فقرة عن فوائد عمل الخير والمعروف اجتماعياً

عمل الخير والمعروف اجتماعيّاً

يُعتبر عمل الخير والمعروف أمراً مهماً دعت الشّرائع السّماويّة إلى فعله، وكان محوراً أساسيّاً في دعوة الرّسل والأنبياء، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الخير والمعروف في آيات كثيرة في كتابه العزيز، وجعلهما سبحانه ممّا يميّز هذه الأمّة عن غيرها، ويحقّق لها الفلاح في الدّنيا والآخرة، حيث قال عز وجل: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104].

معنى الخير

ينطبق لفظ عمل الخير على كلّ الأعمال التي يقوم بها الإنسان في حياته لتقديم الخدمة للنّاس، أو تفريج كروبهم، أو إغاثة ملهوفهم، أو سدّ حاجات الفقير والمحتاج منهم، ويأتي الخير مقابل الشّر، حيث إنّ الإنسان الذي يؤذي جاره يعمل سوءاً، بينما الإنسان الذي يكرم جاره ويحسن إليه يعمل خيراً يستحق الشّكر والإثابة عليه.

معنى المعروف

إنّ لفظ المعروف يشابه لفظ الخير ويرادفه، وهو كلّ ما تعارف عليه النّاس من فضائل الأعمال، والأقوال، والسّلوكيّات، ويقابله المنكر وما هو ما أنكرته النّفوس وأبته من الأفعال والسّلوكيّات، فمن يوقف وقفاً يستفيد منه النّاس يصنع بذلك معروفاً لهم، بينما من يضع في طريق الناس شيئًا يؤذيهم يفعل بذلك منكراً تأباه النّفوس وترفضه.

فوائد عمل الخير والمعروف اجتماعيّاً

  • يؤدّيان إلى المحبّة، والمودّة، والتّلاحم بين النّاس، فمن يصنع المعروف إلى النّاس يكسب قلوبهم، وكما قال الشّاعر: (أحسن إلى النّاس تستعبد قلوبهم .. فلطالما استعبد الإنسان إحسان).
  • يزيلان أسباب التّشاحن، والبغضاء، والحسد، في المجتمع الإسلامي، فالمجتمع الذي تكثر فيه أعمال الخير والمعروف بحيث يحسّ الغني بمعاناة الفقير، ويستشعر الحاكم والمسؤول بهموم الرعيّة، هو مجتمع تسود فيه معاني العدالة والمساواة، لا ترى فيه نقمة من طبقة اجتماعيّة على أخرى، ولا شكّ بأنّ ذلك يحقّق الأمان الاجتماعي والسّلم الأهلي.
  • يجعلان من الأمّة الإسلاميّة منارة وقدوة للأمم، ويعدّان وسيلة للدّعوة في سبيل الله تعالى، فالأمم الأخرى عندما تنظر إلى الأمّة الإسلاميّة وترى فيها انتشار معاني الخير والمعروف بين أفرادها، وانعكاسها بصورة طيبة في المجتمع، قد تحفز الكثير من النّاس على الاقتداء بالمسلمين بسبب تلك المعاني، وربما دخل كثير منهم الإسلام بسبب ذلك.
  • يعتبران سبباً لزيادة الرّزق والبركة في المجتمع، بالإضافة إلى نيل رضا الله تعالى ونعيمه في الدنيا، فشرائع الله سبحانه تضمّنت الدّعوة إلى عمل الخير والمعروف، قال الله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) [ الجن: 16].