صفة سجود الشكر

سجود الشكر

سجود الشكر هو سجود عادي يشبه السجود في الصلوات الخمس، يؤديه المسلم حمداً وشكراً لله جل وعلا عند حصوله على مراده، سواء أكان هذا المراد نعمة، كأن يرزقه الله ولداً بعد عقم، أو كان المراد دفعاً لنقمة كأن يشفيه الله من مرض عجز عنه الأطباء، فهو في جميع الأحوال مرتبط بالفرج ودفع البلاء، وسنتحدث في هذا المقال عن مشروعية سجود الشكر، وصفته؛ أي كيفية أدائه، وما يجب على المرء قبل تأديته.

مشروعية سجود الشكر

ثبت في الأثر أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سجد لله سجود شكر عندما جاءه نبأ فتح اليمامة، ومقتل المشرك مسيلمة الكذاب، وهذا دليل كافٍ على صحة هذا السجود في الشريعة الإسلامية، كما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أداه أيضاً، فسجود الشكر سنة محمدية هجرها كثير من الناس في يومنا هذا.

صفة سجود الشكر

اختلف العلماء في صحة وجوب الطهارة عند تأدية سجود الشكر، فرجح البعض عدم وجوبها، فإذا جاء العبد خبر مفرح وهو على غير طهارة فله أن يؤدي السجود، وحكم أدائه إياه صحيح ولا غبار عليه شرعاً، وعلل الفقهاء هذا الرأي بأن السجود ليس من جنس الصلاة في هذه الحالة، ولم يقصد المرء من فعله أداء فرض، وإنما هو من جنس التسبيح وذكر الله جل وعلا، وكما هو معلوم فإنّ الذكر عبادة لا تتطلب طهارة، واستدلوا أيضاً على سكوت النبي عن أمر الطهارة، فلو كانت واجبة لحث عليها.

بينما ذهب آخرون إلى القول بأن سجود الشكر يتطلب الطهارة؛ لأنه ركن من أركان الصلاة، وبالتالي ينطبق عليه ما ينطبق على الصلاة تماماً، فيجب رفع الحدث الأكبر والأصغر والوضوء، والصحيح أن سجود الشكر لا يتطلب ما تطلبه الصلاة العادية من الطهارة البدنية، وستر العورة بما في ذلك الحجاب للمرأة، واستقبال القبلة.

كيفية سجود الشكر

يؤدى سجود الشكر سجدة واحدة كسجود السهو، وسجود التلاوة، وأما فيما يتعلق بما يقال فيه فقد ثبت وجوب تسبيح الله ولو مرة واحدة، بالقول: سبحان ربي الأعلى، والأولى تكرار التسبيح ثلاثاً أو خمساً، ثم يكمل العبد فيقول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ثم يدعو المرء بما شاء، ويشكر الله على النعمة التي أنعمها عليه)، أو يقول: (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، بحولته وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين).