وسائل الثبات على الاستقامة
الاستقامة
تُعرَف الاستِقامة في مَعاجم اللّغة العربيّة بأنّها مَصدر سباعي مشتق من الفعل السداسي استقام أي اعتدل واستوى، ومضارعه يستقيم وفاعله مستقيم، وأمّا اصطلاحاً فالاستقامة تعني هي سلوك الصراط المستقيم ، واتّباع تعاليم الدّين الحنيف دون ميل، وهذا يشمل المواظبة على الطاعة ما ظهر منها وما بطن، واجتناب المُحرّمات ما صُرّح عنه وما اشتبه به، وهي حالةٌ وسطيّةٌ بين التشدّد والإفلات.
أهمية الاستقامة
- تحقيق الهدف المنشود من خلق الإنسان وهو العبادة الخالِصة لله سبحانه وتعالى لا شريك له بقصد الفوز بالجنان والابتعاد عن النيران.
- الامتثال لأمر الله تعالى في قوله: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك) [هود:112]، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه يقول: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل آمنت بالله، فاستقم) [صحيح مسلم].
ثمرات الاستقامة
- حصول المُؤمن المُستقيم على شعور الراحة والاطمِئنان نتيجة دوام الصّلة بالله.
- تحصين المؤمن المُستقيم من المَعاصي والآثام والكسل عن أداء الفروض والنوافل.
- نزول الملائكة على المُؤمن المُستقيم عند موته، وبعد البعث فيقولوا له لا تخاف ولا تحزن.
- نيل حب الناس والقبول في الأرض.
- الفوز بالجنة حيث لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وسائل الثبات على الاستقامة
توجد العَديد من الأسباب التي يجب الأخذ بها بما يُعينُ المرء على الاستقامة، ومنها:
- إخلاص النيّة لله تعالى عند القيام بالأعمال الصالحة.
- المواظبة على ذكر الله سبحانه وتعالى والإكثار من الاستغفار بالقول: أستغفر الله العظيم من كلّ ذنبٍ عظيم، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.
- مُساءلة النفس البشريّة ومحاسبتها على ما قامت به، فيجب على المرء أن يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسبه الله تعالى يوم البعث حيث لا ينفع الندم.
- الحرص على أداء الصلوات الخمس جماعةً في المسجد؛ فالصّلاة عمود الدين وهي صلة وصل بين العبد وربّه تُهذّب النفس وتُعين على ترك الفواحش، قال تعالى: (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر) [العنكبوت:45].
- الاستزادة في تعلّم القرآن والأحاديث الشريفة، والتعلّم يكون بالقراءة والتدبّر والتفسير وتطبيق الحكم الشرعي.
- اختيار صحبة صالحة بعيدة عن الفسق والفجور وما لا يرضي الله؛ فالصّديق الصالح يُعين على الطاعة، وينهر عند العصيان، ويقوّم الأخطاء على عكس صديق السوء الذي لا يأبه لمثل هذه الأمور، بل يُحرّض على المفاسد.
- اجتناب الحرام ويندرج تحت هذا البند حفظ اللسان عن الكلام البذيء، والكذب، والغيبة، والنميمة، وغضّ البصر؛ فالنّظرة الأولى لك والثانية عليك، قال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء:36]
- الحذر من وساوس الشيطان الرجيم؛ فإبليس يوسوس للمرء تدريجياً حتى يغويه ثم يتبرّأ منه.