متى تبدأ صلاة التهجد
صلاة التهجّد
التهجد لغةً من الهجود، وهو من الأضداد ؛ يقال: هجد: نام؛ وهجد: سهر؛ على الضدّ، حيث يقول الشاعر:
أَلا زارَت وَأَهلُ مِنىً هُجودُ
- وَلَيتَ خَيالَها بِمِنىً يَعودُ
فهنا كما لاحظنا معنى كلمة هجود أي نيام، ويأتي معنى هجد على معنيين نام أو استيقظ، أمّا التهجد اصطلاحا فهي الصلاة في جوف الليل وهي سنة وليست فريضة حيث ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أداؤها، إذاً ما الفرق بين التهجّد، وقيام الليل، والتراويح باعتبارها كلها سنن وتُؤدّى في الليل؟.
الفرق بين قيام الليل والتهجد والتراويح
قيام الليل
هو عبارة عن قضاء الليل أو جزء منه ولو ساعةً يسيرةً في العبادات المختلفة من قراءة القران، والتسبيح وذكر الله تعالى، أو الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أي الانشغال في الليل بطاعة، ويفضّل الصلاة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قيام الليل، حيث كان يصليها ركعتين ركعتين، ويطيل في كلّ ركعة من ركوع وسجود وتعظيم لله وقراءة ما شاء الله له من القرآن، حيث كان يقرأ أحيانا سورة البقرة كاملةً في ركعة، واَل عمران كاملةً في ركعة أخرى.
التهجد
التهجّد هو صلاة الليل، وهي من النوافل المحبّبه إلى الله سبحانه وتعالى، وفيها من الخير العظيم الذي يعود على صاحبهِ في الدنيا مثل البسط في الرزق، إلى المغفرة والرحمة بإذنه في الآخره.
صلاة التراويح
هي صلاة النافلة في رمضان في أوّل الليل بعد صلاة العشاء، يستحبّ فيها التخفيف وعدم الإطالة، ويجوز تسميتها صلاة التهجّد، أو أن تسمّى قيام الليل، ولا مُشاحَةَ “أي اختلاف” في ذلك” [فتاوى الشيخ ابن باز] (11/ 317).
وقت قيام الليل والتهجّد
قيام الليل والتهجد تقريباً اسمان لمسمى واحد، وهو صلاة النافلة بعد غروب الشمس إلى قبل طلوع الفجر، ولكنّ قيامَ الليلِ أشمل من التهجد، من حيث إنّه يضمّ كافّة العبادات من صلاةٍ وقراءة القران وغيرها، أمّا التهجّد فاخُتص بالصلاةُ فقط في جوف الليل، كما اتفقَ عليه الكثير من الفقهاء، فالصلاة في الليل تدعى تهجّداً، كما قال الله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) [الإسراء:97] فحتى يكون تهجّداً يجب أن تكون الصلاة بعد الاستيقاظ من النوم في الليل، كما روى الحجَّاج بن غزية صاحب رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (يحسَبُ أحَدُكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبِحَ أنَّه قد تهجَّدَ، إنَّما التهجُّدُ المرءُ يصلِّي الصلاةَ بعد رقدةٍ، ثم الصلاة بعد رقدةٍ، وتلك كانت صلاةَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له)، وقيل: “الهجود النوم يقال: تهجّد الرجل إذا سهر وألقى الهجود وهو النوم، ويسمّى من قام إلى الصلاة متهجّداً؛ لأنّ المتهجّد هو الذي يُلقى الهجود الذي هو النوم عن نفسه” [تفسير القرطبي] (10/ 307).
التهجد يكونُ بصلاة نافلة في الليل بعد النوم، وقيام الليل يكون بصلاة نافلة قبل النوم، حيث يمكن القول إنّ التهجد يعتبر قيام ليل بينما قيام الليل لا يكون تهجداً.
يجب التنويه إلى وتر صلاة العشاء، حيث يمكن تأخيره في حالة قيام الليل، ويُصلى الوترُ بعد الانتهاء من قيام الليل أي قبل النوم، أما في حالة التهجّد، فيمكن تأخير صلاة الوتر لبعد صلاة التهجد، إذا غلب على ظنّ الشخص أنّه سوف يستيقظ في الليل لصلاة التهجّد، فإذا لم يكن واثقاً من استيقاظه أوتر قبل أن ينام، كما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام) [صحيح البخاري]
يجب التنويه إلى أنه لا يجوز أن يوترَ الشخصُ ثم ينام،وبعدها يستيقظ في الليل ويَقْومَهُ ثم يُصلي الوتر وينام، وبعدها يستيقظ على صلاة الفجر، كما ورد في الحديث الشريف: (لا وِتْرانِ في ليلةٍ) [صحيح ابن حبان].