- وهما:
- الآية الثَّانية والثَّلاثون: “لولا نُزّل هذا القرآن على رجلٍ من القريتيّن عظيم”، وسببها أنّ كفّار قُريش رأوا أنّ هناك من هو أحقُّ من الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بالنُّبوة والرِّسالة، وهما رجلان معروفان في منطقة الحجاز: الوليد بن المغيرة في مكّة، ومسعود بن عمرو الثَّقفيّ في الطائف؛ فدحضت هذه الآية قولهم واستحقاق هؤلاء للنُّبوة.
- الآية السّابعة والخمسون: التي فندّت قول قريشٍ للنّبي -صلى الله عليه وسلم- عندما أخبرهم أنّ الله وحده المُستحقّ للعبادة، ويُحرّم عبادة أي أحدٍ سواه؛ فكان جوابهم أنّ عيسى -عليه السَّلام- كان عبداً لله، ومع هذا فقد عُبِد من دون الله.
محاور سُورة الزُّخرف
- أخبرت السُّورة عن بداية الدَّعوة الإسلاميّة في مكّة المُكرّمة؛ حيث كانت تواجه التَّكذيب والرّفض والمناظرات وتفضيل رجالٍ على الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-، والزَّعم باستحقاقهم للنُّبوة والرِّسالة.
- تحدّثت السُّورة عن بعض الاعتقادات الزَّائفة التي كانت منتشرةً في الجاهلية ومنها؛ تحديد نصيبٍ للآلهة من الأنعام وتقديم القرابين لها، ووضّح أنّها خُلقت لاستخدام العباد لها في الأكل والرُّكوب والمنافع الأخرى.
- أرشدت السُّورة إلى أنّ الأنعام من الخيل والحمير والجِمال من ضِمن استخداماتها الرُّكوب، وأرشدت السُّورة إلى دُعاء ركُوب الدّابة في ذلك العصر، وقاس العلماء عليها في هذا العصر ركوب وسائل المواصلات الحديثة من السّيارات والطائرات والقطارات والسُّفن وغيرها وهو: “سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنّا إلى ربنّا لمنقلبون”.
- دحض مقولة الكُفّار والمشركين بأنّ الملائكة بنات الله؛ حيث ردّ الله عليهم بأنّ الملائكة خلقٌ من خلق الله، خُلقوا للعبادة وتنفيذ أوامر الله.
- تبرئة إبراهيم -عليه السَّلام- من انتساب الوثنيين إلى دينه الحنيف؛ حيث إنّ ابراهيم -عليه السَّلام- تبرأ من قومه ووالده عندما أصرّوا على عبادة الأصنام والأوثان من دون الله.