فضل المحافظة على السنن الرواتب

الصلاة

أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته، فإن وجدت تامةً كاملةً نجا بفضل الله وكرمه، وإن وجد فيها نقصٌ أخذ من صلاة النافلة والتطوّع لجبران هذا النقص، وأهمّ ما ينبغي على العبد المحافظة عليه بعد الفريضة السنن الرواتب، وصلاة الوتر. فعن أمّ حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (من صلّى اثنتي عشرة ركعةً في يومٍ وليلةٍ، بني له بهنّ بيتٌ في الجنّة) [صحيح مسلم]. السنن الرواتب منّةٌ وفضلٌ عظيمٌ من الله تعالى على عباده، ويجب على المسلم المحافظة عليها، وعدم تضييعها، لما لها من الفائدة والنفع العظيم في الدنيا والآخرة.

السنن الرواتب

السنن الرواتب هي السنن التي يصلّيها المسلم متلازمةً مع الفرائض الخمس، وتقسم السنن الرواتب إلى رواتب مؤكدة وغير مؤكدة، وتؤدى قبل صلاة الفريضة أوبعدها، أما المؤكدة فعددها اثنتي عشرة ركعة؛ ركعتين قبل فريضة الفجر، وأربع ركعات قبل فريضة الظهر، واثنتين بعدها، وركعتين بعد فريضة المغرب، وركعتين بعد فريضة العشاء، وإن آكد هذه السنن سنة صلاة الفجر، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حافظ عليها، ولم يتركها في سفره ولا في حضره، فهما خيرٌ من الدنيا وما فيها، وبهما كان رسول الله يفتتح نهاره المبارك، كما أنه كان يخفّف من القراءة فيهما، فيقرأ سورتي الكافرون والإخلاص، ولأهميتها العظيمة، فإن فاتت العبد ولم يصليها فيصليها بعد فريضة الفجر، أو بعد طلوع الشمس بثلث ساعة تقريباً، بينما غير المؤكدة وهي أربع ركعاتٍ قبل فريضة العصر، وركعتان قبل فريضة المغرب، وركعتان قبل فريضة العشاء، وهذه يصليها المسلم أحياناً، ويتركها أحياناً أخرى، وبهذه يصبح عددها جميعاً عشرين ركعة.

الحكمة من تشريع السنن الرواتب

  • زيادة الحسنات، وتحصيل الثواب.
  • تكفير الذنوب والسيئات.
  • رفعة الدرجات.
  • تعويض النقص في الفرائض.

فضل المحافظة على السنن الرواتب

  • بناء بيتٍ في الجنة لمن صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة.
  • زيادة القرب من الله عز وجل.
  • محبة الله تعالى للعبد.
  • كثرة السجود بين يدي الله سبحانه وتعالى، وهو سببٌ لمرافقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الجنة، كما أنّ كل سجدة يرفع الله بها العبد درجة، ويحط عنه خطيئة.
  • رواتب ما قبل الفريضة؛ لتهيئة المسلم قبل أدائه للفريضة كي يترك خلفه مشاغل الدنيا ومتاعبها، وليكون على أتمّ الاستعداد، وبكامل الخشوع، وتحصيل ثواب الفرض بشكلٍ كاملٍ.
  • رواتب ما بعد الفريضة للاستزادة من الخير العظيم، وللتزود من العبادة، ومناجاة الخالق جلّ وعلا، حيث يكون العبد بعد أداء الفريضة في نشوةٍ عظيمة وقربٍ من الله تعالى.