وسائل الشيطان في إغواء بني آدم
الشيطان
يعدّ الشيطان العدوّ الأكبر للإسلام والمسلمين، فهو يدخل في قلب كلّ إنسانٍ سواءً كان مؤمناً أم كافراً، ويكرّس كلّ جهوده في سبيل إدخال الفتنة، والفسق، والشر إلى قلبه، ويوثر تأثيراً كبيراً على الإنسان البعيد عن الله الذي يكون قلبه خالياً من الإيمان، فيغرقه في المعاصي والكبائر، ويبعده عن كلّ ما هو خيّر، كما أنّه يدخل قلب الإنسان المؤمن ولكنه يفشل في إيقاعه في شباك المعاصي؛ كونه يكون مسلحاً بالإيمان بالله وتقواه، وفي هذه الحالة يلجأ إلى اتباع الكثير من الوسائل والأساليب لجعله يخرج عن إيمانه وحبّه لله، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِإِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ* قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ* إِإِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)[الحجر: 39-42]، وفي هذا المقال سنتعرف على وسائل الشيطان في إغواء بني آدم.
وسائل الشيطان في إغواء بني آدم
- التزين: فالشيطان لا يأمر الإنسان بالمعاصي والشر بشكلٍ مباشرٍ، وإنّما يزينه للإنسان بشكلٍ تدريجيّ وغير مباشر، فمثلاً عندما يسمع الإنسان صوت الآذان في ليلة شتاءٍ باردة فيقول له إبقَ مسترخياَ في الفراش، نم فأنت مرهقٌ ومتعبٌ.
- التلبيس: حيث يحاول الشيطان عمل خدعةٍ لعقل الإنسان من خلال إقناعه بأنّ الحرام هو في الواقع حلالٌ، فإذا أراد الإنسان أن يحصل على قرضٍ ربويٍّ من البنك لشراء بيتٍ أو شقة، فيقول الشيطان له بأنّ هذا القرض حلالٌ، لأنكّ لا تستغل الناس وإنّما كل ما تريده هو ستر زوجتك وأولادك.
- التسويف: حيث يسلط الشيطان أسلوبه هذا على الشخص الذي يراه ينوي التوبة والعودة إلى طريق الله، فيخاطبه قائلاً: توبتك أمرٌ لا بأس به ولكن لو تؤجل هذا الأمر قليلاً فأنت في أجمل مرحلةٍ في حياتك ألا وهي الشباب، أكمل دراستك، وتزوج حيث إنّ الزواج يُكمل الدين، كما أنّه يساعدك على التوبة، وبهذا الأسلوب يمنعه عن التوبة ويغرقه في المعاصي والبعد عن الله.
- تهوين المعصية: حيث يصور للإنسان بأنّ المعاصي التي قام بها صغيرةٌ جداً مقارنةً بغيره من الناس، فيقول له أنت من أفضل الناس والتوبة لا تليق بك فأنت لم تفعل شيئاً يُغضب الله، وإنّما التوبة للأشخاص الذين ارتكبوا المعاصي الكبيرة.
- تصعيب التوبة على الإنسان: فيقول له أنّ التوبة تحتاج وتتطلب منك أن تكون مستقيماً، فالاستقامة أمرٌ شاقٌ على الإنسان، وتُسلط عليك عداء المنحرفين والفاسقين، وهذا يجعلك تفقد جميع أصدقائك، كما أنّ الناس سيسخرون ويستهزءون منك.
- التيئيس: حيث يقنع الإنسان بعدم قبول الله لتوبته؛ كون ذنوبه كبيرةً وكثيرةً، فيذكره باستمرار بجميع المعاصي التي ارتكبها.
- الغضب: حيث يتمرد الشيطان على عقل الإنسان العاقل.
- حصائد الغرور والأماني: حيث يُعدّ لهم الغرور حسب طبائعهم، ويسحبهم إليه حسب شهواتهم وميولاتهم، فيخوف جميع الأغنياء بالفقر، حيث يزين لهم المال والغنى والثراء بالأسباب القذرة والوسائل المحرمة، ويصور لهم الكثير من الأعمال المحرمة ليتمتعوا بأموالهم.
- يزين تحقير المخالفين والتعصب للإنسان: حيث يعزّز التعصب عند الإنسان ضدّ غيره، ويحفزه على تحقير من يخالفه في الرأي، ويصور له أنّ هذا الطريق سليمٌ وصحيحٌ للوصول إلى العلم والحرص عليه، ونيل حبّ ورضا أهله.