حسن الظن بالله

حسن الظن

حسن ظن العبد بربه هو أن يظن العبد بأن الله يرحمه، ويعفو عنه، بالإضافة إلى اعتقاده بما يحق بجلالة الله، وما تقتضيه أسماؤه الحسنى، وصفاته العليا من ظن الإجابة، والمغفرة، والقبول، وإنفاذ الوعد، والمجازاة، الأمر الذي يؤثر على حياة المؤمن، بحيث تصبح على الوجه الذي يرضى الله عز وجل عنه، حيث إن حسن الظن من العبادات التي لا يتم التوحيد إلا بها، فهو من واجبات التوحيد الرئيسية، وفي هذا المقال سنعرفكم على حسن الظن بالله كيف يكون، ومتى يجب أن نحسن الظن بالله، ولماذا يجب علينا أن نحسن الظن بالله.

كيف يكون حسن الظن بالله

  • اجتناب المنكرات، وإذا اقترف العبد معصيةً وتاب منها، فيجب عليه أن يظن أن الله سبحانه سيقبل توبته.
  • إتقان العمل، ورجاء الأجر والثواب، والظن بأن الله يجزي العبد على إحسانه.
  • اليقين بكرم الله، والعلم بأن خزائن السماوات والأرض بيده، وأن عطاءه لعباده لا يُنقص مما عنده شيئاً، وأن منع العطاء لحكمة لا يعلمها إلا هو.

مواطن وجوب حسن الظن بالله

  • عند الموت: فعن جابر رضي الله عنه، قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: (لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل) [رواه مسلم].
  • عند الشدائد والكرب: ويتبين ذلك من قصة الثلاثة الذين تخلّفوا عن القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يُكشف عما بهم من كرب وضيق إلا بعدما أحسنوا الظن بالله، قال تعالى: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [التوبة: 117-118].
  • عند ضيق العيش: أن العبد إذا نزلت به ضائقة، وظن بالله خيراً، فإن الله يفرج عنه هذه الضائقة، ويزيلها.
  • عند غلبة الدَّين: ومن ذلك قول الزبير بن العوام لابنه عبد الله رضي الله عنهما: يا بني إن عجَزت عن شيء من ديني فاستعن عليه مولاي، قال عبد الله: فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟ قال: الله، قال: فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه.
  • عند الدعاء والتوبة: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربِّه عز وجل قال: (أذنَب عبدٌ ذنبًا . فقال : اللهمَّ ! اغفِرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنَب عبدي ذنبًا ، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ، ويأخذ بالذَّنبِ . ثم عاد فأذنب . فقال : أي ربِّ ! اغفرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبًا . فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذُ بالذنبِ . ثم عاد فأذنب فقال : أي ربِّ ! اغفرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنبَ عبدي ذنبًا . فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذ بالذنبِ . اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك ” . قال عبدُالأعلى : لا أدري أقال في الثالثةِ أو الرابعةِ ” اعملْ ما شئت) [رواه مسلم].

لماذا يجب علينا أن نحسن الظن بالله

  • امتثالاً لأوامر الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) [ الأنفال: 24 ].
  • العلاقة الوثيقة بين حسن الظن بالله، وبين العديد من الجوانب العقدية المهمة؛ كالتوكل على الله، والاستعانة به، واللجوء إليه، والخوف منه، والرجاء به؛ حيث إن العبد من خلاله يرجو رحمة الله، ويخاف من سخطه، وعقابه.
  • لحسن الظن بالله أثر إيجابي في نفس المؤمن في حياته، وبعد مماته، فإذا أحسن العبد الظن بالله، وتوكل عليه، جعل الله له التيسير في كل أموره، فيطمئن قلبه، وتنشرح نفسه، ويرضى بقضاء الله، وقدره.
  • حسن الظن بالله، يدفع العبد إلى المبادرة في طلب الرحمة والمغفرة من الله عز وجل.
  • جعل الله أجر من يحسن الظن به عظيم، فأعد له جنات تجري من تحتها الأنهار.
  • حسن الظن بالله يعين على التفكر والتدبر في أسماء الله وصفاته، وما تقتضيه من معاني العبودية، والإخلاص لله.