فضائل الصيام في شهر رجب

فضل صيام شهر رجب

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم، أما ما ورد في فضائل صيام هذا الشهر فلم يثبت شيءٌ بخصوصها، ولم يرد في فضل صومه كاملاً أو صوم جزء منه شيء، وما تفعله مجموعة من الأشخاص لا أصل له في الشرع، فتخصيص مجموعة من الأيام لصيامها غير موجود في الشرع، إذ وردَ عن الرسول عليه الصلاة والسلام حديث: (صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ)،[١] لكن ضعفه الألباني في ضعيف أبي داوود، وإن صحّ هذا الحديث ففيه دلالة على استحباب الصيام في الأشهر الحرم، ورجب أحد هذه الأشهر، وعليه فإنّ المسلم الذي يصوم في شهر رجب ويصوم غيره من الأشهر الحرم فلا بأس له في ذلك، أما تخصيص الصيام لشهر رجب فهو غير وارد في الشرع، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى إنّ الأحاديث الواردة بخصوص صيام رجب كلها ضعيفة وموضوعة، وقال ابن القيم إنّ كل حديث ذكرَ صيام رجب هو كذب مفترى، وقال الحافظ ابن حجر في تبيين العجب إنّه لم يرد أي شيء في فضل صيام شهر رجب أو صيام جزء منه أو قيام ليلة معينة، وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة إنَه لم يرد في السنة فضيلة لصيام رجب. وأجاب الشيخ ابن عثيمين حينما سُئل عن صيام يوم السابع والعشرين منه بأنّ هذا بدعة وكلّ بدعة ضلالة.[٢]

تخصيص شهر رجب بالصوم

من المكروه أن يتم تخصيص الصيام لشهر رجب، وهذا ما نص علي الحنابلة، وقول طائفة من السلف واختاره كل من ابن القيم، وابن عثيمين وابن تيمية وأفتت به اللجنة الدائمة، فعن خرشة بن الحر الفزازي قال: (رأيتُ عمرَ يضربُ أَكُفَّ النَّاسِ في رجبٍ، حتَّى يضعوهَا في الجفانِ، ويقولُ: كُلُوا، فإنَّما هو شهرٌ كان يعظِّمُه أهلُ الجاهيلة)،[٣] كما لم تثبت فضيلة صيامه أو تخصيصه بالصيام أو صيام أيام منه، وعليه من اعتاد الصيام، يبقى على عادته ومن لم يعتد صيامه فلا يجوز تخصيص صومه او صوم أوله أو ليلة السابع والعشرين منه.[٤]

الصيام في غير رمضان

ثبتَ أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصم شهراً كاملاً على الإطلاق غير شهر رمضان المبارك، وعليه فإنّ الترغيب في الإكثار من الصيام في الأحاديث النبوية لا يعني صيام الأشهر كاملة، وثبتَ عن الرسول أنّ أفضل الصيام بعدَ شهر رمضان المبارك هو صيام شهر محرم، لكنّ هذا لا يعني صيام الشهر بأكمله.[٥]

المراجع

  1. رواه أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن والد أو عم مجيبة الباهلية، الصفحة أو الرقم: 2428، سكت عنه.
  2. “الصوم في شهر رجب”، www.islamqa.info، 9-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2018. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في النصيحة، عن خرشة بن الحر الفزازي، الصفحة أو الرقم: 211، إسناده صحيح.
  4. “المبحث الخامس: تخصيصُ شَهرِ رَجَب بالصَّومِ”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2018. بتصرّف.
  5. “فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم”، www.islamqa.info، 7-3-2003، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2018. بتصرّف.