الله خير حافظا
الله خير حافظا
هناك قصة تقول أن عائلة مسافرة من مدينة الى أخرى وأثناء سيرهم في الطريق توقفوا لاقامة الصلاة و كانت اما صلاة المغرب أو العشاء , و هناك صوت عواء ذئاب , كانت المرأة تصلي و المرأة شعرت أن هناك شيء يقترب منها مما جعلها تعجل في صلاتها , و السبب خوفها من هذا الشيء الذي يتحرك حولها , أسرعت و سلمت و رأت ما يشيب له الرأس , طفل رضيع يتحرك حولها , و من الخوف تساءلت أهو أنس أم جن ! و لكن حين اقتربت منه و رأته و لمسته و لاحظت كم هو بارد و جائع و خائف , فكرت أنها ستأخذ هي و زوجها هذا الطفل معهما , لكن زوجها رفض بشكل بات , و لم يسمح لها بذلك , حاولت اقناعه و استضعافه و استمالته كنه قاسي القلب و شديد و غليظ و عديم الرحمة , رفض أن يأخذ الطفل و هي خافت , ما مصير هذا الطفل في هذا المكان الموحش المخيف , هل سيجد من ينقذه أم ماذا ؟ فشلت كل الطرق مع زوجها بالرغم من اصرارها و استمرارها بالمحاولة و الرجاء و البكاء , تضرع بخوفه من الوقوع بمشاكل مع الشرطة و المسائلة القانونية , بعد أن يئست أرضعته و ألبسته و عوذته بكلمات الله التامات , و وضعته بشكل واضح الى جانب شجرة , و و وضعته بجانبه قطعة قماش تلفت النظر لتدل عليه , و ذهبت بالرغم من حزنها و استمرارها بالدعاء له , و حين وصلوا للمدينة التالية ذهبت المرأة مباشرة لأهلها و أقنعتهم بالذهاب للبحث عن الطفل , و ذهبوا للبحث عنه و وجدوه حيث تركته الى جانب القماش , حضنته و بكت بكاء عميقا و شكرت و حمدت الله سبحانه و تعالى أنه حفظه و رعاه , و توجهت للشرطة مباشرة و سلمت الطفل , و اكتشفت عن طريق الشرطة أن عائلة الطفل تعرضوا لحادث في منطقة قريبة مما وجدوه و توفيت العائلى كاملة الا الطفل الذي لم تجده الشرطة و عممت عليه أنه مفقود و شكرت جهودها لانقاذ الطفل الذي عاد سليما .
سبحان الله الذي حفظ هذا الطفل و حفظنا جميعا من حوادث و ظروف لم تكن بالحسبان لكنا أصبنا بها لولا حفظ الله سبحانه و تعالى و رحمته .
ولاسم الله “الحفيظ” عدة معاني :
1: حفيظ بمعنى عليم : حفيظ لا ينسى , كُلُ أعمالك و كل أقوالك و كل مواقفك و كل حياتك من خير و شر محفوظ عند الله تعالى فالله تعالى يحفظ كل شيء و لا ينسى .
قال تعالى : “لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ و َقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَ نَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ” صدق الله العظيم .
2 : الحفيظ بمعنى ضِدُّ التضييع : أيّ الله عزّ وجل لا يُضيّع المؤمن بل يَحفَظ له عملَه ويكافئه عليه في الدنيا و الآخرة فالمُستقيم موفّق ومن يغض بصره عن محارم الله كذلك, ،فالمكافأة سعادة زوجية , من يضبط لسانه سُمعتُه عالية ، من يضبط جوارحه يحفظها الله له , أي أن الله سبحانه و تعالى يحفظ حق المسلم و يكافئه عليه .