كيف تقضي صلاة العيد
وقت صلاة العيد
يدخل وقت صلاة العيد بعد شروق الشمس وطلوعها بمقدار رُمح أو رُمحَين، وهذا مَحلّ اتِّفاق للعلماء؛ أي ما يعادل تقريباً مرور نصف ساعةٍ من طلوع الشمس، ويستمرّ وقتها حتى انتهاء وقت صلاة الضحى؛ أي قبل دخول وقت صلاة الظهر، وقد ورد نَهيٌ عن الصلاة لحظة طلوع الشمس، كما نُقِل عن الحنفيّة أنّه إذا صلّى المسلم صلاة العيد قبل طلوع الشمس بمقدار رُمحٍ، فإنّ صلاته تُعَدّ نَفلاً مُحرَّماً، ولا تُحسَب صلاة عيد، وقد كره جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة الصلاة بعد شروق الشمس حتى ترتفع بقَدر رُمح أو رُمحَين في السماء،[١] وهذا بالنسبة إلى وقتها، أمّا مَن فاتَته صلاة العيد جماعة، فيمكن له قضاؤها بالكيفية التي سيتمّ بيانها في المقال الآتي.
كيف تقضي صلاة العيد
يكون قضاء صلاة العيد لِمَن فاته أداؤها جماعةً على هيئتها التي شُرِعت بها؛ إذ تُصلّى ركعتَين؛ تكون الأولى بسبع تكبيرات، والثانية بخمس تكبيرات، ويمكن قضاؤها على انفراد، أو في جماعة، وكذلك يفعل مَن كان في البيت، أو حتى النساء في منازلهنّ؛ فقد ذُكِر عن أبي عمير بن أنس أنّه قال: (حدّثني عمومتي من الأنصار من أصحاب رسول الله – صلّى اللّه عليه وسلّم – قالوا: أغمي علينا هلال شوال، فأصبحنا صياماً، فجاء ركْبٌ من آخر النهار، فشهدوا عند النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم رسول الله أن يفطروا، وأن يخرجوا إِلى عيدهم من الغد)؛[٢] فالذي تفوته صلاة العيد يُصلّيها ركعتَين قضاءً.[٣][٤]
وتُؤدّى صلاة العيد ركعتَين يُكبّر الإمام لهما بتكبيرة الإحرام بنيّة صلاة عيد الفِطر، أو عيد الأضحى، ويبدأ صلاته بدعاء الاستفتاح، ثمّ يُكبّر سبع تكبيرات، أو ستّاً، أو ثلاثاً، رافعاً يدَيه مع كلّ تكبيرةٍ، ويجعل بين كلّ تكبيرتَين فترة سكوتٍ بمقدار ثلاث تسبيحات، ثمّ يتعوّذ ويُبسمل، ويبدأ بقراءة سورة الفاتحة، ثمّ يقرأ بعدها ما تيسّر من سُور القرآن الكريم، ثمّ يركع، ويسجد مُطمئِنّاً، ثمّ يبتدئ الركعة الثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام إن كان كبّر فى الأولى سبعاً أو ستاً، أو يبدأ بالقراءة ثمّ يكبّر بعدها ثلاثة تكبيرات إن كان قد كبّر فى الأولى ثلاثاً، ثمّ يُتمّ صلاته كغيرها من الصلوات المكتوبة.[٥]
صُور فوات صلاة العيد
تتعدَّد صُور فوات صلاة العيد، ويُذكَر منها ما يأتي:
- الصورة الأُْولى: إقامة صلاة العيد جماعةً في وقتها المُخصَّص لها في أوّل يوم عيد، إلّا أنّها تكون قد فاتت البعض، وقد اختلفت المذاهب في قضائها على هذه الصورة، وعلى عدّة أقوال، كما يأتي:[٦]
- الحنفية والمالكية: ذهبوا إلى أنّها لا تُقضى مَهما كان العُذر في ذلك؛ فهي مضبوطةٌ بوقتٍ مُحدَّدٍ، وقيود خاصّة بها، فإذا انتفَت انتفى تشريعها.
- الشافعية: ذهبوا إلى أنّها تُقضى في أيّ وقتٍ شاء؛ سواءً كان المُصلّي مُنفرِداً، أو في جماعة، كأيّ نافلةٍ يجوز قضاؤها.
- الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها لا تُقضى، أمّا من رغب في قضائها فله ذلك، وله أن يُصلّيها أربع ركعاتٍ بسلامٍ واحدٍ، أو بسلامَين اثنَين في الأربع.
- الصورة الثانية:انتفاء أداء صلاة العيد لعُذرٍ عامٍّ، كعدم ثبوت الشهر بظهور هلال شوّال، أو في حال المَطر الشديد الذي يمنع إقامة صلاة العيد، أو غيرها من الأعذار التي تمنع إقامة صلاة العيد، فتُؤدّى في اليوم التالي ليوم الفِطْر، وتسقط إذا استمرّ العُذر، أمّا إذا كانت صلاة العيد هي صلاة عيد الأضحى، فإنّ أداء الصلاة يمكن أن يُؤخَّر إلى ثلاثة أيّامٍ، وإذا استمرّ العُذر أكثر من ذلك، فإنّها تسقط.[٧]
- الصورة الثالثة: تأخير صلاة العيد لجميع المُصلِّين دون عُذرٍ؛ فإن كانت صلاة عيد الفِطر، فقد سقطت ولا تُقضى؛ لأنّها من غير عُذرٍ،[٨] أمّا إذا كانت الصلاة صلاة عيد الأضحى؛ فيجوز أن تُصلّى صلاة العيد في اليوم الثاني، أو الثالث من أيّام النَّحر؛ لأنّ أداءها مُرتبط بالأضحية، مع كراهية تأخير صلاتها دون عُذر، وهذا في صلاة الجماعة، أمّا المُنفرد فلا يقضي عند الحنفيّة، وقال الشافعية والحنابلة بذلك أيضاً، إلّا أنّهم أجازوا قضاءها في اليومَين؛ الثاني، والثالث، وما بَعدهما، وتكون قضاءً لا أداءً، وقال المالكية بجواز قضائها على انفراد.[٩]
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1391، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البيهقي، في السنن الكبرى للبيهقي، عن عمومة أبي عمير بن أنس، الصفحة أو الرقم: 3/316، إسناده صحيح.
- ↑ “قضاء صلاة العيد”، fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 1/4/2020. بتصرّف.
- ↑ حسين العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 411، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ السبكي، محمود خطاب (1977)، كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)، .: المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 341، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 244، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوَّى ( 1994)، كتاب الأساس في السنة وفقهها – العبادات في الإسلام (الطبعة الأولى)، دار السلام، صفحة 1346-1347، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ كمال ابن السيد سالم (2003 م)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، مصر: المكتبة التوفيقية، صفحة 600، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 323، جزء 7. بتصرّف.