ما أهم عمل تؤديه في المسجد
المسجد
تعدّ المساجد بيوت الله تعالى، وأحبّ الأماكن إليه، وقد أمر الله بتعميرها، ورفعها، وذكره فيها، حيث قال: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)،[١] والمسجد دارٌ للعبادة، ومكانٌ يُؤخذ منه العلم النافع وفيه تُسمع المواعظ والخطب، فكان له أثرٌ كبيرٌ في عهد الرسول الأمين صلّى الله عليه وسلّم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ للمساجدِ أوتاداً الملائكةُ جلساؤهم، إن غابوا يفتقدونهم، وإن مرِضوا عادوهم، وإن كانوا في حاجةٍ أعانوهم، ثمّ قال: جليسُ المسجدِ على ثلاثِ خصالٍ: أخٌ مستفادٌ، أو كلمةُ حكمةٍ، أو رحمةٌ مَنتظَرَةٌ).[٢][٣]
أعمال تؤدّى في المسجد
يُمكن للمسلم أداء العديد من الأعمال الصالحة والعبادات في المسجد، وفيما يأتي بيان أهمّها:[٤]
- حثّ الإسلام على عمارة المساجد، للفوز بالجنة في الحياة الآخرة، و نيل رضا الله تعالى، ودليل ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من بنى مسجداً للهِ، بنى اللهُ له في الجنةِ مثلَه).[٥]
- الذهاب إلى المسجد، والصلاة فيه، فالصلاة في المسجد لها أجرٌ وثوابٌ عظيمين، وأوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالوضوء، والذهاب للمسجد، والصلاة فيه، ووعد من يقوم بذلك بالأجر الكبير، حيث قال: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ)؛[٦] ومن تعلّق قلبه بالمسجد يظلّه الله في ظلّه يوم القيامة.
- الحرص على العناية بالمسجد، وتنظيفه، فقد حثّ الإسلام على الحفاظ على نظافة المسجد، وجعل الأجر الكبير لمن يقوم بذلك، وورد في السنة النبوية قصة سوداء التي توفّيت وكانت تقمّ المسجد، فلمّا علم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بموتها وقف على قبرها، وكبّر والناس من خلفه، ودعا لها، كما نهى الرسول -عليه السلام- الرجل أن يبزق في المسجد، فرأى مرةً نخامة على جدار المسجد، فأزالها، وقال عن ذلك: (البُزاقُ في المسجدِ خَطيئةٌ، وكفارتُها دفنُها).[٧]
- احترام المسجد، والحفاظ على حُرمته، فللمساجد قدسيّةٌ يجب الحفاظ عليها، وله حرماتٌ يجب ألّا تُنتهك، حيث قال الله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)،[٨] فلا يجوز البيع أو الشراء في المسجد، أو السؤال عن الضالة، ونهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يَقرب المسجد من أكل الثوم أو البصل؛ لأنّه يؤذي المصلّين والملائكة، كما لا تجوز المشاحنات والنزاعات والمنافسات في المسجد، فهي بيت الله، ولا أحد له سلطان عليه، حيث قال الله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا).[٩]
آداب المسجد
للمساجد عدّة آدابٍ يجب على المسلم الحرص على القيام بها، وفيما يأتي بيان البعض منها:[١٠]
- الذهاب إلى المسجد مشياً على الأقدام، وعدم الجري إليه، فيمشي المسلم بسكينةٍ ووقارٍ، ويغضّ البصر، ويُخفض من صوته، ويقلّل من الالتفات أثناء مشيه، ويحاول أن يُقارب بين خطواته؛ ليُكثر عددها، وبالتالي تزيد حسناته، ففي كلّ خطوةٍ إلى المسجد يُعطى المسلم درجةً، وتُحطّ عنه خطيئةً.
- التبكير في الذهاب إلى الصلاة، وأداء تكبيرة الإحرام مع الجماعة.
- الدخول بالقدم اليمنى إلى المسجد، والإتيان بذكر الدخول، والخروج منه بالقدم اليسرى، والإتيان بذكر الخروج منه.
- استحباب صلاة ركعتين تحيّة المسجد عند دخوله، حيث يسّتحب من المسلم عند دخول المسجد عدم الجلوس إلّا بعد أداء ركعتين تحيةً له.
- التزام الأدب، وتجنّب العبث أثناء الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة، واستغلال الوقت بقراءة القرآن، والذكر.
- الحرص على الوقوف في الصف الأول، وبالقرب من الإمام.
- حرص المسلم على اعتدال الصفوف ورصّها أثناء الصلاة.
- التأنّي عند القيام من الصلاة بعد انتهائها، وعدم القيام بسرعةٍ بعد السلام.
تفعيل دور المساجد
للمسجد في حياة المسلم دورٌ كبيرٌ لا يقتصرعلى الصلاة فقط، وهناك العديد من الأمور التي يُستفاد منها في تفعيل دور المسجد، وفيما يأتي بيان البعض منها:[١١]
- اهتمام الخطيب بموضوع خطبة الجمعة؛ حيث يُمكن إيصال العديد من الحقائق والمواعظ للمسليمن كم خلالها.
- تكوين حلقاتٍ لتحفيظ القرآن الكريم للشباب والصغار على اختلاف مراحلهم العمريّة، ودعمها بشتّى الوسائل، حيث إنّ القرآن الكريم يعد من أعظم ما يتربّى عليه الشباب.
- تشكيل لجنةٍ من الأشخاص المهتمّين بالمسجد؛ ليقوموا بالإشراف على الأنشطة التي تُقام فيه، وليقوموا أيضاً بتوفير أي احتياجاتٍ ومتطلّباتٍ لهذه الأنشطة.
- العمل على توفير قائمةٍ بأسماء أِشخاصٍ مؤهّلين للإمامة والخطابة، وعمل نشاطٍ وعظيٍّ أسبوعيٍّ في المسجد، والإعلان عنه ليتسنّى لأهل الحيّ أن يحضروه، ويستفيدوا من الموعظة.
- إقامة عدّة دروسٍ في مختلف المجالات؛ من سيرةٍ، وفقهٍ، وأخلاقٍ، وعقيدةٍ في المسجد .
- تنسيق لوحةٍ إعلانيّةٍ في المسجد تُوضع فيها إعلانات الدروس والمواعظ والأنشطة المُقامة فيه، ويُمكن وضع لوحةٍ إضافيّةٍ لتسجيل نشاطات المسجد، وما يمكن لأهالي الحيّ أن يقدّموا من دعمٍ لهذه الأنشطة.
- تزويد المسجد بمطويّاتٍ ونشراتٍ، ووضعها بمكانٍ متاحٍ حتى يتسنّى للخارج أن يأخذ نسخته منها.
- تزويد المسجد بصندوقٍ للأسئلة والفتاوى، حيث يقوم الناس بوضع أسئلتهم واستفساراتهم، ومن ثمّ يتمّ الإجابة عليها في يومٍ محدّدٍ من الأسبوع.
- وضع صندوقٍ خيريٍّ في المسجد؛ لتجميع الصدقات، وإعطاؤها لمن يحتاجها.
- عمل مكتبةٍ في المسجد تحتوي على الكتب والنشرات والمطويات التي يُمكن استعارتها، والاستفادة منها.
المراجع
- ↑ سورة التوبة، آية: 18.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 329، حسن صحيح.
- ↑ د.طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري (2016-2-24)، “الوسائل العملية لإحياء رسالة المسجد”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-12. بتصرّف.
- ↑ د. بدر عبد الحميد هميسه، “تنبيه العابد إلى فضل المساجد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-12. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 533، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 561، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 415، صحيح.
- ↑ سورة النور، آية: 36.
- ↑ سورة الجن، آية: 18.
- ↑ “آداب الذَّهاب إلى المسجد”، www.islamweb.net، 2015-3-31، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-12. بتصرّف.
- ↑ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي، “اللؤلؤ والعسجد في تفعيل دور المسجد”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-12. بتصرّف.