ثمار قضاء حوائج الناس
قضاء حاجات الناس
جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق، فأبقى على بعض الأخلاق الفاضلة التي كانت منتشرةً عند العرب قبل الإسلام؛ مثل: الشجاعة، والكرم، وإغاثة الملهوف، ومساعدة الآخرين، فالمجتمع الإسلامي مجتمع متكافل، ويعد جميع أفراده شبكةً واحدةً يتعاونون معاً لقضاء حاجات بعضهم البعض، وأمر الله تعالى بالسعي لقضاء حاجات الناس، وجعلها من باب التعاون على البر والتقوى، فقال تعالى: (…وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة المائدة:2]
قضاء حاجات الناس لا يقتصر على النواحي المادية فقط، بل يشمل كل يمكن أن يفيد الشخص المحتاج سواءً من الناحية المادية، والحسية، أو الناحية النفسية، مثل: النفع بالعلم أو النصيحة أو الرأي أو المشورة، وهناك الكثير من النتائج الإيجابية والثمرات لقضاء حاجات الناس.
ثمرات قضاء حاجات الناس
- الحصول على الأجر والثواب والشفاعة للنفس يوم القيامة، فقضاء حاجات الناس من الشفاعة الحسنة التي أمرنا بها الله تعالى، كما أنه لونٌ من ألوان الصدقة.
- سبب للمغفرة، وتثبيت أقدام العبد على الصراط، ودخول الجنة يوم القيامة.
- تسخير المنعة والعون للعبد ما دام في عون أخيه، فيجد دائماً إلى جانبه من يساعده ويقضي له حوائجه.
- حفظ الله تعالى للعبد في الدنيا من الشرور والمضار، ورفع المصائب والبلاوي عنه.
- ترابط أبناء المجتمع الواحد معاً بعيداً عن الحقد، والبغضاء، والكراهية، والحسد الذي قد يحدث بسبب حاجة الناس، وعدم قضائها مع وجود من يستطيع على ذلك، والمحافظة عليه قوياً ومتيناً يصعب السيطرة عليه، وبث الأعداء والطامعين النعرات والفتن فيه.
آداب قضاء حاجات الناس
- الإخلاص لله تعالى عند قضاء الحاجات: فلا خير في معروفٍ يُحصى مثل أن يقول الشخص: “أنا فعلت لفلان كذا وكذا، وساعدته في كذا وكذا”، أو القيام بالمعروف من أجل كسب رضا الناس، والحصول على مدحهم وإطرائهم، أو محاولة إحراج الشخص بالتشهير به، وبالحاجات التي قضيت له.
- إتمام العمل عند المقدرة على ذلك: عندما يبدأ الشخص بعملٍ ما، فعليه أن يتمه ليفرح بإنجازه، وطبعاً يكون ذلك عند المقدرة، فلا حرج على من أصابه ظرف طارىء فلم يُتمّ العمل.
- طلب الحاجة من الكريم لا من اللئيم: يكون الشخص كريماً في انظر الطالب عندما يقوم بالعمل الذي طلبه منه، أما اللئيم فمن المعروف بأنه لن يقدم المساعدة حتى لو كان قادراً عليها.
- الشكر والتقدير: من آداب قضاء الحاجات أن يشكر صاحب الحاجة الشخص الذي قدّم المساعدة له، ويثني عليه.