ما الفرق بين صلاة الفجر والصبح
صلاة الفجر
وقت الفجر هو وقت ظهور نور الصبح بعد ظلمة الليل، وهو نوعان؛ أوّلها الفجر الكاذب، ويُعْرَّف أيضاً بالفجر المستطيل، وهو يُشَّكل بداية ظهور الشمس لكن بشكل طولي ولا تتبعه أحكام، ثانيها الفجر الصادق: ويُعْرَّف أيضاً بالفجر المستطير، لأنَّ الشمس فيه تنتشر بالأفق بشكل عرضيّ، وهو يُشَّكل بداية وقت صلاة الصبح، وبداية وقت الصيام، ويبدأ بعد الفجر الكاذب بعشرة دقائق إلى خمس عشرة دقيقة، وقد ذُكِرَ الفجر في قوله -تعالى-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)،[١] وهو الذي أقسم به الله -تعالى- في قوله: (وَالْفَجْرِ)،[٢]وصلاة الفجر ركعتان يؤدّيهما المسلم بقراءة جهرية، ويبدأ وقتها حين طلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس، وهي واحدة من الصلوات الخمس المفروضة على العباد في اليوم والَّليلة.[٣][٤]
الفرق بين صلاة الفجر والصُبح
افترض الله -تعالى- صلاة واحدة في وقت الفجر هي صلاة الفجر وهي نفسها تسمّى بصلاة الصبح، ولا يوجد هناك فرق بينهما، ولا توجد صلاتان إنّما هي صلاةٌ واحدة،[٥] فهما اسمان لنفس الصلاة،[٦] وقد وردت خمسة أسماء لصلاة الفجر؛ كاسم الصلاة الأولى، وصلاة الغداة، وصلاة الصبح، وصلاة الفجر، وهناك نظر في إطلاق اسم الصلاة الوسطى عليها،[٧] أمّا بالنسبة لإطلاق اسميّ صلاة الفجر، وصلاة الصبح كان لورودهما كذلك في السنّة النبويّة؛ فقد ورد اسم صلاة الصبح في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)،[٨] وورد اسم صلاة الفجر فيما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَقْرَأُ في الجُمُعَةِ في صَلاةِ الفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وهلْ أتَى علَى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ).[٩][١٠]
فضل صلاة الفجر
بيَّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فضل صلاة الفجر في قوله: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[١١]
والمقصود بالبَرْدَيْنِ صلاة الفجر، وصلاة العصر؛ فاجتماع الملائكة المتعاقبة في الليل، والنهار في هاتين الصلاتين بالإضافة إلى وقتهما الذي يصعب فيه إسباغ الوضوء في أيّام البرد، كما أنّّ مراعاة المصلي لأركان الصلاة وآدابها في هذين الوقتين يصعب وفيه مشقّة، إلّا على المؤمن الذي يعبد الله -تعالى- كأنَّه يراه،[١٢] وهناك عدّة فضائل يتحصّل عليها المسلم حن يؤدّي صلاة الفجر، وبيانها آتياً:[١٣]
- يحصل مصلي الفجر على أجر البقاء في ذمة الله -تعالى-؛ أي: ضمان الله -تعالى-، بأن يحفظه ويرعاه في الحياة الدنيا، وفي الآخرة؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ).[١٤]
- يُنَّجي الله -تعالى- مصلّي الفجر من عذاب النار، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ).[١٥]
- يُدخل الله -تعالى- مصلي الفجر الجنّة، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).[١١]
- تشهد الملائكة لمصلّي الفجر، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).[١٦]
- يُبَشِّر الله -تعالى- مصلي الفجر في الظلام بالنور التامّ يوم القيامة، قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجِدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ).[١٧]
المراجع
- ↑ سورة القدر، آية: 5.
- ↑ سورة الفجر، آية: 1.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6203. بتصرّف.
- ↑ “تعريف و معنى صلاة الفجر في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 57-58، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8911، جزء 11.
- ↑ زروق (2006)، شرح زروق على متن الرسالة (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 191، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 656، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 891، صحيح.
- ↑ محمد صالح المنجد، القسم العربي من موقع (الإسلام، سؤال وجواب)، صفحة 757، جزء 5. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 574، صحيح.
- ↑ أحمد الكوراني (2008)، الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: دار إحياء التراث العربي، صفحة 241، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ أمين الشقاوي (20-8-2014)، “فضل صلاة الفجر”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 657، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم: 634، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 555، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 640، صحيح.