كيفية الصلاة جالساً

الصلاة

القيام في الصلاة ركن من أركانها، وشرط من الشروط الواجب توفرها لقبولها من الله عز وجل، إلا انّ بعض المسلمين من المقعدين والمرضى والمتماثلين للشفاء لا يستطيعون القيام أثناء الصلاة، أو أنّ قيامهم قد يلحق الضرر بهم أو يبطئ من شفائهم، فيجوز لهم الجلوس أثناء الصلاة، وذلك لما روي عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :(كانت بي بواسيرُ فسألتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الصَّلاةِ فقالَ: صلِّ قائمًا، فإن لم تستَطِع فقاعدًا، فإن لم تستَطِع فعلى جَنبٍ فإن لم تستطِع فمُستَلقٍ، لا يُكَلِّفُ اللَّه نَفسًا إلَّا وُسعَها) [تحفة المحتاج].

كيفيّة الصلاة جالساً

يفضل للمصلي جالساً أن يجلس متربعاً على الأرض وألا يفترش ساقيه، ومن لم يستطع ذلك لمشقتها عليه فيمكن أن يصلي جالساً على كرسي، على أن يكون الكرسي صغيراً وقصيراً ولا يضايق حركة من حوله خاصّةً في صلاة الجماعة، أمّا كيفيّة الصلاة جالساً فتختلف باختلاف حالة المصلي وقدرته على القيام والجلوس، وهي كما يأتي:

الجمع ما بين القيام والجلوس في الصلاة

في حال قدرة المصلي على الجمع ما بين القيام والجلوس في الصلاة دون أيّة مشقة أو ضرر عليه فيتوجب عليه القيام خلال تكبيرة الإحرام وقراءة سورة الفاتحة وما أمكنه من آيات القرآن، ثم ّالركوع من خلال حني ظهره ومد ذراعيه لحين ملامسة يديه لركبتيه، أمّا السجود فيجلس خلاله المصلي على الأرض أو على الكرسي مع حني رأسه للأسفل عند كل سجدة.

في حال عدم قدرة المصلي على الركوع وهو قائم فيسنّ له الجلوس بعد الانتهاء من قراءة ما تيسّر من القرآن، ثمّ حني رأسه للأسفل عند الركوع كما هو الحال عند السجود، مع ضرورة الفصل فيما بينهما وحني الرأس أكثر نحو الأسفل عند السجود.

اقتصار الصلاة على الجلوس

في حال عدم قدرة المصلّي على الوقوف خلال الصلاة، فيسنّ له أن يجلس على الكرسي، أو متربعاً على الأرض بحسب ما هو أفضل له، ثمّ يكبر للإحرام وهو جالس ويقرأ الفاتحة وما أمكنه من آيات القرآن الكريم، ويكمل صلاته جالساً كما تم توضيحها فيما سبق.

أجر صلاة الجالس

لا يختلف أجر صلاة القائم عن أجر صلاة الجالس ما دام غير قادر على القيام، أمّا من صلى الفرض جالساً وهو قادر على القيام فلا تحسب صلاته، ويمكن للقادر على القيام الجلوس أثناء صلوات السنن والنوافل دون أيّ عذر إلا أنّ له نصف أجر صلاة القائم.